في حدث هو الأوَّل من نوعه في الوسط الدّرزيّ، أقيمَت مساء اليوم، الثّلاثاء مسابقة التُّراث والهويَّة الدُّرزيَّة ضمن برنامج الشَّبيبة (نعوريم) – مركز معاسيه، في المركز الجماهيريّ في البقيعة، حيث عجَّت قاعة المركز بأبناء الشَّبيبة من 13 مركز شبيبة من كافَّة القُرى الدُّرزيَّة من المراحل الاعداديَّة، بحُضور الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيَّة ورئيس المجلس الدّيني الدُّرزيّ الأعلى فضيلة الشّيخ موفق طريف، وعدد من المشايخ الأجلّاء أعضاء المجلس الدّيني من مختلف القُرى، وبحُضور رئيس مجلس البقيعة المحلّي د. سويد سويد، المُدير العام لمركز معاسيه السّيّد يوسي مالكا، والأستاذ الشّيخ مهنا فارس المسؤول عن التّعليم في الوسطين الدّرزيّ والشّركسيّ في وزارة التّربية والتّعليم، ومُدير قسم الأقلّيّات في مكتب رئيس الحُكومة السَّيِّد هاشم حسين، وعددٌ من رجالات التّربية والتّعليم.
وشارك في هذه المُسابقة 13 طالبًا وطالبة من المرحلة الاعداديَّة من مراكز الشَّبيبة، مُمثّلين عن قُراهم وهُم: سهارة قزل من المغار، روعة فارس من الرامة، سيزار إبراهيم من ساجور، يامن غانم من بيت جن، أزهار سعيدة من البقيعة، سلمان حبقة من حرفيش، نادين صباح من كسرى سميع، تيران حمري من يانوح جث، شذى مشلب من أبو سنان، ليمار زيان من يركا، ميلان شنان من جولس، سوزان حمدان من عسفيا، وياسمين حلبي من دالية الكرمل ورافق الطّلّاب إلى المُسابقة لتشجيعهم أولياء أمورهم ومُدراء المراكز والمُرشِدات وزملاء المتنافسين من مراكز الشّبيبة.
وتولّى عرافة الحدث كلٌّ من مُدير مركز الشَّبيبة في ساجور الأستاذ منير ظاهر، ومُديرة مركز الشَّبيبة في حرفيش خلود بريك، حيث افتتحا الحدث بالقول: "الاعتزاز بالهوية قيمة إنسانيَّة لا بد أن يذوّتها كل فرد وفرد منا، والعودة إلى الجذور هي سمة من سمات العظماء، فمهما ارتفع شأن الانسان وارتقى بسلَّم المجد من الرّائع أن يتوقّف لحظة ويسترجع من أين بدأ، وماذا كان مصدر إلهامه". ومن ثمَّ قاما بدعوة المُتسابقين إلى المنصّة بالإضافة إلى لجنة الحكم المُكوّنة من: مُفتّش التّراث الدّرزي الشّيخ علي المن، الشّيخ يهودا خطيب، والأستاذ سلمان نصر مُدير المضامين في برنامج نعوريم.
وكانت أولى الكلمات لفضيلة الشّيخ موفق طريف، الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة الّذي بارك بكلمته إقامة هذه المُسابقة قائلًا: "إنَّ من شأن هذه المسابقة إحياء وصيانة التّراث الدّرزيّ المُشبع بالأخلاقيّات الحميدة والقائم كالسّد المنيع والسّور الرّصين الّذي صان كيان الطّائفة المعروفيّة وثبّتنا على رواسينا في هذا الشّرق رغم التّحدّيات والتّقلّبات عبر قُرون من الزّمن". وحيّا القائمين على المُسابقة من مركز معاسيه وبرنامج نعوريم وكل من يساهم في إحياء التّراث وتغذية عقول الأبناء بالخير والعطاء من مُعلّمي ومُفتّشي الموضوع في كافّة المدارس.
ورحّب الدّكتور سويد سويد، الرّئيس المُنتخَب لمجلس البقيعة المحلّي بالحُضور وبالمُسابقة قائلًا: "نحنُ في المجلس المحلّي نمد يد العون لكلّ فعاليّة هادفة للحفاظ على التّراث والهويّة ويُشرّفنا اليوم في بقيعة الحضارة والثّقافة مجلسًا وسُكّانًا استضافة هذه المسابقة". وشكر كل من ساهم ودعم وعمل لإنجاح هذا الحدث.
