أقرت لجنة الانتخابات المركزية ظهر اليوم شطب ترشيح النائبة حنين زعبي بأغلبية 27 عضوا مقابل 6 معترضين، حيث تجندت خلف قرار الشطب أحزاب شاس والبيت اليهودي والليكود ويش عتيد والحركة وكاديما، وصوتت ضده الأحزاب العربية وحزب ميرتص فقط. وبموجب القانون يحال قرار اللجنة إلى المحكمة العليا للمصادقة عليه او إلغائه.
وفي ردها على طلبات الشطب، أكدت زعبي أن  من عليه أن يقدم للمحاكمة هو من يؤيد القتل والقصف والاعتقالات والقمع، وليس من يؤمن بقيم العدالة والمساواة والحرية، ومن يناضل من أجل المساواة بين الشعوب وبين المواطنين.
 وأضافت زعبي: "اخترت النضال السياسي،  وليس طقوس التحريض والكراهية، المتبعة في الكنيست، وأفتخر بهذا النضال ومواقفي فيه، وبنشاطي البرلماني، الذي لا يهم العنصريين. سأواصل دربي مهما كلف الأمر. أنا لا أعمل في فضاء خالِ، وشطبي ليس شأنا شخصيا، أنا أمثل جمهورا، أنتم لا تحاكموني شخصيا، أنتم تحاكمون أهل البلاد الأصليين، تحاكمون نضالاتهم، وما يحصل هو ضرب  التمثيل السياسي للمواطنين الأصلانيين للبلاد من العرب ولكل إنسان ديمقراطي".
وقالت زعبي: "لم أتوقع كثيرا من أعضاء لجنة الانتخابات المركزية، ولم أتضرع أن يحافظوا على أسس الديمقراطية، التي يدعون بأنهم الأوصياء عليها، لأنها لجنة سياسية، في كنيست يحوي على غالبية ساحقة من اليمين والعنصريين.  أنا لا اتوقع منهم شيئًا رغم أنه لا يوجد أي اساس موضوعي وقانوني لشطبي، كما يؤكد موقف المستشار القضائي وقرارات المحكمة العليا السابقة في هذا الشأن"
وواجهت زعبي لجنة الانتخابات قائلة: "من يجب ان يشطب هو من لا يؤمن بالمساواة ومن يؤيد القتل والتدمير ومن يسن قوانين عنصرية. من يجب ان يحاسب ويحاكم هم العنصريون الذين يدعون لقصف المدنيين في غزة، ويمررون قوانين عنصرية تمنع أم من لقاء ابنائها وزوجة من لقاء زوجها، ويؤيدون حبس الطفلة ملاك الخطيب ابنة الأربع عشر عاما، ويتباهون بقتل الفلسطينيين. هؤلاء يطلبون شطب ترشيحي، وهم الذين بجب أن يحاسبوا على ما فعلوه بحق شعبي"
وأضافت زعبي: لن أتراجع عن أي موقف أو سلوك مبدئي ضد الاضطهاد وضد الحصار. أنا فخورة بالشباب الذين يخرجون للتظاهر في المثلث والجليل والنقب من أجل العيش بكرامة، فخورة بالقائمة المشتركة، بحزبي الذي يمثلني ومبادئه التي ترفض الاستعلاء.  نحن نمثل مواقف العرب الأصيلة ونحن جزء من شعبنا.
ودعت زعبي المجتمع الدولي  للضغط على إسرائيل، وقالت:"من هنا أدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل". ورددت باللغتين العربية والعبرية: الاحتلال هو مصدر العنف. وأضافت: نحن في القائمة المشتركة سنعمل على محاصرة سياساتكم وقوانينكم العنصرية ومحاصرة العقلية الفاشية والشوفينية.
واختتمت كلمتها بالقول: يزعجهم أنني فلسطينية لكنني أريد أن أواصل كوني فلسطينية داخل الكنيست، وأن اواصل نضالي. إن مبدأ المواطنة المتساوية يزعجهم. وجوهر النقاش هو هل أنا، كمواطنة، يمكنني أن أكون فلسطينية تدعم نضال شعبها ضد الاحتلال والعنصرية والحصول على حق المواطنة في الوقت ذاته.

وعقبت زعبي على قرار شطب ترشيحها بالقول إنها غير متفاجئة منه لكونه يعبر عن الأجواء المتطرفة السائدة في الكنيست، وقالت إن قرار الشطب هو قرار سياسي ويعتبر ملاحقة سياسية، وأكّدت أنه لا يوجد أي مبرر قانوني للقرار  وأنه لن يصمد في الاختبار القضائي.

وجرى بحث شطب ترشيح النائبة حنين زعبي في لجنة الانتخابات بناءً على طلبين قدمهما حزبا الليكود ويسرئيل بيتينو، وسط أجواء من التحريض العنصري، وأعلن حزب المعسكر الصهيوني الذي يضم تحالف حزب العمل مع كاديما أنه يؤيد الشطب.

وشاركت النائبة زعبي في الجلسة إلى جانب مرشحي القائمة المشتركة، الذين أكدوا موقفهم الرافض للطلب بوصفه ملاحقة سياسية. وزعم مقدمو الطلب أن زعبي ترفض التراجع والاعتذار عن تصريحاتها.

وكان مركز  عدالة قدم ردًا مفصلًا باسم النائبة حنين زعبي دحض فيه كل الادعاءات التي قدم طلب الشطب على أساسها. وقدم المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية رأيًا قضائيًا عارض فيه الشطب بناء على قرارات سابقة للمحكمة العليا، التي ستبحث الموضوع الأسبوع القادم.