مع حلول يوم التسامح العالمي الذي يصادف هذا الأسبوع , تقوم المدارس في القرى والمُدن باحتفالات صفيَّة وجماعية , داخل جدرانها وخارجها , يشارك فيها الطلاب بالاستماع الى محاضرات صفية تُقدمها شخصيات روحانية دينية وأخرى علمانية , مِن أبناء جميع الطوائف في البلاد .
ومِن الجدير بالذكر أن هذا اليوم جاء عالمياً ليوَثِّق أواصر الصداقة والمحبة والتسامُح بين الناس جميعهم , وخاصة أحداث السن منهم , وفي شتى الأوساط والمجالات . هذا ويشارك في احياء هذا اليوم طلاب المدارس والكبار مِن أولياء أمورهم , مِن خلال فعاليات مدرسية مختلفة , تدعو الى التسامح والعفو وتَقَبُّل الغير كما هو .
وفي شمال البلاد , في الجليلين حصراً , قام بعض مدراء المدارس بالتوجه الى فضيلة الشيخ موفق طريف , رئيس المجلس الديني الدرزي الأعلى , طالبين مدهم بمُحاضرين رجالات دين للقاء الطلاب في مدارسهم , والمحاضرة امامهم حول موضوع التسامح .
بدوره , رحب الشيخ طريف بالمبادرة واثنى على المبادرين اليها وأوكل الترتيبات حول الموضوع للشيخ مالك بيسان , مدير قسم البرامج التربوية في المجلس الديني , والذي التقاهُ مندوبنا أمس , الاثنين , السادس عشر من الشهر الجاري , بصدد هذه الفعالية فقال :
نظراً لحساسية الأوضاع واضطراب ألأحوال في منطقتنا , فقد بات ضرورياً احياء مثل هذا اليوم , وعليه , وفي اطار هذا الأسبوع , اسبوع التسامح , رأى مدراء بعض المدارس في قرانا , القيام بفعاليات هادفة ترمي الى ترسيخ مفاهيم التسامح , خاصة بين أوساط الطلبة , الصغار منهم والكبار على حدٍ سواء , وكما تعلمون فقد أوكل اليَّ تركيز هذه الفعاليات المُزمع اقامتها في بعض قُرانا ومدارسها , والعمل على اخراجها الى حيز التنفيذ , وبدوري قُمتُ بالاتصال بالعديد مِن رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود والدروز , داعياً اياهم للمشاركة في هذه الفعاليات التي من شأنها العمل على بناء اسس وركائز المجتمع الصالح المتعاضد المتسامح , لِما فيه خير الجميع , وقد أبدا جميع من تم التوجه اليهم بهذا الصدد الاستعداد التام للمشاركة في هذه الفعالية التي رأى فيها العديد منهم رسالة ايجابية وبنَّاءة , وتقبلوها بكل ترحاب وسرور .
وأضاف : في هذا اليوم , 16/11/2015 , وفي هذه الأثناء , تقوم مجموعات مشتركة من رجال الدين من ابناء الطوائف الأربع , بالمشاركة بالفعاليات , موزعة على المدارس في قرى يانوح جث (الاعدادية) والرينة (اللاتينية) ويركا (الشاملة) وشعب (الاعدادية) ورأس الناقورة (المشتركة) وكسرى سميع (الثانوية) .
وتابع قائلاً : نحن ابناء البلد الواحد , بغض النظر عن الانتماء المذهبي , نعيش ظروف سياسية واجتماعية فيها من الحلو والمر الكثير الكثير , وبما أن الأوضاع في شرقنا ودولتنا باتت مُقلقة للغاية , فقد اصبح مِن الضروري العودة الى الكتب السماوية والعمل بمفاهيمها وبتوصيات الأنبياء المرسلين جميعهم , اللذين طالبونا بالتسامُح والسعي الى تحقيق السلام العادل بين ابناء البشر جميعهم , وهذه الفعاليات تعمل على خلق مجتمعٍ متجانس مُتحابٌ متسامح , يحترم افراده أحدهم الآخر , وأضاف : إن المشاركة في اللقاءات لرجال الدين ابناء الطوائف الأربع , استقطبت انتباه الطلاب ووقعت مِن قلوبهم موقع الاستحسان والتحبُّب والقبول , ولا بُدَ أن يكون كلامهم قد وقع على آذانٍ صاغية , واختتم كلامهُ قائلاً : وعلى هذا بات لا بُد لي مِن أن اتقدم بالشكر الجزيل لرجال الدين الذين شاركوا في هذه الفعاليات جميعهم , وشكر مدراء المدارس ومربي الصفوف على تجاوبهم معنا في إنجاز هذه الفعاليات . وشكر خاص لفضيلة الشيخ موفق طريف , الرئيس الروحي للطائفة الدرزية , ورئيس المجلس الديني الأعلى , الذي عمل على تكليفي بمهمة تركيز فعاليات هذا اليوم المميَّز .