يشارك الناس في تشييع الجنائز لأسباب:
طمعا في الأجر والثواب من عند الرب . فكان بعض الشيوخ يمشون في الجنازة من دون ان يعرف من صاحبها. وفي المدن إذا مرت جنازة وقف لها الناس احتراما حتى تمر من أمامهم.
او تقديرا واحتراما للمتوفى او حزنا عليه، لأنه صديق او قريب او صاحب فضل.
او مراعاة لخاطر اهل الفقيد وتعزية ولهم ومشاركتهم في حزنهم. فهي واجب ديني ودنيوي. كن لهم في جنائزهم. لان جبر الخاطر واجب. وفيها تخفيف للحزن.
في حالة الانتحار لا يشارك الناس في تشييع الجنازة، لا طمعا في ثواب ولا إكراما للميت.
فماذا مع الأهل؟ هل يُفترض ان يُعاقبوا على مصيبتهم وعلى جرم لم يرتكبوه.؟ أليسوا بحاجة أكثر من غيرهم للعزاء تخفيفا للمصاب المضاعف: فقدان عزيز وجريمة انتحار. ؟
قيل: يمنع وضع جثمان قاتل نفسه في الخلوة. فقاتل نفسه غير مرحوم. أما وضع جثمان من قتل غيره فلا مانع. أما قاتل أنفس كثيرة كتاجر المخدرات او بائع المسكرات او الأرجيلة فلا باس. فأي منطق هذا؟ وأي شرع؟
على كل حال ، واصلا ان وضع الجثمان في الخلوة لم يكن متبعا قبل سبعين سنة في عسفيا. وأصبح متبعا بعد ان ضاقت البيوت التي كانت واسعة وازداد عدد الناس. ان وضع جثمان الميت في الخلوة غير مستحب. لأنه يدخلها وقت الجنازة المستحق والمستحقة وغير المستحق وغير المستحقة، بعكس وقت الصلاة. كما لا يخلع الرجال نعالهم عند الدخول الى الخلوة لتوديع الفقيد او حمله، بعكس ما يفعلون عند الدخول للصلاة.
بناء عليه، ما دام هناك ميتم وبيت خاص لعزاء النساء قرب خلوة الغربية، فلتوضع فيه الجنازات، انتظارا الى الانتهاء من بناء بيت بني معروف قريبا ان شاء الله.
وأما عن أسباب الانتحار. فهو معدوم عند المتدينين. ولكن ليس كل الناس متدينين. وهو اعلى عند المتجندين في الجيش. ولكن لن يبطل التجنيد. فما العمل إذن ؟
هل صحيح ان الشيخ موفق طريف الذي طلب إجراء بحث حول ظاهرة الانتحار عند الدروز، رفض نشر البحث ودراسته، كما يقول السيد سليم بريك الذي كُلف بإجراء البحث؟
وهل هذا الأمر منوط بالشيخ موفق فقط ؟ أين مسؤولية رؤساء المجالس؟ والمأذونين.؟ وأين دور رجال التربية والتعليم، العاملين الاجتماعيين؟ والمؤسسات الحكومية وعلى رأسها سلطات الجيش؟ وأين من يهمه أمر الدروز؟
يشكو الناس من عدم معالجة هذه الظاهرة المؤلمة. فقل لي أي ظاهرة تحظى عندنا بالمعالجّة الصحيحة.؟
لا يصلى على المنتحر ولا يمشى في جنازته. أما قاتل غيره غير التائب ، فيصلى عليه ويمشى في جنازته.
هل تمنع معاقبة المنتحر الانتحار القادم.؟ ان المنتحر غالبا لا يعقل. أما القاتل وبائع السم فانه يفعل ذلك بكامل عقله، فمعاقبته قد تجعل غيره يفكر في العواقب وتردعه عن ارتكاب جريمته.
وأخيرا. هل حل الوحدة الدرزية في الجيش الدفاع الإسرائيلي تحل مشكلة الانتحار عند الجنود الدروز ؟