قالت القيادة العامة للجيش المصري في بيان إن "القوات المسلحة وجهت ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا".
وتأتي غارات الجيش المصري بعد ساعات من نشر جماعة متشددة أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية مقطع فيديو لإعدام 21 قبطيا ذبحا في ليبيا.
وقال بيان صادر عن الجيش المصري إن "القوات المسلحة قامت فجر اليوم الاثنين الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية".
ولم يحدد البيان المناطق التي تعرضت للضربة الجوية غير أن شهود عيان في مدينة درنة، التي يسيطر عليها متشددون، إن المدينة تعرضت للقصف.
لكن التلفزيون المصري نقل عن صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية بطبرق قوله "الضربات الجوية المصرية أسفرت عن مقتل أربعين من تنظيم داعش". وأضاف أن "الضربات الجوية تمت بناء على طلب من ليبيا".
وأكدت مصادر دبلوماسية ليبية لبي بي سي أن تنسيقا يجري بين مصر والجيش الليبي بشأن الضربات الجوية التي ينفذها الجيش المصري على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية داخل الأراضي الليبية، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال متحدث باسم الجيش المصري إن العملية مستمرة وستفصح القوات المسلحة عن بعض التفاصيل لاحقا، رافضا تأكيد التنسيق أو نفيه. وأضاف أن الضربات حققت أهدافها بدقة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إن بلاده تحتفظ بحق الرد للقصاص من قتلة الأقباط المختطفين في ليبيا.
وأضاف السيسي في كلمة أذاعها التليفزيون المصري أنه دعا مجلس الدفاع الوطني للانعقاد بشكل دائم لبحث الرد على الحادث وإجراءاته.
وأضاف بيان القوات المسلحة المصرية أن " الضربة حققت أهدافها بدقة .. وإذ نؤكد على أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ .. وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف".
وكانت جماعة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بثت مساء الأحد مقطع فيديو لعمليات إعدام جماعية لأقباط مصريين اختطفوا في ليبيا في مدينة سرت في يناير / كانون الثاني الماضي.
وظهر في الفيديو المختطفون وهم يمشون على شاطئ البحر ويرتدون بدلات برتقالية وكل واحد منهم كان مصحوبا بمسلح يخفي ملامح وجهه.
الأزهر أدان قتل الأقباط وقال إنه لا يمت للأديان ولا القيم الإنسانية بصلة
وأجبر الرجال على الجلوس على ركبهم ثم أعدموا بشكل جماعي ومتزامن بقطع روؤسهم.
"اتخاذ الاجراءات الكفيلة"
وقدم الرئيس المصري في كلمة متلفزة تعازيه للشعب المصري وأهالي الضحايا قائلا إنه "أمر الحكومة بالوقوف بجانب أهالي الضحايا، وتقديم كافة أشكال الدعم".
وأضاف أنه وجه باستمرار قرار الحكومة بمنع السفر نهائيا إلى ليبيا، وتسهيل عودة المصريين الراغبين في ذلك.
وفي ساعة مبكرة من صباح الاثنين، غادر سامح شكري وزير الخارجية المصري البلاد فى طريقه إلى واشنطن فى زيارة تستغرق خمسة أيام لبحث التحرك لضبط الأوضاع في ليبيا عقب ذبح أقباط مصريين في ليبيا.
وكان السيسي قد قال إنه أمر وزير خارجيته بالتوجه إلى نيويورك، للمشاركة في القمة الدولية لمواجهة الإرهاب، وإجراء اتصالات بكافة أطراف المجتمع الدولي لـ"وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته واتخاذ الإجراءات الكفيلة".
وكان التلفزيون المصري قال في وقت سابق إن السيسي أعلن الحداد في البلاد لمدة سبعة أيام.
"عمل بربري"
وأكدت السلطات المصرية صحة مقطع الفيديو الذي يظهر ذبح 21 قبطيا مصريا على أحد الشواطئ الليبية، والذين كان قد تم اختطافهم منذ أكثر من أربعين يوما.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن القمص بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القاهرة قوله إن "الضحايا الذين ظهروا في الفيديو هم المسيحيون المصريون المخطوفون في ليبيا".
وقال "شاهدنا الفيديو المؤلم ونؤكد أن القتلى فيه هم أبناؤنا المخطوفون في ليبيا".
وقد استنكر الأزهر ما وصفه بالعمل "البربري" وقال في بيان إنه بلغه بكثير من الأسى والحزن بأنباء قتل مجموعة من المصريين الأبرياء.
وأضاف البيان أن " الأزهر يؤكد أن مثل هذا العمل البربري لا يمت بصلة إلى الدين أو القيم الإنسانية".
"أعمال وحشية"
وأدانت واشنطن ما وصفته "القتل الخسيس والجبان" لواحد وعشرين مصريا في ليبيا على يد متشددين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية وحثت على التوصل لحل سياسي للصراع الليبي.
وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض "هذا القتل الوحشي لأبرياء ليس سوى أحدث عمل من الأعمال الوحشية الكثيرة التي ارتكبها الإرهابيون التابعون لتنظيم الدولة الإسلامية ضد شعوب المنطقة بما في ذلك قتل عشرات الجنود المصريين في سيناء والتي لا تؤدي إلا إلى شحذ المجتمع الدولي بشكل أكبر للتوحد ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
أما وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند فقال إن " مثل هذه الأعمال البربرية تزيد من تصميمنا على العمل مع شركائنا لمواجهة انتشار خطر الإرهاب في ليبيا والمنطقة".