زفت لنا صفحات التواصل الاجتماعي لمجلس محلي دالية الكرمل ورئيسه وبعض وسائل الاعلام المحلية في الايام الاخيرة نبأ الانجاز التاريخي العظيم لدالية الكرمل والذي سيصل اوجه في مهرجان حاشد بحضور وزير المالية بنفسه ومساعديه وسيرافقه رئيس ادارة شركة الكهرباء وكبار الموظفين !
كيف لا وهذا الانجاز ليس اقل من وصل بيتين في دالية الكرمل الى شبكة الكهرباء القطرية.....نعم انه انجاز حقيقي يليق به مهرجان خطابي ويتصدر صفحات التواصل لرئيس المجلس وبعض الاعلام المحلي!!!!
وصل وزير المالية برفقة حاشيته وقام بقص الشريط الاحتفالي للانجاز وحصد التصفيق المطلوب (والمتوقع) من الحضور (المتوقع) وقام رئيس المجلس بالقاء كلمته على الحضور التي تخللت بطبيعة الحال الثناء والتقدير على هذا الانجاز (الشخصي) وعلى الوزير وتفانيه في خدمة البلد (دالية الكرمل) والشكر والثناء لكل من شارك في هذا الانجاز المهم والتاريخي وهم (ويا للمفاجئة رجل سياسة رئيس بلدية سابق وعضو كنيست في المستقبل ومدير اللواء في وزارة الداخلية).
وفي كلمته عبر الوزير (بكل تواضع وخجل) عن هذا الانجاز حيث قال " لم نعمل غير واجبنا اكتشفنا انه كان هناك في الماضي خلل في عدم وصل البيوت في شبكة الكهرباء وانا بدوري قمت بتصليح هذا الخلل واسأل نفسي ما علاقة شركة الكهرباء في قضايا التنظيم والبناء ؟ شركة الكهرباء ليست الشرطي لدولة اسرائيل وهذا الموضوع سيدرج على جدول اعمال الوزارة للبحث فيه والغائه"
اما رئيس ادارة شركة الكهرباء الجنرال متقاعد "يفتاح رونطال" (الذي بدى الاحراج على وجهه وكانه غير تابع الى هذا الحدث) في كلمته استذكر اصدقائه الدروز من الخدمة العسكرية واختصرت كلمته على ترتيل صلاة "تبارك من اوصلنا الى هذا اليوم" وهذا الانجاز العظيم.
في الجمهور الذي تواجد في المهرجان وجاء ليشيد ويبارك كان اربعة رؤساء مجلس سابقين في دالية الكرمل!!!!
نعم دالية الكرمل 2015 شأنها كشأن جميع القرى الدرزية في اسرائيل عانت ولا زالت تعاني من الاجحاف والتقصير اتجاهها من قبل الدولة والسلطة حتى اصبح وصل بيتين لشبكة الكهرباء يعد انجازويستحق مهرجان اعلامي وخطابي!!!
نعم دالية الكرمل 2015 لا زالت تعاني من الفوضى العارمة في قضايا التخطيط والبناء والبنية التحتية حتى اصبح تعبيد شارع في حارة انجاز تاريخي!!!!
نعم هناك تقصير من مؤسسات الدولة واجحاف في تقسيم الميزانيات والتسهيلات للتطور في قرانا ولكن ما هو نصيب مجتمعنا ومجالسنا المحلية في هذا التقصير؟
الجواب سهل وبسيط على عاتق مجتمعنا وقرانا يقع القسط الكبير من المسؤولية في هذا نعم اذ لا يوجد سياسة منطقية في قرانا وننتخب ممثلينا على اساس عائلي وقبلي وعلى الاغلب دون ان يكون لديهم الكفاة او المعطيات لتأهلهم تحمل مثل هذه المسؤولية.
هناك فوضى في تعاملنا مع مؤسساتنا المحلية ونعيش وكان القانون لا يخصنا والشاهد على ذالك هو البناء خارج نطاق التخطيط ودون ترخيص وبيوت هائلة من ناحية المساحة دون احترام او الاخذ بعين الاعتبار الحيز العام والبنية التحتية من شوارع وارصفة وشبكة مجاري ومياه.
فوضى عارمة في شوارعنا سياقة متهورة وخطيرة حوادث طرق وقضايا جنائية (بحلوها الاوادم) ظواهر التركترونات والعنف وغيرها من القضايا الغير اخلاقية (وفي هذه الحالات رئيس المجلس يتقمص دور المحلل الاجتماعي بدل مواجهة وحل هذه الظواهر.....اي بس كلنا ولاد بلد!) .
فوضى عارمة في الحيز العام الذي من حق الجمهور اغلاق الارصفة بوجه المارة لصالح المصالح التجارية والشخصية (لانها قدام بابه الله يرزقه ) .
فوضى في العديد من مجالات حياتنا ولكن هنا بدون انجازات تاريخية وهامة لا احد يملك الجراة لمواجهتها (لانه نحن ولاد بلد) وما كان هو ما سيكون في المستقبل.
لعل ظاهرة الفوضى في قرانا في جميع المجالات تعزز كون ربط بيتين في شبكة الكهرباء في دالية الكرمل كحدث تاريخي وانجاز عظيم وبحضور سياسين واربعة رؤساء مجالس سابقين بحيث يجب ان يكون لهذا الانجاز اباء كثار وليس بخفي الصراع بينهم وبين سياسين اخرين لمن الفضل به.
في المجتمع العادي او اليهودي هذا الانجاز ليس انجاز ربما يخجلون من تسميته هكذا ولا يقيمون له مهرجان لسبب بسيط دولة اسرائيل دولة قانون وكل مجمع سكاني حسب قانون التخطيط والبناء قدم خرائط مفصلة للمصادقة عليها في لجنة التخطيط والبناء يحق له وصله في شبكة الكهرباء القطري حسب بند 157 لقانون الكهرباء.
قدمت الخرائط للجنة التخطيط اللوائية في وادي الفش وفي القريب في حارات اخرى من دالية الكرمل واصبح لها الحق في الكهرباء فأين هو هذا الانجاز؟
في موقع "هنا" قمنا بفحص المعطيات كما من عداتنا ان نعمل قبل نشر اي شئ من اجل الصورة الواضحة والمصداقية ونسأل :في كم جلسة اشترك من ينسبون لانفسهم هذا الانجاز في جلسات الكنيست ومع المستشار القانوني من اجل تغيير قانون الكهرباء وادخال تسهيلات عليه من اجل المجتمع الدرزي؟
نعلم علم اليقين انهم لم يشتركوا في اي جلسة وهذا التصحيح كان في الدورة السابقة للكنيست وليس في زمن ولاية موشيه كحلون وزير المالية ولكن (مين بيتذكر؟ )
نعم قلنا اربعة رؤساء سابقين حضروا المهرجان ولكن رئيس المجلس الحالي هو الذي اتم عملية التخطيط وتقديم الخرائط الى لجنة التخطيط والبناء وهذا يعد من انجازه (مو مهم مين ابتداء في اعداد هذه الخرائط وعلى الاغلب في سنوات الستين).
