شارك الكاتب الصحفي زياد شليوط في مؤتمر "هجرة المكونات الدينية والاثنية من منطقة الشرق الأوسط"، الذي عقد في العاصمة الأردنية خلال يومي الاثنين والثلاثاء 8-9/11 ونظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية ومؤسسة كونراد اديناور الألمانية.
وقدم الكاتب زياد شليوط محاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر، استعرض فيها أبرز التحديات التي يواجهها المسيحيون داخل اسرائيل، من بينها: قضية الهوية، المدارس الأهلية المسيحية، وكيفية تعامل المسيحيين مع القضايا السياسية داخل وخارج فلسطين. كما أبرز الظروف التي دفعت العائلات المسيحية إلى الهجرة منذ عام 1948، وحتى السنوات القليلة الماضية، خاصة من فئة الشباب.
وقال إن المسيحيين تعرضوا في السنوات الأخيرة إلى اعتداءات على أكثر من صعيد ومحاولات اختراق لصفوفهم لتفريقهم وإضعاف الجماعة المسيحية والحد من تأثيرها ونفوذها، فحضورها وليس عددها هو ما يقلق خصومها، لافتاً إلى أن محاولات عدة جرت لتجنيد الشبان المسيحيين أسوة بالدروز، لكنها باءت بالفشل.
وتمحورت الجلسة حول الخطاب الديني في المناهج الدراسية والإعلام، شارك فيها الدكتور عامر الحافي، أستاذ علم الأديان المقارن في جامعة آل البيت والدكتور جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية وترأسها الدكتور عودة قوّاس.
وكان المؤتمر قد افتتح برعاية رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز الذي أشار في كلمته إلى أن مسيحيي الشرق ليسوا طارئين، بل جزء أصيل ورئيس من أمتنا ونسيجنا الاجتماعي والثقافي والحضاري، وعروبتهم أمر لا جدال فيه إلا لمن يرغب في إثارة الفتن، وتغذية روح الانقسام والتفرقة، وتقسيم بلادنا إلى دويلات طائفية ومذهبية ضعيفة.
وأوضح مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب رفعت بدر أن الهجرة أصبحت تهجيراً قسرياً واقتلاعاً جذرياً من بيوت وأوطان الآباء والأجداد، بفعل التطرف ومحاولات الإلغاء للآخر الديني والاثني، وهو ما سوف يخلق لوناً واحداً في الشرق الذي لم يعتاد إلا على التعددية الراقية والفكر النير، مؤكداً ضرورة الحوار للحفاظ على المكونات الرئيسية في بناء المجتمعات العربية والشرق أوسطية حاضراً ومستقبلاً، وبناء الجسور الواصلة وليس الجدران الفاصلة، وتكوين ثقافة اللقاء عوضاً عن ثقافة الإلغاء البغيضة والمميتة والقاتلة.
ولفت رئيس مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية، العين بسام حدادين إلى التفاف الأردنيين حول قيادتهم الهاشمية في لفظ الإرهاب، مطالباً بالتفاعل مع موضوع المؤتمر بكل جدية وتشخيص الواقع لتقديم مقترحات وتوصيات وحلول. ونوه مدير منظمة كونراد، اوتمار اورينغ إلى أهمية المؤتمر في هذا التوقيت الذي يشهد حربا عالمية وتصاعد الإرهاب ضد الحرية والسلام والعدالة.
هذا وشارك مختصون أردنيون وعرب، وطلبة من الجامعة الأمريكية في مأدبا، في أعمال المؤتمر، الذي حظي بتغطية وافية في الصحافة الأردنية ووسائل الاعلام المختلفة منها وطالة "بترا" للأنباء وصحيفة "الرأي" وموقع "أبونا" وغيرها رغم الحدث المركزي الذي شهدته عمان في العملية الانتحارية التي وقت يوم الاثنين، في يوم الذكرى العاشرة لتفجيرات عمان الارهابية.
كما يذكر ان الصحافي والكاتب زياد شليوط، كان المشارك الوحيد من الداخل الفلسطيني.