تهانينا.. افرحوا
اهنئ أهالي بلدي الكرام بان تألفت فيها لجنة دينية شعبية تناقش أوضاعها وتقرر. وأهنئهم ان لديهم هيئة دينية موحدة كان لها الجرأة بعد سنوات ان تبحث الملف الساخن: ملف الأعراس وان تتخذ فيه قرارا تاريخيا بالسماح باقامة زفة تقليدية للعريس والعروس بدون اختلاط بين الجنسين مع المحافظة على الاداب المرعية .
اهنئ الهيئة الروحية على هذه الخطوة الشجاعة التي تدل على اخذ رأي الناس والجمهور بعين الاعتبار، والتجاوب مع رغبات الناس المشروعة.
يجب ان نذكر ونتذكر ان هذا القرار الذي اتخذته الهيئة الروحية لم يأت من عند أنفسهم. وإنما أتى خلال مخاض طويل وولادة عسيرة وبعد نضال واحتجاج طيلة سنوات. مرات بالعلن ومرات بالسر. ومرات بنبرة عالية وأخرى بهدوء وخفوت. وكان لكثير من الشباب والمثقفين والشيوخ دور كبير في ممارسة الضغوط لإيجاد حل يرضي الدين والدنيا.
وكان لي وبكل تواضع دور في هذا النضال. فقد كتبت على صفحات الحديث قبل ثلاث سنوات مطالبا بالسماح بإقامة زفة تقليدية متواضعة للعريس والعروس مع عدم الاختلاط والمحافظة على الآداب والأخلاق. وقد لاقت استحسانا كبيرا.
ويجب ان نتعلم مما حدث ان المطالبة بالتغيير الى الأصلح والى الأنسب والى الاوفق والى التجاوب مع أمال الناس ومعاناتهم واجب وحق ولا بد ان يأتي بالثمار المرجوة. وهو يقرب الدين ويرسخه في قلوب الناس. ويزيد الألفة بين فئات المجتمع. ويجب ان تتسع صدورنا للنقد والراي الاخر ونشرع ابوابنا لفهم التغيرات العصرية والعلمية والعالمية . والاهم من كل ذلك ان نمتنع كليا عن تكفير الناس ولنعتبر بالمصائب التي جرها التكفيريون على الامة الاسلامية العالم.
وبعد فاني اكرر تقديري لهؤلاء الشيوخ وعلى رأسهم سواس الخلوات. واثمن عاليا استعداهم لتلمس نبض الشارع. وأتمنى ان تكون هذه الخطوة فاتحة خطوات اخرى لحل الملفات الملتهبة الأخرى كدراسة البنات المتدينات في المعاهد العليا، والاستجمام في الفنادق، وسياقه النساء للسيارات. وان تصبح عسفيا شيوخها وشبابها روادا طلائعيين ومبادرين في نشر الوعي والمعرفة وشق الطريق لإيجاد صيغة عصرية تجمع بين الدين القويم والعيش الكريم.
وأتمنى كذلك ان يساهم هذا القرار الحكيم بمنع وتخفيف إقامة الأفراح في القاعات الراقصة، ويحد من حفلات المجون والتكاليف الباهظة، وان تراعى في الأفراح العادات والتقاليد والأخلاق والقيم الشريفة.