يبدو النشاط الانتخابي عملية استراتيجية معقدة في سياق التغيير الاجتماعي, والنظر إلى الاستراتيجية الانتخابية كطريقة لتعليم محيطك بالقضايا التي تنطوي عليها الحملة وكيف ترتبط بحياة الناس والمجتمع من حولك، فالعملية الانتخابية أداة يجب أن تُستخدم لإعادة تشكيل طريقة إدارة الدولة، وطريقة حل المشكلات، وطريقة ترتيب مجمل خطوط الحياة الأساسية, فأي حملة لابد وأن يحتوي على مجموعة من العناصر والعوامل التي تقود لتحقيق الهدف الرئيسي لها، وبدون معرفة هذه العناصر وتوظيفها بشكل صحيح لا يمكن تحقيق الأهداف الانتخابية .
ادارة استراتيجية فاشلة للحملة الانتخابية قد تؤدي للتدهور الى ما دون ٢٢ مقعد, وخسارة المقعد الدرزي ليبقى الليكود بجولة اضافية دون تمثيل درزي بالكنيست, وذلك يتوضح من ادارة الحملة الانتخابية التي ركزت على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك واليوتيوب, وتخلى عن الارض الليكودي الذي يتميز بالعاطفية الشرقية, ولا يتنازل عن التواصل المباشر مع المرشحين والجمعات الانتخابية, ونقص هذا التواصل توضح خلال نتائج الاستطلاعات الاخيرة , الامر الذي اضطر رئيس الحزب نتنياهو ان يجول منهكا من لقاء صحفي لآخر, والاعتراف بإمكانية فوز المعسكر الصهيوني بالانتخابات وتشكيل حكومة بدعم القائمة المشتركة العربية.
حزب الليكود اخطاء حين اعتقد ان تركيز القوة والميزانية بالأنترنت, ولم تصرف للفروع الحزبية ميزانيات للنشاط الانتخابي حيث بقيت الفروع مغلقة وعاجزة عن تحفيز المنتخبين المحليين, حتى يوم قبل يوم الانتخابات لم تتحدد بعد ميزانيات للفروع الحزبية ليوم الانتخابات , وبذلك تخلت عن المنتخب الليكودي وتخلت عن تقوية ثقته بالحزب وتثبيت قناعته لانتخاب الليكود, وبهذه الثغرة دخل كل من الأحزاب الصغيرة كحزب موشي كحلون والبيت اليهودي وحتى يش عتيد, ومهما حاول الليكود ونتنياهو من الصعب ان ينجحوا بإقناع من خاب امله وربما قد يكون الوصول الى ٢٤ مقعد معجزة صعبة التحقيق.
الحملة الانتخابية هي جهود مخططة وعملية مستمرة توظَف فيها الإمكانات والموارد المتاحة لتحقيق أهداف الحملة ، ونجاح الانتخابات ينطلق من إعدادات طويلة مسبقة ومدروسة بدقة وحكمة منها إعداد الميزانية، تهيئ الشارع بشبكة ناشطين لإقناع الناخبين وجذبهم للانتخاب
إلى جانب الإعداد الإعلامي للحملة وتكوين قاعدة جماهيرية من خلال التخطيط السليمِ, لكن بحملة الليكود الانتخابية تخلوا عن الجزء الاول وصرفوا كل قواهم على الجزء الإعلامي الذي تقلص على الشبكات الاجتماعية فقط, وحتى لم يتم منح ميزانيات للدعاية الانتخابية بوسائل الاعلام من صحف ومواقع انترنت اخبارية, فهذا النقص قد يسبب للانتقام بالحزب على المدى القريب يوم الانتخابات, وعلى المدى البعيد حين يحتاجوا لنشر الانجازات البرلمانية او الحكومية, حينها المواقع والصحف لن تعطي الطابع الايجابي بالتغطية الإعلامية لإنجازاتهم .