بقلم : راضي شحادة
جميل ان ترى جدران المغار مزّينة بالفسيفساء. فكرة رائعة. جدران المدارس والكنائس والخلوات والشوارع والبيوت مزيّنة بلوحات ابداعية لأُناس يحبّون المغار وأهلها. لن تبقى المغار لسكان الكهوف والمغر، بل اصبحت لوحة فنية حضارية تعبّر عما يجول في اذهان اهلها الطيبين المبدعين والحضاريين.
خطوتان تشكلان بداية لتزيين المغار بالفسيفساء. الخطوة الأولى فَسْفَسَة جدار المدرسة المحاذي للشارع الرئيسي، والخطوة الثانية فسفسة جدار الكنيسة المحاذي للشارع الرئيسي ايضا. اهلها من فسيفساء، فهم متعدّدو الألوان والأشكال والأديان والأفكار ولكنهم يشكلون قطعة واحدة من المغار الفسيفسائية. خطوات مماثلة من فنانيها وشعرائعا ومبدعيها وكُتّابها ومفكّريها التقدّميين والمتنوّرين ستجعل المغار تحفة جميلة لا تخاف من خلطة الوانها.
تضاريس سكّانها مثل تضاريس جغرافيتها. ابناؤها المؤمنون بالقيمة المضافة للاقتناع بالمزيد من العيش فيها يشكلون لبنة من لبنات بنيانها. فسيفساء لا تعرف التفرقة والعنصرية والبغضاء.
ترى، متى تصبح المغار نموذجا لأهل الخير والمحبة؟؟ متى تصبح فسيفساء المغار نموذجا يحتذى به في سائر فسيفساءات بلداتنا؟؟ صحيح انها خطوة متواضعة ولكن مدلولها كبير جدا، فمن الأشياء الصغيرة، القطع الصغيرة تبنى الأشياء الكبيرة. انه عمل يتطلب الصبر والذّوق الراقي والابداع، فآلاف القطع من هذه الفسيفساءات الانسانية الصغيرة تشكّل في نهاية المطاف البناء الضّخم الذي يجمع أهلها.
هنالك بعض ضيّقي الأفق ومحبّي التفرقة ينظرون الى هذه الخطوة على انها نفخ في رماد، ولكن الا ترى معي انّ المثابرة في تجميع هذه القطع بشكل مثابر وفنّي وذوقي راقٍ وباخلاص وبمحبة كي تشكل جسد اللوحة العامة هو هدف عظيم بحدّ ذاته؟؟