لقد أُلهم الدروز ويُسّر لهم وسُهّل أمرهم لزيارة مدينة إيلات للاستجمام، بمناسبة عيد النبي شعيب صلوات الله عليه. فقد قارب عدد زوار إيلات من الدروز عدد زوار المقام الشريف. وليس الأمر عبثا بل حكمة . والحكمة هي :
ان سيدنا شعيب عاش في مدين. وحسب المؤرخين تقع بلاد مدين التي سكنتها قبائل مدين شمال غرب الجزيرة العربية، على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر. فمن المرجح ان في موقع مدينة إيلات قامت إحدى مدائن مدين. واغلب الظن ان هذه المدينة كانت موطن النبي شعيب، لان إيلات هي اقرب موقع الى مصر التي هرب منها النبي موسى عليه السلام الى مدين التي وصلها بعد طول سفر وتعب وجوع وخوف، ووجد فيها بئرا يروي ظمأه وسيدا ونبيا أضافه وأكرمه واواه وأمنه وعلمه.
فإذا قبلنا ذلك، تكون زيارة إيلات في هذا العيد هي زيارة لموطن سيدنا شعيب وتذكيرا بفعله وكرمه مع النبي موسى. وهي من فضائل نبوة شعيب. فأناس يزورن مقامه في الشمال. وآخرون يزورون موطنه في الجنوب.
لذا اقترح على رئيس بلدية إيلات ان يخصص حديقة على الاسم النبي الكريم ليستجم به الدروز الوافدون لزيارة المدينة.
ثم إذا كنا نعلم ان الدروز سيتدفقون بجموعهم الى هذه المدينة في السنوات القادمة، فلماذا لا ترسل الهيئة الروحية بعض عامليها وإعلامييها الى هناك لاستقبال الزوار، وانتهاز هذا التجمع لشرح تعاليم النبي الكريم ورسالته في مدين، بدل ان يتلهوا بما لا يفيد، فقد يكسبون أجرا. وهكذا تصبح زيارة ايلات حلالا زلالا. وتجد المنظمات النسائية المتخصصة بزيارة الاماكن المقدسة مكانا جديدا للاستجمام.
فهذه منظمة "حباد" اليهودية (השם חַבַּ"ד הוא ראשי תיבות של "חכמה, בינה, דעת") -حكمة وفهم ومعرفة-) تتبع اليهود أينما تجمعوا وتوجهوا، وتفتح لهم مراكز دينية روحية، كما في الهند ونيبال ليظلوا على علاقة بدينهم وعقيدتهم.
ولا باس ان نقول لزائري ايلات: زيارة مقبولة.