لحضرة
رئيس المجلس المحلي
وأعضاء المجلس المحلي
المغار
تحية وبعد،
الموضوع: إلغاء القرار بإقامة مزبلة قطريّة
في المنطقة الصّناعية
نحن الموقّعَيْن أدناه، أديب مجيد سرحان ومحمود سليم سعد، عضوَيّ المجلس المحلّي عن قائمة "المغار بيتُنا الكبير"، نتوجّه إليكم بعقد جلسةٍ استثنائية لإعادة بحث موضوع إقامة مزبلة قطريّة على أراضي المنطقة الصّناعيّة وإلغاء هذا القرار البائس.
من النّاحية التّقنيّة، فإنَّ موضوع إقامة المزبلة لم يُدرج بين مواضيع الجلسة التي دعوتم إليها (خطّيًا)، وإنّما أضفتموه في اللحظة الأخيرة. لم يستطع كلانا حضور الجلسة، ولم نعرف عن الموضوع مسبقًا، وعلى أية حال ما كان ممكنًا أن نوافق عليه ونحن نعارض هذا القرار معارضةً مُطلقة، للأسباب التّالية:
١. تسمّون المشروع "مصنع لتدوير النفايات"، وهو عمليّاً عبارة عن تحويل المنطقة الصّناعيّة إلى مزبلة قطريّة.
٢. إنَّ إنشاء المزبلة القطريّة يعني القضاء تمامًا على المنطقة الصّناعية والمصالح فيها، والتسبّب في قطع أرزاق المئات وإغلاق المصالح في المنطقة الصناعية، وجوارِها، ممّا قد يترتّب عليه تقديم دعاوى ضد المجلس المحلي بمئات ملايين الشواقل من أصحاب المصالح والأهالي.
٣. إنشاءُ المزبلة القطريّة من شأنِه تحويل حي راس الخابية، بشقّيه الشرقي والغربي، وخصوصًا البيوت القريبة، إلى منطقة منكوبة بالرّوائح النّتنة والقاذورات والأمراض والضجيج، وتحويل جميع الشوارع داخل المنطقة الصناعية وتلك المؤدية إليها إلى دروب للقاذورات والدّيدان والحشرات. فمئات الشّاحنات التي ستدخل يوميّا إلى المنطقة وتصبُّ مئات أطنان القاذورات يوميّا، ستملأ الشوارع بما سيتطاير منها ويتساقط في الشوارع.
٤. إنشاء المزبلة القطريّة سيمسّ في الصّميم بحرمة مقبرة البدو، القريبة جدًّا من المنطقة الصناعية، بمشاعر أهالي الموتى المدفونين في المقبرة، وكذلك بالمدرسة الابتدائية د ومدرسة قاسم غانم الشاملة وسائر المؤسسات التعليمية في المنطقة.
٥. إنشاء المزبلة القطرية سيؤدي إلى دخول وخروج مئات الشاحنات يوميّا إلى المغار ومنها، من كلّ الجهات، ونشر الروائح والقاذورات على طول المغار وعرضها، والتسبّب في اختناقات مروريّة لا تُطاق، وتحويل حياة القرية إلى جحيم. وبالتّالي فإنّ إقامة المزبلة القطريّة سيمسّ مسًّا خطيرًا ليس فقط بالآلاف من سكان حي راس الخابية، وخصوصًا جيران المنطقة الصناعية وبالمنطقة الصّناعية، وإنّما أيضًا بكل أهل المغار والمصالح الموجودة فيها.
٦. حتّى لو كان دخول الشّاحنات من المدخل الشرقي فقط، كما يدّعي البعض، فإن مئات الشّاحنات المُحمّلة بالقاذورات، ستدمّرُ الشّارع الشرقيّ الحديث وتعيق حركة السّير وتشلّها بالكامل وتسدّ المداخل الشرقيّة، وتخنق المغار بكاملها.
٧. إقامةُ المزبلة القطريّة سوف تسيء إساءةً لا تُغتفر لسمعة المغار. لدينا معلومات بأن هذا المشروع الخطير عُرض على عشرات القرى والمدن في المنطقة، لكنّها جميعًا رفضته، بسبب الأضرار الهائلة النّاجمة عنه والسّمعة الكريهة التي يتسبّبُ فيها. فنحن نرحّب بإقامة المشاريع الصّناعيّة، مثل مصنع للتكنولوجيات المتقدّمة أو غيرها العشرات من المشاريع (في مجالات التقنيّات والغذاء والخدمات المكتبية والاتصالات). لكنَّنا نرفض تحويل المغار إلى مزبلة قطرية للمنطقة وتحويل حياة أهلِها إلى جحيم.
٨. إنّ الادعاء بأنّ إقامة المزبلة سيوفّر عشرات الوظائف لأبناء المغار وسيوفّر مدخولًا للمجلس المحلّي (ضريبة أرنونا) أو أن هنالك مشروعًا مماثلًا في تل أبيب، هي ادعاءات بائسة ومرفوضة. فتوفير الوظائف أمرٌ مهم، ولكن ليس بكلّ ثمن. هنالك آلاف الوطائف الشاغرة في جوار المغار، ومن يريد العمل يستطيع إيجاد وظيفة بسهولة. كذلك، إذا أقيم مصنع للتكنولوجيا أو صناعة الأغذية أو الخدمات المكتبية، بدلًا من المزبلة القطرية، فسوف يوفّر عشرات وربما مئات الوظائف المحترمة، بدون الأضرار الكارثية التي ستسببها المزبلة القطريّة. وقضيّة المدخول للمجلس المحلي: هذا أمرٌ تافهٌ مقارنة بالكارثة التي ستسببها المزبلة القطرية، فضلًا عن الخسائر التي ستنتج للبنى التّحتية والتي ستكلف المجلس خسائر فادحة. أما الادّعاء بأنّه في تل-أبيب يوجد مصنع مماثل، فهذه حجّة مرفوضة. فنحن لا نقلّد لا تل أبيب ولا نيويورك في الامور السيئة والكارثية، والمصنع في منطقة تل أبيب لا يتسبب في أيٍّ من الأضرار الكارثية المذكورة. ومن يريد الاقتداء بتل-أبيب، فلماذا لا يسعى إلى إقامة مشاريع صناعية يفتخر بها، بدلًا من هذا المشروع الكارثي.
٩. بناء على ما تقدّم، نطالبكم ببحث الموضوع مجدّدًا وإلغاء القرار بإنشاء مزبلة قطريّة. فأهلُ المغار، وعلى رأسهم جيران المنطقة الصناعية وأهل راس الخابية وأصحاب المصالح في المنطقة الصناعية، سيقفون بأجسادهم سدًّا منيعًا أمام تنفيذ مثل هذا المشروع الكريه، ونحن سنكون معهم في المقدمة.
١٠. ننصحكم بالتراجع فورًا عن هذا المشروع الكارثي، قبل أن تضطرّوا للتراجع عنه أمام المعارضة الشعبية وقبل أن تتسبّبوا في مواقف محرجة وخسائر نحن في غنى عنها.
اليوم: .17.8.2015
باحترام:
أديب مجيد سرحان
محمود سليم سعد
(المغار بيتنا الكبير)