أول درزية على القمر : بقلم أمير خنيفس

بقلم أمير خنيفس,
تاريخ النشر 28/08/2015 - 10:33:09 am

لم يغب تعليقي على تصريحات السيدة عنان فلاح في الماضي من باب الموافقة بالرأي، وإنما لأسباب أخرى أولها هو باب الذوق والاحترام وعدم تسبيب إحراج. ثانيًا أيمانًا مني بأن المرأة الدرزية بحاجة إلى التشجيع والدعم في مجتمع ذكوري كمجتمعنا، وبالأخص خلال محاولاتها شق طريقها المهني، الأمر الذي يحتم علينا التنازل عن أخطاء هامشية وبذلك إفساح المجال أمامها للتقدم وإمكانية إعادة النظر في خطابها في المستقبل.  لهذا أيضًا احتفظت برأيي اتجاه الاحتفالات التي عمّت الجليل والكرمل والمواقع الإخبارية بعد إعلان حصول السيدة عنان شهادة البرفسورة لتصبح "أول برفسورة درزية"، بالرغم من أن الشيخ غوغل لم يجد كتابًا واحدًا أو حتى مقالًا تحت اسم السيدة فلاح، بالرغم أنه من المعروف أنه لا يوجد معهد علمي واحد محترم في العالم يمنح شهادة بروفسورة إلا بعد أن قام صاحب الاختصاص بنشر أعمال أكاديمية في مجالهم.
ثالثًا، ككاتب في قضايانا الطائفية فأنا أصر في كتاباتي على التفريق بين الحيز الشخصي-العائلي، وبين الحيز الاجتماعي -السياسي، وإن كان لدي العديد من الملاحظات اتجاه الأسلوب العنجهي التي اتّبعته السيدة فلاح في مقابلاتها السابقة، وخصوصاً فيما يتعلق بتسويق كونها المرأة الدرزية "الأولى" في جميع المجالات التي تخطر على البال، من المجالات التي بحاجة للسير على الأقدام، حتّى المجالات التي تطلب التحليق بين الغيوم فقد امتنعت عن أي تعليق حتى ظهور المقابلة الأخيرة عبر صفحة معاريف الإلكترونية قبل أسبوع والتي أعلنت خلالها قرارها بأن تصبح عضوة كنيست، ونيتها تمثيل الطائفة في البرلمان، منتقلة بهذا من الحيز الشخصي-العائلي إلى الحيز الاجتماعي-السياسي، لتفسح بهذا لي ولغيري إمكانية الدفاع عن شخصيتها وعملها ونقدهما أيضاً.
كما هو الحال في كل المقابلات، لم تتوقف فلاح في مقابلتها الأخيرة للحظة عن تذكير القراء بإنجازاتها الشخصية، وكونها المرأة الدرزية في كل مجال يتعلق بالمرأة، من لحظة استبدال التنورة بالبنطلون، مروراً بالتحليق بين الغيوم، ووقوفاً عند شهادة البروفسورة. وكل ما تبقى الآن هو تقديم موعد الانتخابات لتصبح فلاح أول درزية تدوس البرلمان الإسرائيلي. أما نحن أبناء الطائفة الدرزية والتي تريد فلاح أن تمثلهم في الكنيست فما علينا إلا تجنيد كل طاقاتنا وتجهيز معدتنا من أجل أن تحقق سندريلا الدروز حلمًا آخر من أحلامها، التي -كما صرحت- تفقد الرغبة في ممارستهن بعد تحقيقهم (ملاحظة:شيء طبيعي عندما يكون الحلم فارغًا ولا رسالة يحملها سوى تحقيق اللقب ذاته).
أما قضايانا الملحّة من أراضي للسكن، مناطق صناعية، رخص عمار وإلخ... التي نحن بأمسّ الحاجة إلى من ينقلها إلى مراكز القوى في الدولة في ظل القيادتين السياسية والدينية الضعيفتين، فيمكنها الانتظار لجولة انتخابية أخرى في المستقبل. ليس بغريب بأن فلاح لم تتطرق إلى أي موضوع أو قضية تخص مجتمعنا أو قرانا بالرغم من أن الصحفي كرّر السؤال عدة مرات خلال المقابلة محاولًا فهم الأجندة السياسية، وبرنامج العمل الذي تطمح تحقيقهما عند دخولها البرلمان، ولكن دون جدوى. 
