توجه يوم أول أمس الأربعاء، وفد موسع مثل المدارس الأهلية في البلاد الى الكنيست، حيث عقد لقاءات على مدار اليوم مع وزراء وأعضاء كنيست من كتل مختلفة، وأثار بحضوره قضية الظلم والتمييز اللاحقين بالمدارس الأهلية من قبل الحكومة، كما أثار اهتمام أعضاء الكنيست لوجودهم بهذا الشكل. ولعب مدير مركز "مساواة" جعفر فرح دورا كبيرا في ترتيب اللقاءات والاجتماعات، وجاءت هذه الزيارة بالتنسيق بين القائمة المشتركة ومكتب المدارس المسيحية.
عند المدخل الخارجي للكنيست، حضر النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة لاستقبال الوفد الموسع، وقام بتسهيل دخول أعضاء الوفد خاصة ممن لم يحصلوا على اذن خاص للدخول، لأن الترتيب لهذه الزيارة تمت في مساء اليوم السابق.
ومن ثم كان الاستقبال في قاعة القائمة المشتركة، بحضور سيادة المطران بولس مار كوتسو، النائب البطريركي اللاتيني العام وعدد من الكهنة والراهبات ومديري ومعلمي المدارس الأهلية، ومن جانب القائمة المشتركة النواب: ايمن عودة، د. باسل غطاس، مسعود غنايم، د. عبدالله أبو معروف، د. أحمد طيبي، أسامة السعدي، د. جمال زحالقة وعايدة توما – سليمان.
وعلى الجانب الشفاعمري فقد برزت مشاركة الأب ايلي كرزم، راعي كنيسة القديس يوسف للاتين والقس فؤاد داغر، راعي كنيسة القديس بولس الأسقفية والأب جوزيف من كنيسة اللاتين ورئيس تحرير "الخبر".
أيمن عودة: نضال المدارس الأهلية هو نضال كل جماهيرنا العادل والعنيد من أجل مستقبل ابنائنا
تخلل اللقاء مع القائمة المشتركة عتاب متبادل نتيجة سوء فهم المواقف في قضية الاضراب المزدوج. الأستاذ بطرس منصور وجه عتابا حول عدم تضامن اللجنة القطرية والمتابعة، فرد عليه النائب باسل غطاس قائلا أن مكتب المدارس تراجع عن التنسيق مع المشتركة والمتابعة خشية تسييس الموضوع! وهنا أكد سيادة المطران بولس مار كوتسو أن المكتب لم يدع الى ذلك وبالعكس فانه يرغب بمواصلة التنسيق والعمل المشترك. وبذلك أزيل سوء التفاهم واتفق على متابعة العمل بشكل موحد.
وأعلن النائب أيمن عودة "أننا نقف الى جانب المدارس الأهلية في نضالها، الذي هو نضال كل جماهيرنا العادل والعنيد من أجل مستقبل ابنائنا".
وان "القائمة المشتركة ترافق طيلة هذا اليوم الوفد وتبادر الى عقد جلسات مع وزراء وموظفين حكوميين رفيعة المستوى من أجل حل هذه القضية المؤلمة ومن أجل تحصيل حق هذه المدارس، ومن أجل التمكن من افتتاح السنة الدراسية لـ 33 ألف طالب الذين يضربون عن التعليم".
وتابع "الكل يتحدث عن آليات تطوير واذ اردنا التحدث عن آليات تطوير للمجتمع العربي علينا ان ننظر الى المدارس الأهلية والتي تحاول الحكومة اليوم ضربها. هذه المدارس تُشكّل 4% من مدارس مجتمعنا في نفس الوقت فإن 30% من خريجي الجامعات العرب هم خريجو هذه المدارس. هذه المدارس هي قيمة عظيمة لثقافتنا العربية، هذه المؤسسات تتبرع من أموالها (من تبرعات وأقساط شهرية) وتتبرّع بأراضيها لتوفير مبانٍ لمدارس دون أي مساعدة حكومية".
وأعلن عودة أنه يقوم باتصال دائم مع اللجنة القطرية للرؤساء لحثّها على اتخاذ قرار بالإضراب التصاعدي في المدارس الرسمية، أيضًا من أجل الضغط على الوزارة، ولكن بالأساس من أجل التأكيد على الوحدة الوطنية.
وكشف د. باسل غطاس ود. أحمد الطيبي عضوا اللجنة المالية البرلمانية أنهما قاما بارسال رسالة عاجلة لرئيس لجنة المالية، موشي چفني لعقد جلسة حول القضية.
وأضاف الطيبي أنه صباح اليوم (الأربعاء) تواصل مع رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين قبل سفره الى الخارج "وتحدثنا في موضوع اضراب المدارس الأهلية وطالبته بالتدخل من اجل حل المشكلة، وتحصيل الحقوق التي تطالب بها المدارس الأهلية ".