وتحدّث الأستاذ الشّيخ مهنا فارس، المسؤول عن التّعليم الدّرزي والشّركسيّ مُناشِدًا أبناء الشّبيبة بالتّوفيق بين العِلم والدّين قائلًا إنّ الواحد منهما لا يناقض الآخر بل على العكس. وأردف الشّيخ مهنا فارس قائلًا إنّ التّراث قسمان: جسمانيّ وروحانيّ ويجب العمل على دمجهما معًا.
كما تحدَّث المُدير العام لمركز معاسيه السَّيّد يوسي مالكا، الّذي تطرّق في كلمته إلى دور التّكنولوجيا وشبكات التّواصل الاجتماعيّ في حياة الفرد والمُجتمع اليوم بما فيها من حسنات وسيّئات، وقال إنّ تغيّب الانشغال بالهويَّة يخلق غالبًا نوعًا من الانفصال والاحساس الكبير بالوحدة. وأضاف: "إنّ هذا الانشغال والبحث المتواصل عن الهويّة ينبع من حاجة الإنسان الأساسيّة للانتماء وأن يكون جزءًا من مجتمع معيّن".
تلاه السَّيّد هاشم حسين، رئيس قسم الأقليّات في مكتب رئيس الحُكومة والّذي يرافق برنامج نعوريم مُنذ عام 2010. والّذي أعرب عن أمله في أن يتحوّل هذا الحدث إلى مناسبة سنويّة تقليديّة لما فيه من أهداف سامية تبنّاها مكتب رئيس الحُكومة ولا زال يدعمها في برنامج نعوريم منذ سنوات، قائلًا إنّ الشّعارات الّتي رفعها برنامج نعوريم منذ انطلاقته تتمثّل اليوم من خلال هذه المسابقة بالفعل على أرض الواقع.
وتحدّثت السّيّدة يعيل نئمان، المُديرة العامّة لصندوق "لاوطمن" الدّاعم لنشاطات مركز معاسيه وبرنامج نعوريم منذ عدّة سنوات، قائلَة إنّ برنامج نعوريم هو مثل أعلى وقدوة للشّراكة الواسعة بين الجهات المُختلفة منها السّلطات المحلّيّة ووزارة التّربية والتّعليم وحُكومة إسرائيل ومركز معاسيه وغيرها، حيث إنّ هذه القوى المُختلفة أدّت إلى نجاح وثبات برنامج نعوريم الّذي يُؤمن منذ انطلاقته بأنّ أبناء الشّبيبة من أي طائفة وأي مجتمع كانوا هم المستقبل.
وتكوّنت المسابقة من أربع مراحل أدارتها لجنة التّحكيم وعرفاء المسابقة، حيث كانت المرحلة الأولى عبارة عن أسئلة متعدّدة الإجابات، طرحت فيها أربعة أسئلة على كل مشترك مُدّة الواحدة منها نصف دقيقة وعلامة كل منها 5 درجات. والمرحلة الثّانية كانت عبارة عن أسئلة مفتوحة، يختار المشترك فيها سؤالًا واحدًا من عشرين سؤالًا، ومُدّة السّؤال دقيقة واحدة والدّرجات تتراوح من 1-5 حسب دقّة وصياغة الإجابة. أمّا المرحلة الثّالثة فكانت كالمرحلة الأولى، والمرحلة الرّابعة كانت كالمرحلة الثّانية. وكان عدد الدّرجات الّتي يمكن جمعها من خلال هذه المراحل 35 درجة وفي حالة التّعادل يتم الانتقال للمرحلة الخامسة والحاسمة.
وأسفرت المُسابقة في نهايتها عن فوز المُشتركة شذى مشلب من قرية أبو سنان بالمرتبة الأولى وحُصولها على جائزة عبارة عن حاسوب مُتنقّل تقدمة مركز معاسيه وبرنامج نعوريم، واحتلّ المكان الثّاني في المسابقة المُشترك تيران حمري من يانوح جث بحصوله على جائزة عبارة عن جهاز X-box تقدمة متجر "ماي بيبي" – يركا، واحتلّت المكان الثّالث المُشتركة ليمار زيّان من قرية يركا وحصلت على جائزة عبارة عن جهاز "آيباد" تقدمة متجر "ماي بيبي".
وتسلّم المُشتركون كافّةً مع الاعلان عن النّتائج النّهائيّة للمُسابقة شهادات تقديريّة على مشاركتهم وسط أجواء تشجيعيّة وروح رياضيّة عالية من قبل كافّة الأهالي والطّلاب من كافّة المراكز.