لا شك أن دروز اسرائيل مثلهم مثل أي درزي أينما كان يتعاطفون مع اخوانهم دروز سوريا وما يتعرضون له من مخاطر على يد التنظيمات التكفيرية في ادلب وفي جبل الدروز وليس لدي شك أن اجتماع القيادات الدرزية أمس الجمعة في سيدنا الخضر ( ع ) كان للتداول في كيفية مد يد العون والمساعدة وهذا أمر طبيعي غير أن تشكيل لجنة مصغرة تضم سياسيين من بينهم أعضاء برلمان تترك تساؤلات يجب التحذير مما قد تؤول اليه نوايا هذه اللجنة ومن تشمل بداخلها .
ومن جملة القرارات الايجابية التي اتخذت :
1. استنكار وشجب المجزرة في قرية "قلب لوزة" التي راح ضحيتها عشرات الشهداء من الموحدين وتعزية ذويهم وأهلهم بهذه المصيبة. هذه الجريمة الدموية، الوحشية والنكراء جرحت أبناء الطائفة أينما كانوا، والمطالبة بمنح الحماية والحصانة للقرى الدرزية في ريف " إدلب".
2. جميع أبناء الطائفة الدرزية في البلاد يعبرون عن القلق الشديد إزاء الاخبار الواردة من سوريا ويناشدون القيادات الدرزية السورية بجميع أطيافها وتوجهاتها وحدة الصف والذود عن أبناء التوحيد.
3. استمرار حملة التبرعات الموحدة لجميع ابناء الطائفة في البلاد لمساندة وإغاثة أبناء التوحيد في سوريا عن طريق الرئاسة الروحية والهيئات الدينية.
4. أبناء الطائفة ألمعروفية في البلاد موحدون جميعًا ضد أي تعرض أو تهديد لدروز سوريا وينادون جميع الاطراف في سوريا عدم الزج بإخوانهم في الأزمة السورية ويحذرون من عواقب ذلك.
5. أبناء الطّائفة سيقدمون الغالي والنفيس في سبيل إخوانهم واهلهم وسيقومون بواجبهم التاريخي في المحافظة عن كيانهم ووجودهم في جبل الدروز وفي كل زمان ومكان.
لا شك أن في هذه القرارات الكثير من العقلانية غير أن قرار تشكيل لجنة مصغرة تضم في صفوفها سياسيين واعضاء برلمان يجب أن يؤخذ على محمل من الجد ووجب حوله التحذير من أمور وتوجهات قد لا تصب في صالح دروز سوريا لا بل قد تلحق الأذى بهم وتزيد الوضع أكثر تعقيدا قد ينعكس سلبا على الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان وهنا أيضا في اسرائيل .
وهنا كنت أرجو من الذين يتعاطون مع السياسة في الطائفة الدرزية في اسرائيل أن لا يلوحوا ولا يعولوا على اسرائيل لمساعدة دروز سوريا لأن اسرائيل قلبها ليس مع الدروز هناك الذين لهم مواقف وطنية بالدرجة الإولى بهدف حماية وحدة سوريا ضد المؤامرات التي تحاك ضدها وموقف دروز الجبل لا يتمشى مع مصلحة اسرائيل التي تسعى لتفكيك سوريا وزج الدروز في صراع مذهبي يخدم مصالحها ومصالح الغرب . وموقف دروز السويداء الآن لا يختلف عن موقفهم في الثورة السورية الكبرى ، بقيادة المغفور له عطوفة سلطان باشا الأطرش تلك الثورة التي لا زال دروز جبل العرب ينهلون من مبادئها . وأي تلميح أو توجه لحكام اسرائيل بمساعدة دروز سوريا عسكريا ليس من صالح دروز سوريا الذين ليسوا بحاجة لاسرائيل ويرفضون التعامل معها.
إن جمع التبرعات وارسالها لاخواننا المحتاجين في الجبل لهو أمر محبذ وعمل انساني بالدرجة الأولى اما مطالبة اسرائيل بالتدخل لمساعدة الدروز هناك عسكريا فهذا نوع من المؤامرة على الدروز ولا يصب في مصلحتهم لأنهم ليسوا بحاجة لحماية من اسرائيل التي تداوي مقاتلي النصرة في مستشفياتها ومن يقول عكس ذلك فانه يطعن في وطنية دروز سوريا ويلحق بهم الضرر ويحرض ضدهم وهنا وجب القول : " اعقلوا وتوكلوا " .