جاءنا من الناطق الرسمي لاتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين الشاعر علي هيبي:- بحضور جمهور من المئات انعقد يوم السبت الفائت في قاعة "لهفا" في مدينة الطيبة اجتماع احتفاليّ بمناسبة مرور سنة على تأسيس الاتّحاد.
وقد كان الكاتب أسامة مصاروة عضو إدارة الاتّحاد قد افتتح بكلمة ترحيبيّة مبيّنًا الفقرات الخطابيّة والفنيّة، ثمّ دعا الكاتبة د. آثار الحاج يحيى والكاتب نعمان عبد القادر ليتوليّا عرافة الاحتفال، وهما عضوان في الاتّحاد، فرحّبا بالحضور من قرى ومدن الجليل والمثلّث الذين زاد عددهم عن مئتيْ مشارك من أعضاء الاتّحاد والجمهور العامّ وقد قام العريفان وبتناغم تامّ بتقديم الفقرات وأصحابها من الأدباء والفنّانين. ومن الجدير بالذكر أنّ قسم المعارف في بلديّة الطيّبة ممثّلًا بالسيّدة دريّة أبو عيطة قد أسهمت كثيرُا في إنجاح الاحتفال، وحقّ لها أن تلقي كلمة البلديّة، معبّرة عن حرص قسم المعارف في البلديّة على توسيع وترسيخ الثقافة والمعرفة والتعاون مع كلّ المؤسّسات، وأشادت باتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين كصرح ثقافيّ هامّ له دور فاعل في انتشار الحراك الأدبيّ في مجتمعنا العربيّ.
وقد اُستهل الاحتفال بتحيّة الاتّحاد قدّمها رئيسه الكاتب فتحي فوراني، أمّا كلمة الاتّحاد المركزيّة فقد قدّمها عضو لجنة المراقبة الناقد د. محمّد خليل والذي فصّل فيها الكثير من النقاط التي تشغل بال الاتّحاد بما يتعلّق بالبرامج المستقبليّة التي تشكّل رافعة للثقافة الوطنيّة الملتزمة في مجتمعنا العربيّ، وقد حلّل الظروف التي أسّس فيها الاتّحاد، وما شاب ذلك من صعوبات، ومع ذلك استطعنا التغلّب عليها، وها نحن نخطو بأقدام ثابتة وخطًى راسخة نحو مزيد من العطاء، كي نجعل الثقافة الوطنيّة والأدب العربيّ في مجتعنا حالة تعيشها كافّة شرائح المجتمع بشكل دائم، وبخاصّة طلّاب المدارس، كما أشار د. خليل إلى مجمل النشاطات التي نفّذها الاتّحاد ومن أبرزها إصدار مجلّة ناطقة باسمه، شاملة لوجبات دسمة من الثقافة والمعرفة ولمجموعة من الإبداعات في مجال الشعر والنقد والقصّة والدراسة.
وقد تحدّثت في الاحتفال أيضًا الكاتبة ابنة الطيرة شوقيّة عروق منصور عن الحضارة العربيّة وروافدها التي تفيض إنسانيّة وتشرق على سائر الأمم، وقد قدّمت بعض النصائح للكتّاب والمبدعين، وكذلك قدّمت ضمن كلمتها بعض الاقتراحات لتنجيع عمل الاتّحاد في المستقبل، كما قدّم عضو الاتّحاد الشيخ عبدالله نمر بدير مداخلة عن الدور الرياديّ للكاتب والشاعر في حياة شعبه، وما للثقافة القويمة من آثار إيجابيّة في ترشيد المجتمع وصيانة شخصيّته الحضاريّة والوطنيّة، ويجدر القول أن الشيخ بدير هو أحد الناجين من مجرزة كفر قاسم التي ارتكبتها العصابات الصهيونيّة والجيش ضدّ أهالي القرية سنة 1956 إثر الإخفاق في القضاء على النظام الوطنيّ في مصر والذي كان رمزه الرئيس جمال عبد الناصر.
وقد قدّم الشاعر توفيق محاميد ابن أمّ الفحم تحيّة للاحتفال، حيّى فيها الاتّحاد وشكره على العوة القيّمة، متمنّيًا له دوام العطاء، كما تحدّث عن خلافات مجموعة من الأدباء مع اتّحاد الكتّاب، وعن استقالاتهم الجماعيّة منه، وهم في غمار الدراسة واللقاءات مع أمانة اتّحاد الكرمل للانضمام لعضويّته.
أمّا فقرة الشعر فقد قدّمتها كوكبة من الشعراء الأعضاء في الاتّحاد: فالشاعرة فردوس حبيب الله ابنة عين ماهل قرأت قصيدة تناصر المرأة وحقّها في كسر القيود والأعراف البالية، بعنوان "شقّي رداء القيد"، أمّا الشاعر عبد الرحيم محمود فقد قرأ قصيدته بعنوان "القدس" استعرض فيها التاريخ العريق لهذه المدينة المقدّسة، وكذلك قرأ الشاعر سيمون عيلوطي قصيدة رقيقة باللغة العاميّة لاقت إعجاب الحضور.
وقد تخلّل الاحتفال عدّة فقرات فنيّة من عزف وغناء، برز من بينها الطفلة المعجزة ابنة عشر السنوات ورد ياسين من قلنسوة، إذ أدهشت الجمهور بالغناء لفيروز أغنية "زهرة المدائن"، برفقة العازفين: محمّد ناطور على الأورغ ومأمون مرعي على العود، كما شارك العازف الواعد حميد محسن من جت المثلّث غناء "موطني" وأغنية "أحنّ إلى خبز أمّي" بمصاحبة عوده وعزفه الجميل، أمّا العازفتان الواعدتان: هيا منصور قدّمت فقرة عزف على الأورغ، ولمى مصاروة معزوفة جميلة على الكمان.
وكانت فقرة تكريم الروائيّة المبدعة ابنة الصفّ الثاني عشر، وهي من كفر قاسم من أبرز الفقرات، فقد أصدرت الكاتبة باكورة أعمالها الروائيّة "أرز حبّنا"، وقد قدّم لها الكاتب فتحي فوراني والشاعر علي هيبي درعًا هديّة تقديرًا لها ولروايتها، وقد ألقت كلمة قصيرة، شكرت فيها الاتّحاد وأعلنت انتسابها له، كما عُرض فيلم قصير عن مسيرتها الأدبيّة.
وقد اُختتم الاحتفال برسالة تضامن مع الأمين العامّ للاتّحاد الكاتب سعيد نفّاع وقضيته، واستنكارًا للحكم الجائر الذي أصدرته المحكمة العليا ضدّه.