وأعلن النائب مسعود غنايم أنه سيعقد اجتماع مع وزير التربية والتعليم بينيت يوم السابع من هذا الشهر، لكن لن ينتظروا حتى ذاك الموعد انما سيعملون من اليوم.
وتبنى الحضور اقتراح النائب د. جمال زحالقة وقاموا بنص رسالة عاجلة لرئيس الوزراء نتنياهو وتسليمه اياها خلال جلسة الكنيست وبحضور وفد المدارس.
الوزير بينيت يتعهد بانهاء الاضراب المفتوح
وقام وفد مصغر عن مكتب المدارس الأهلية، بالمشاركة في جلسة كتلة "العمل" وعرض قضية المدارس والاضراب. وتحدث في الجلسة النائب زهير بهلول الذي اكد اهمية هذه القضية واهمية التضامن المطلق مع طلبات هذه المدارس المميزة، والتي خرجت اجيالاً من مثقفين ومبدعين في مجالات مختلفة.
وأكد رئيس الكتلة والمعارضة يتسحاك هر تسوغ بان حزب العمل متجند بكافة اعضائه للعمل بكل وسيلة متاحة لديهم، لإيجاد حل لهذه القضية الجوهرية وانه سيكلف عضو الكنيست ميراڤ ميخائيلي، بلقاء وزير التربية والتعليم نفتالي بينت بهذا الخصوص.
بالإضافة لذلك ، اكد عضو الكنيست زهير بهلول بانه سيطرح هذه القضية المهمة امام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال لقائهم الذي سيعقد خلال اليوم في الكنيست.
من جهة أخرى شاركت مجموعة أخرى من الوفد، في جلسة مع وزير الاقتصاد ارييه درعي (شاس) وأطلعه على معاناة المدارس نتيجة الاجحاف الحكومي، وذلك بحضور النائب الطيبي.
كما قامت مجموعة أخرى بلقاء وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت وأطلعته على تطورات القضية الذي وعد بدوره، بالعمل على وضع حد لهذه القضية وايجاد حل سريع يوقف الاضراب المفتوح ويضمن عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة
المطران مار كوتسو: هل اسرائيل جاهزة لمساواتنا بالآخرين؟
بعد ذلك التقى الوفد الموسع وفي جلسة قصيرة مع الوزيرة المسؤولة عن الأقليات جيلا جمليئيل (ليكود)، بحضور نواب المشتركة، افتتحت الجلسة النائب عايدة توما – سليمان (حيث عقد اللقاء في قاعة لجنة مكانة المرأة التي تترأسها النائب توما)، وعرض سيادة المطران بولس مار كوتسو القضية أمام الوزيرة قائلا: " نحن هنا لنطالب بالمساواة مع الآخرين. مدارسنا يعود تاريخ بعضها الى أربعة قرون، ولم تدخل في معاناة مثل المعاناة التي تتعرض لها في هذه الفترة. نحن نطلب المساواة، فهل اسرائيل جاهزة لمساواتنا بالآخرين؟"
كما تحدث بنفس الروح النائب أيمن عودة وعاد على بعض ما ذكره سابقا عن المدارس الأهلية، وأضاف أمام الوزيرة أن هذه المدارس ليست انتقائية وغير صحيح أنها تعلم الأغنياء، بل هي مفتوحة أمام الجميع وهو درس فيها وأيضا عدد من زملائه النواب، وطالب الوزيرة أن "تدق على الطاولة" من أجل هذه المدارس من موقعها.
الوزيرة جمليئيل: لن نسمح بمواصلة التمييز بحق المدارس المسيحية
وقالت الوزيرة جيلا جمليئيل "لقد اطلعت على التمييز الحاصل بحق المدارس المسيحية وهذا ما لن نسمح به، وما تطلبونه ليس صدقة بل حق لكم". وأضافت " أنا شخصيا سأتابع الموضوع كمسؤولة عن هذا القطاع، سمعة مدارسكم معروفة، وخسارة أن الطلاب بقوا في البيوت ولم تفتح السنة الدراسية."
وكان اللقاء الأخير مع كتلة "ميرتس" ممثلة برئيسة الكتلة زهافا غلئون والى جانبها النائب عيساوي فريج والنائب تمار زندبرغ، الذي استمعوا الى شرح مقتضب عن القضية من أعضاء المكتبب، وأكدت غلئون أن الكتلة تدعم نضال المدارس المسيحية، وستبذل كل ما بوسعها والضغط على الحكومة، وباركت كل طرف يضغط لأن كل ذلك سيعود بالمنفعة على القضية الواحدة.