والحقيقة أنني أشك بأن السيدة فلاح مطّلعة على قضايانا الملحّة، في ظل الحقيقة بأنها تسكن في مدينة عكا، وفي ظل رفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بعكا وبحيفا مدنًا درزية، بالرغم من أن مدير عام المحاكم الدينية سابقاً من سكان عكا، ومدير الدائرة الدرزية في وزارة التعليم سابقاً من سكان حيفا. وقد شاءت الأقدار أن يتشابهوا جميعًا باسم العائلة، وجميعهم استطاعوا الاستيلاء على مراكز قوى ذات تأثير على قضايانا حتّى دون أن يسكنوا في قرانا.
كنت سأعيد النظر في كتابة هذا المقال لو شعرت للحظة بأنه سيكون المقال الأخير لفلاح بهذا الصدد، ولكني أعرف الإعلام الإسرائيلي ولهجته وحبه المفعم في التعامل مع كل ما هو "أول درزي" (דרוזי ראשון) و "أول درزية" (דרוזית ראשונה) بدلًا من الحديث عن قضايانا الملحّة، ليجد بفلاح كما وجد بـِ " أول عارضة أزياء" و " أول ضابطة" شخصيات مناسبة لتسويق مثل هذة الأغاني، خاصة وأنه لدينا من العُبران (כבשים) ما يكفي لكي ترحب بكل ما هو  أُوَل درزي أو درزية ليتحول الى غأفاة لعداه (גאווה לעדה )، بالرغم من أن جزء من هذه الشخصيات لا علاقة بالدروز وداعسة على كل مركباتها الثقافية والدينية.
الأسوأ من ذلك هو أن فلاح بأسلوبها تجرّح الأغلبية الساحقة من النساء، بل تدعو إلى تدمير الألفة الاجتماعية بين أبناء الطائفة الواحدة، وسكوتي على ذلك هو تشجيع لمثل هذا النهج. فما عدا بعض الفيسبوكيات النسوية والمعروف مستوى الصبايا التي تقف من ورائها، ترى الأغلبية من النساء والصبايا الدرزيات بالتقدم العلمي والثقافي جزءًا من مسيرتنا المشتركة نحو بناء مجتمع أفضل نعيش به بألفة وتعاون، وليس من أجل تكسير وتحطيم الحواجز وكل ما يجمعنا سوية كما تصرح فلاح. ناهيك بأن الأغلبية منهن لا ترى بإنجازات فلاح قدوة يتّبعنها، وأحلامهن الكمالية تختلف تماماً عن أفضليات فلاح. فوالدتي لا ترى بلبس البنطلون إنجازًا تاريخيًّا بالرغم من أنها تعرف بوجوده، وحقيقة أن فلاح (كالعادة طبعاً) تلوح بأنها أول من لبس بنطلون من صبايا الدروز. 
الأكثر سوءًا من ذلك هو أن فلاح تتمادى مرة تلو أخرى بالتّلويح كيف استطاعت الوقوف أمام المشايخ وتحدي القوى التقليدية في مسيرتها لتحقيق أحلامها. طبعاً ليس لدي شك بأن المشايخ والقوى التقليدية لم تتظاهر ولم ترفع اللافتات أمام بيت فلاح، ولم تتحدّىَ مسيرتها، وأن مثل هذه التصريحات ليست بأكثر من تصريحات لرفع أسهمها أمام الإعلام، وتصويرها كمناضلة ضحت من أجل شق الطريق للغير، 

الخلاصة: مقالي ليس ضد فلاح الشخص، وإنما ضد الوضع الذي وصلنا إليه ونوعية الشخصيات التي تطمح في مناصب قوى ذات تأثير على حياتنا. معارضتي لفلاح ليست من باب الحقد، وإنما من باب الخوف بأن يصبح ما تمثله مرجعية لصبايا درزيات أخريات واعتناقهن لحياة الكماليات مكان الجوهر. أما على المستوى السياسي، فعلى فلاح الحصول على رخصة غواصة قبل أن تقرر خوض الانتخابات، لأننا نملك ما يكفي من طيرجية تنظر إلينا من أعالي الغيوم، في حين نحن بأمسّ الحاجة إلى قيادة تستطيع الغوص في قضايانا الملحّة، ذات كفاءات كافية لنقلها إلى مراكز السلطة وليس لقيادة ذات كفاءات في تكسير مركّبتنا الثقافية والدينية التي تجمعنا. وفلاح على خطأ إذا ظنّت بأنها ستمثلنا لمجرد حصولها على هذا الكرسي أو ذاك، حتى لو كان كرسيًّا برلمانيًّا كالذي تطمح إليه، لأن ممثلنا الحقيقي هو من يرى أحلامنا قبل أن يرى أحلامه، وهو من كان منا قبل أن يكون علينا.  

ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي الكاتب وليس بالأحرى عن رأي الموقع .  

لقراءة المقابلة على صفحة معاريف مع عنان فلاح على الرابط التالي:
https://www.nrg.co.il/online/1/ART2/718/736.html?hp=1&cat=402&loc=75

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.ممن اجمل التعليقات التي قراتها. لاذع وحاد كالسكين.تحليل صادق وجريء. كل الاحترام28/08/2015 - 08:24:25 am
2.صديق واخلدينا الكثير من الطيرجية الذين ينظرون الينا من اعلى كانت اروع جملة في مقالك لانها ومع الاسف تنطبق علينا دائما في المناسبات العامة وخاصة في الزيارة السنوية لمقام سيدنا شعيب عليه السلام. اما بالنسبة لباقي المقال انصحك ان تتركها وشانها لانه حسب رايي אתה עושה לה במה מכלום .28/08/2015 - 09:17:03 am
3.ד"ר ענןاذا كان مقالك عمومي وليس شخصي لم يكن عليك ان تتطرق الى والد البروفيسورة عنان ولا الى الشخص الاخر من هنا نتوقع ان مقالك يستند الى اساس شخصي وحقد ونيه سيئه . ولصاحب التعليق الاول اقول : ד"ר ענן לא צריכה אדם כמו בעל הכתבה כדי שיעשה לה במה היא נולדה גדולה לאדם דגול ולא צריכה את הבמה שלך . שימותו הקנאים ... לא סליחה שיחיו ויסבלו ..28/08/2015 - 02:00:14 pm
4.פלאחאדון חניפס אדם כמוך שלמד ומרצה במכללות בחול מאוד מעניין אותו מה תרמתה לחברה ומה תרמתה לבנות הדרוזיות ובמה עזרתה להן..נראה לי עם כל הלימודים שלך אדון חניפס לא למדת להיות מודרני ובעל מחשבה פתוחה והשכל שלך נשאר בכפר ....חוץ מאשר לרכל ולדבר שטויות על אנשים מכובדים לא עשית במאמרך כלום ...אני מתבייש שיש אנשים משכילים בעדה וחושבים כמול ממש בושה...לשבת בסוף ולרכל על האנשים המוצלחים ...ולכן מאוד חבל28/08/2015 - 02:21:26 pm
5.سيفمجموعة نساء من ورق أدعياء العلم والتحرر وفي حقيقتهم لا يقدمون أي مساهمة بناءة في مجتمعهم, كل همهم الضهور والمناداة بالحرية الزائفة المتنكرة لمعاني وقيم الأم الحنون والأخت الفاضلة والزوجة الصالحة28/08/2015 - 02:44:35 pm
6.חאזם פלאחכניפס...אתה כותב על רקע אישי ואין לך שום זכות בעולם לעשות את זה...ענאן גדולה ומכובדת הגיעה מבית מכובד ובעל היסוטריה והיא ממשיכה את המסורת במעשים ורק מוסיפה כבוד לנשים הדרוזיות ולכל העדה ותאמין לי היא לא צריך אחד כמוך שיצא בהצהרות והערכות...כניפס אתה קנאי וכתבתך לא מכובדת ולא מוסיפה לך כבוד אני מתבייש שיש אדם כמוך בעדה עם השכלה גבוהה מאוד אבל לצערי עם מחשבות וצרות עיין וקנאה כזאת....כנראה השכל שלך נשאר בכפר.28/08/2015 - 02:46:00 pm
7.اول اشي مش عامله اشي غلط ومش عيب انها تكون برفسوره او طيرجيهالاشي المحرج انوا الي بصير اشي في هالمجتمع بتعقروا علي ولي بكون ولا اشي برضوا بتعقروا علي شو يكون يعني الطريق طريقها مش طريق حدا ثاني انت مش عم عم بتشق هذا الطريق عنها بعدين من قال انها قاتلت المشايخ (مع كل احترامي لمشايخنا الدروز الافاضل في كل القى والبلدان ) تعبانين عنها يعني بدها تكون رتبه في المجتمع بعدين صار البنطلون عيب اسا المهم انها مستوره وما في عليها حكي زايح شو هالحقد