بعد رفض دام 45 سنة، ازدياد عدد طلبات دروز الجولان للحصول على الجنسية على ضوء تفتت الوطن الام سوريا
شهد العام الخامس من الحرب الأهلية القاسية في سوريا، زيادة حادة في عدد طلبات الدروز سكان هضبة الجولان للحصول على الجنسية الإسرائيلية.
"دروز الجولان”
وخلافا لطلبين وحيدين تقدم بهما اثنان من الدروز في الجولان للحصول على الجنسية الإسرائيلية في عام 2010، فقد ارتفع عدد هذه الطلبات في عام 2015 لغاية الآن الى 80 طلبا، وفق ما أوردته القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي في تقرير خاص لها.
وقال التقرير التلفزيوني ان الإحصاءات الحكومية تشير الى أن 151 من الدروز قد أصبحوا مواطنين اسرائيليين بالتجنس منذ اندلاع الحرب الاهلية الدموية في سوريا في عام 2011.
ووفقا للتقرير التلفزيوني، فإن الغالبية العظمى من الطلبات المقدمة للحصول على الجنسية الإسرائيلية تأتي من الشبان الدروز، الذين على ما يبدو تضررت روابطهم بما يطلقون عليه "الوطن الام” سوريا جراء العنف المستشري فيها.
وقد اعتاد الدروز في هضبة الجولان يدينون بالولاء العلني لسوريا على مدار عشرات السنين منذ ان احتلت اسرائيل مرتفعات الجولان في حرب الأيام الستة عام 1967. وقد حافظ دروز الجولان على علاقاتهم الاقتصادية والعائلية والاجتماعية القوية مع سوريا وظلوا موالين علنا لرئيس البلاد بشار الأسد.
ولم يوافق على حمل الجنسية الإسرائيلية من الدروز أهالي هضبة الجولان البالغ عددهم 20 الفا، سوى بضع مئات فقط منذ عرضت إسرائيل عليهم لأول مرة التجنس في عام 1981، أي منذ ضم هضبة الجولان بقانون سنه البرلمان الإسرائيلي الكنيست.
في ذلك الوقت، أعلن قادة الدروز في هضبة الجولان أن من يوافق على حمل جواز السفر الإسرائيلي، يعتبر متعاونا مع "العدو الصهيوني” وسيدفع الثمن من خلال نبذه دينيا واجتماعيا ومقاطعته في الحياة العامة.
يشار الى ان الدروز، وهم طائفة انشقت عن المذهب الشيعي في القرن الحادي عشر، يعتبرون من الموالين عقائديا إلى أنظمة البلدان التي يقيمون فيها. والدروز في إسرائيل يتقنون العبرية وشبابهم ملزمون بموجب القانون بأداء الخدمة العسكرية ضمن صفوف الجيش الاسرائيلي.
ويرى المراقبون ان الزيادة الملحوظة في عدد طلبات دروز الجولان للحصول على الجنسية الاسرائيلية يعود بالأساس الى تفتت الوطن الام سوريا جراء الحرب بعد الحفاظ على الولاء لها طويلا على مدار 45 عاما.
وإضافة إلى الإحباط الذي يعتري الشباب الدروز في هضبة الجولان، فإن بعض دروز مرتفعات الجولان يقبلون على الجنسية الاسرائيلية خوفا من الاضطهاد الذي قد يلحق بهم على نطاق واسع في سوريا إذا لم يتمكن نظام الأسد الحامي للاقلية الدرزية من الصمود أو التخلي الطوعي عن السلطة.
وكان الدروز في سوريا مستهدفين من قبل الجماعات الإسلامية السنية المتطرفة مثل "جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية” (داعش) خلال السنوات الأخيرة في سوريا وفي تركيا.
وأكد عدد من أبناء الطائفة الدرزية اثناء التقرير التلفزيوني المذكور هذه الظاهرة في ارتفاع عدد طالبي التجنس. ولكن وخشية التعرض لهم في قراهم فهم يرفضون الوقوف جهارا امام كاميرا التلفزيون والافصاح عن ذلك.