وقال النائب عيساوي فريج أنه من خلال اطلاعه ولقاءاته يشتم رائحة طيبة نحو تحقيق نتائج ايجابية، لأن الضغوط مكثفة من عدة أطراف نحو حل القضية وعودة الطلاب لمقاعد الدراسة. وتم توكيل فريج لمتابعة القضية من قبل كتلة ميرتس.
هذا وعقدت لقاءات سريعة في الردهات مع عوفر شيلح من كتلة "يش عتيد" وكذلك رئيس الكتلة يئير لبيد، ومع منسقة العلاقات بين الحكومة والكنيست وغيرهم.
وخلال هذا اليوم الحافل حضر أعضاء الوفد جانبا من النقاش في الهيئة العامة على القراءة الأولى لقانون الميزانية الجديدة للدولة، ولفت هذا الحضور أعضاء الكنيست من مختلف الكتل الذين بدأوا كلماتهم بتحية وفد المدارس المسيحية واعلان التضامن مع قضيتهم، وأعلن النائب دوف حنين (القائمة المشتركة) من على منبر الكنيست أنه في الوقت الذي نتحدث فيه عن ميزانية بمليارات الشواقل، يجلس معنا ممثلو المدارس المضربة والتي تحتاج لعشرات الملايين فقط. وتمنى على الكنيست أن ترفع صوتها لحل القضية، خاصة وأن هذه المدارس تستحق الشكر من قبل الدولة حيث توفر عليها المباني والصيانة والأراضي وغيرها.
وفي هذه الأثناء تولى النائب أحمد طيبي رئاسة الجلسة معلنا أنه يستغل هذه المناسبة للترحيب بادارات المدارس وطرح قضيتهم أمام الهيئة العامة لدقائق خلال مناقشة الميزانية، وفعلا فسح المجال أمام النائب أيمن عودة لشرح القضية باختصار وتم هذا أمام دهشة الحاضرين، من سرعة البديهة والتحايل على الأصول الذي نفذه أعضاء المشتركة.
أعضاء الوفد: نجحنا في اثارة قضية مدارسنا في أعلى الهيئات ولدى المسؤولين
خرج أعضاء الوفد راضين من الجهود التي بذلوها خلال هذا اليوم الذي لم يتم النخطيط له مسبقا، وأعربوا عن ثقتهم بأن قضيتهم وصلت الى المحافل العليا في الدولة، وانه بعد هذا اليوم لن يكون بامكان الحكومة تجاهل مطالبهم وادارة ظهرها لهم. وأثنى وفد المدارس على عمل أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، الذين رافقوا الوفد من اللحظة الأولى واستقبلوه في مكاتبهم وساهموا في الضغط على الوزراء وأعضاء الكتل الأخرى للقاء أعضاء الوفد والاستماع الى قضيتهم، وعلى حسن الضيافة، مؤكدين أن لا طريق آخر أمامهم سوى التنسيق والتعاون مع القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا. كما شكر الوفد كل أعضاء الكنيست الذين قابلوهم وأسمعوهم معاناة المدارس والطلاب، والذين بجورهم أعلنوا تضامنهم وتفهمهم لقضيتهم. كما أثنى أعضاء الوفد على الأداء المتميز لمدير مركز "مساواة" جعفر فرح، في عرض قضيتهم وترتيب اللقاءات السريعة مع النواب والوصول الى صناع القرار.
الأب ايلي كرزم والقس فؤاد داغر: لن يهربوا من عدالة قضيتنا التي باتت أن نكون أو لا نكون
وعقب الأب ايلي كرزم، على عمل هذا اليوم وصرح لصحيفة "الخبر" فقال: "اليوم التقينا بعدة أعضاء كنيست ووزراء وارتفعت قضية مدارسنا من قبل عدة أعضاء في جلسة الكنيست يهود وعرب نشكرهم جميعا لتضامنهم معنا وخصوصا أعضاء الكنيست العرب من كل الأحزاب، واظن أنه الان ابتداء من رئيس الوزراء ووزير المالية والتربية والتعليم وباقي الوزراء، لن يستطيعوا ان يهربوا من عدالة قضية مدارسنا المسيحية، والنضال مستمر حتى الحصول على اخر فلس لنا".
كما قال القس فؤاد داغر لصحيفة "الخبر" عن هذا اليوم: "من له أذنان تسمع فليسمع، القضية هي نكون أو لا نكون. نحن مشغولون بالعطاء والعمل ولن نجري وراء تحصيل الحقوق التي يجب أن تكون مفهومة ضمنًا، نحن مشغولون بتقديم العطاء لطلابنا والعمل على رفع مستوى المدارس الأهلية، ولن نهدر وقتنا في كل عام للمطالبة بحقوقنا التي يحاولون نزعها منا".