والانانيه كل هذا شايلين في قلبكوا عليها وبدي اقول ) لا حياء مع العلم اليوم البنات عم بتشلط وما حدا بحكي معها اليوم المهم السمعه المزبوطه ومش مهم ان كانت برفسوره ولا رئيس دوله ومع احترامي لكل الناس وحكي الي حكيتوا موجه بشكل عام وبتمنى انوا تعليقي ينعرض لاني بحبها وبحترمها وانا محترمه رأي الكاتب بس انا مش موافقه معا وشكرا لموقع سبيل وللكاتب وللبرفسوره السيده المحترمه عنان فلاح مع احترامي28/08/2015 - 04:52:43 pm
8.عساف خليلعائلة فلاح عائلة كريمة لها مكانتها المرموقة بانجازاتها العلمية الأدبية والأخلاقية ولها رصيد في قلوب أبناء الطائفة وأهل حكمتها, بالنسبة لمقال الدكتور أمير خنيفيس بانتقاده البناء الذي يقدم آراء صريحة ووجيهة وفيها الكثير من الحقيقة والوضوح والإجابية وإذا كان هناك أحساس سلبي عند الأخت البرفسورة فلتثبت جدارتها بالفعل لا بالقول والساحة ما زالت مفتوحة وأمامها..أتمنى ونتمنى لها كل الخير والتوفيق والعلم والعمل..دمتم بخير28/08/2015 - 08:29:48 pm
9.اول درزيه على القمردرزيه على القمر ولا على المريخ انشأالله بتطلع على الشمس المهم عليك عملتوا:)28/08/2015 - 11:10:19 pm
10.ابن المغارمقال مشوق ومبدع، أشكرك أخ أمير على روعة الكلام. ينقصنا الكثير من امثالك اللذين يجتاحون عالم العلم والثقافة، وفي ذات الوقت يفتخرون لكونهم دروز، ويحاربون من أجل الطائفة والحفاظ عليها. أما بالنسبة للسيدة فلاح، فأنا افتخر بالسيدات ذات التحصيل العالي في شتى المجالات، لكن ليس من المفروض عليهن المس بالطائفة، بعاداتها وتقاليدها كذالك في المشايخ الأفاضل.، بالإضافة إلى دالك لا يعقل أن يتم وصف الطائفة وكأنها رجعية ومجحفة، وكان المرأة الدرزية مظلومة ولا تمتلك أي نوع من الحريات. كون المرأة محافظة علي عاداتها وتقاليده،ا واللذي من شأنه الحفاظ علينا وعلى كياننا كاقلية، لا يمس بحريتها أعتقد أنه لكل شخص، رجل كان أو امرأة حرية اختيار النمط اللذي يريد ان يعيشه كما يشاء، لكن ليس لدى أي شخص الحق باستغلال كونه ابن هذه الطائفة فقط من أجل تحقيق الشهرة والوصول إلى أهداف معينة، وفي ذات الوقت المس بالطائفة، بعاداتها وتقاليدها، وبوحدتها29/08/2015 - 08:27:07 am
11.אמיתיאני באמת לא מבין מה זאת אומרת הראשון או הראשונה בעדה ,שמגיע להישג מסויים ,אם היותך הראשונה זה מהווה מקור גאווה כלשהו , הרי בעדה שלנו יש המון מחוננים ויכולים להיות גם טייסים וגם מרצים באונ' ,אבל למצער לא לכולם יש הכסף והקשרים להגיע למקומות להם הם ראויים ,לכן לא שומעים עליהם ,מנגד אצל משפחת פלאח המכובדת אין ספק ,הדרך סלולה לכל צאצא לכל מקום שהוא בוחר ,וזאת בהיותם משפחה עשירה במונחים של כסף וגם מקושרים במונחים של חיי החברה בארץ ישראל .. אגב במדינות אחרות אני בטוח שיש הרבה טייסות דרוזיות לפנייך והרבה יותר דרוזיות שקיבלו תואר שלישי ,גם כאן בארץ יש כמה בחורות שנושאות תואר שלישי ועוסקות באקדמיה ..אז סליחה את לא הראשונה ..בכל מקרה אנו מתגאים בך ..04/09/2015 - 01:15:12 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2440
//echo 111; ?>