تحت عنوان "لقاء الأجيال"، عقدت مؤسسة العون الدرزي، صندوق بني معروف يوما دراسيا في قاعة افراح أبو سنان، الجمعة 6/3/2015 بحضور أعضاء إدارة الصندوق على مر السنين ومشاركة حوالي ثمانين مشتركا من مختلف القرى المعروفية، شخصيات اجتماعية، أكاديميين ورؤساء مؤسسات اجتماعية وخيرية، وذلك بهدف تبادل الرأي في الرؤيا المستقبلية لما ينتظر الدروز الموحدين على المستويين المحلي والقطري وخلق قاعدة مشتركة تتفاعل فيها كافة الأجيال ليكونوا الصوت المعتدل الذي يعالج الواقع المؤلم للطائفة الدرزية.
افتتح اليوم الدراسي وتولى عرافته المربي حاتم حسون الذي حذر بدوره من حالة الفراغ والضياع في متاهات مبهمة بسبب عدم وجود تنظيم سليم وعقلاني يشمل كافة شرائح المجتمع وعناصره، وأضاف ان هذه الحالة تتطلب انطلاقة جدية بعيدة عن الاستجداء الى السلطة، على ضوء اللامبالاة من قيادات بعيدة عن الواقع ومتطلباته، لقد آن الأوان لنقول كفى لأن مطلب الساعة إقامة تنظيم شامل يعيد لنا عزتنا وكرامتنا التي تهدر يوما بعد يوم ولا أحد من القيادات يحرك ساكنا.
ثم تحدث وولتر كليتس، رئيس صندوق نويمان لدعم الحريات فأعرب عن سروره لمشاركته في هذا اليوم الدراسي واهمية إقامة مثل هذه الفعاليات لان فيها قيمة إضافية لدعم الحريات بين الأقليات والتي من المفروض ان تأخذ دورها كجزء من النسيج الاجتماعي في الدولة، وأضاف ان لغة الحوار يجب ان تكون سيدة الموقف خاصة بين الأقلية والدولة التي ينتمون اليها وعلى الدولة ان تمنحهم الحقوق كاملة.
وأشارت حانيتا عستائي، مديرة الصندوق في البلاد، ان هذه الأيام الدراسية كفيلة بتعميق الفكر الليبرالي داخل الطائفة وتمنت لمؤسسة العون الدرزي بقيادتها الجديدة أخذ دورها في قيادة الطائفة وايصالها الى بر الأمان.
ثم أقيمت طاولة نقاش حول عمل الجمعيات الفاعلة على الساحة المعروفية شارك فيها كل من الاخوة: اسعد صبح من شفاعمرو، رئيس جمعية آفاق المستقبل، مدين أبو عيسى من يركا، مدير قرية الأولاد في حرفيش، صفوان مريح من دالية الكرمل، ممثلا عن صندوق الصداقة والاخت انشراح كبيشي مديرة جمعية دعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
الدكتور يسري خيزران، المحاضر في الجامعة المفتوحة، ألقى محاضرة قيّمة حول القيادات الدرزية هنا وفي الفضاء الإقليمي المجاور، قائلا ان ما يسمى بالثورات التي نشهدها في العالم العربي اليوم تضع الأقليات تحت طائلة السؤال بان وجودها لم يعد مفهوما ضمنا، مضيفا الى انه في ظل الحداثة يجب ان نرسّخ لدى أبنائنا اننا لسنا حالة عابرة فجذورنا عميقة في هذه الأرض وعلينا ان نكون أقوياء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان، وأما عن الهوية فقال الدكتور خيزران انها ليست من الكماليات ونحن امام ميوعة لما يحصل لهويتنا من هنا علينا بلورة هوية لا تتنكر لجذورنا العربية، اما بالنسبة لمناهج التعليم فقال بانه يجب إعادة صياغة برامج التعليم في مدارسنا لأننا ندفع اليوم ثمنا باهضا بسببها، كما أنه يتوجب علينا تغيير خطاب العلاقة مع الدولة وان نتبنى خطابا يكفل أخذ حقوقنا بالكامل.
وصرّح الشيخ زيدان عطشة، مؤسس ورئيس الصندوق، ان مصير الدروز في إسرائيل لا يختلف عن مصير الأقليات الأخرى في الشرق الأوسط والمستهدفة من قبل الجماعات الأصولية المتطرفة والتي تشهد قتلا وذبحا وتشريدا وسبيا لم يعرفه من قبل المشاركون في اليوم الدراسي، لذلك حث الشيخ أبو عنان زيدان المشاركين الى توحيد الصفوف بين جميع المؤسسات الدرزية من المجلس الديني مرورا برؤساء السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني التحضّر لما يحمله مستقبل منطقتنا من المجهول كما دعاهم الى التأهب واليقظة.
واتفق المجتمعون على تشكيل قيادة مشتركة لمؤسسة العون الدرزي/صندوق بني معروف.