بقلم : أمين خير الدين
الفرح / السرور/ البسمة/ الضحكة/ ألإحساس بالسعادة نعمة لا يفتقدها إلا التعساء
قد تكون وراثية، أو طبعا في الإنسان، أو مزاجا..
وقد تكون مكتسبة. لكنها في الحالتين هي نعمة أسبغت على المحظوظين من الناس..
أما الاكتئاب .. أو الحزن/الغضب المتواصل، والنكد المستمر، والغم المتراكم، لا يمكن أن يكون وراثيا، لسبب بسيط أنه لا أحد من الناس يفكر ، مجرد التفكير، في عدوى أبنائه أو ذريته بالغمِّ والنكد والاكتئاب...
هناك في المركز التجاري ذي الطوابق الأربعة والدرج الكهربائي المتحرك..بحر هائج من الناس ، يتحرك رغم الحر والغلاء والخوف من الأمراض المقتحمة بلا استئذان، يتحركون آليا كتحرك الدرج أو الألعاب البهلوانية، أو الدعايات ألأيونية المضيئة الكترونيا..
الموسيقى هادئة مهدئة، وصاخبة غير مزعجة..لكنها مُحركة.
ألأم ترقص على أنغام الموسيقى، وولداها أبناء خمس وثلاث سنوات يرقصون معها. الولد يلف بسرعة ومرونة مع التفاف النغمات الموسيقية، يدور تحت إبط أمّه، وهي تنساب مع الموسيقى ومع دوران ابنها انسياب الأفعى التي تطرب على الأنغام..
والبنت الأصغر ترقص هي أيضا، وتحرك جسمها على أنغام الموسيقى..
كل ما في المركز التجاري يتحرك ويرقص.
الناس في الممرات يرقصون، وفي الحوانيت يرقصون الجالسون في المقاهي..الكراسي تحتهم تهتزّ بحركات متناسقة، السلالم الكهربائية، البائعون.. الزبائن في الحوانيت ألكل يتحرك بتناغم وتناسق كلّ يلائم حركته لحركة هذا المدِّ من البشر ولإيقاع الموسيقى
تقرأ السعادة على الوجوه، وتبصر الفرح في العيون
كل شيء يفرح
أنا لا أتقن الرقص، لكني فرح لفرح الناس، وبدلا من أن أندمج معهم يرحل فكري بعيدا.. إلى الشمال.. تهاجر كالطيور المهاجرة حيث الكل في تأهب كالجندي الذي يقف أمام قائده ينتظر الأمر ..
لا تفرح/ لا تبتسم/ لا تضحك/ لا ترقص /لا تزغرد/ لا تحيي أو تصافح صديقك إذا فرح /لا تلبس ثيابا فاتحة لا تفتح الحاسوب/ أو الإنترنت / لا تدخل غرفة برجلك اليسرى/
لا تدخل غرفة يتمركز فيها عفريت اسمه تلفزيون
كأننا والفرح عدوّان...
وكان اللاءات سلاح نشهره ليقتل الفرح في العيون ويخنق الغناء في الحناجر
لآتتا أكثر فاعلية من لاءات الخرطوم..
صحيح !
هل نهوى الاكتئاب والانتكاسات؟؟؟
تعبنا، تعبنا من الهزائم/ تعبت نفوسنا / تعبت أجسامنا
تعبنا من الضياع
نحن في ضياع
كلنا في ضياع
أبناؤنا /وجودنا /هويتنا / مقدساتنا/ بلادنا / شعبنا / أرضنا
حتى ما تبقى منها يتسرب تحت أنوفنا قبل أقدامنا
أمتنا/ بترولنا/ إرادتنا/
صحيح! أين إرادتنا!؟؟؟
وزراؤنا
عفوا ليس لدينا وزراء
ولا نواب وزراء
نواب الوزراء منا
ليسوا لنا
شعبنا محاصر
حكامه... هم الوحيدون الذين يرقصون
يرقصون
على حطامنا/ ضياعنا/موتانا/ شهدائنا
شهداؤنا يُتاجر بأعضائهم وأصبحت سلعا للتجارب والتجارة
انتكاساتنا/ إحزاننا/ حرياتنا
يرقصون والكراسي ملتصقة بمؤخراتهم
تتحدى ثورة يوليو
وثورة أكتوبر
والثورة الفرنسية...
وثورة العبيد
وكل ثورات الشعوب ..
في الماضي والحاضر والقادم
و.......... إن استطاعت زحزحتها عن ......!!!!!