متابعة لفعاليات يوم التسامح العالمي الذي صادف هذا الأسبوع , قام طلاب مدرسة الحكمة الابتدائية , يوم أمس , ألثلاثاء , بالاحتفاء بهذا اليوم العالمي بفعاليَّاتٍ عدة شاركوا فيها بلهفة وتشوق منقطعا النظير , أهمها الاستماع الى محاضرات حول موضوع التسامح , قدمتها شخصيات روحانية دينية وأخرى علمانية , مِن أبناء جميع الطوائف في البلاد , وغرس شجرة زيتون في ساحة المدرسة , كون هذه الشجرة المباركة علامة ودلالة على السلام والمحبة والأخوة التي يتوجب على الجميع التمسك بمبادئها والتحلي بروحها السامية .
هذا ومِن الجدير بالذكر أن هذا اليوم جاء عالمياً ليوَثِّق أواصر الصداقة والمحبة والتسامُح بين الناس جميعهم , وخاصة أحداث السن منهم , وفي شتى الأوساط والمجالات . شارك في احياء هذا اليوم , اضافةً الى طلاب المدرسة , الكبار مِن أولياء أمورهم , مساهمين في الفعاليات المدرسية المختلفة التي جاءت تدعو الى التسامح والعفو وتَقَبُّل الغير كما هو .
الشيخ مالك بيسان , مدير قسم البرامج التربوية في المجلس الديني الدرزي الأعلى , صرح أن هذه الفعالية تأتي تتابعاً مع الفعاليات التي رعاها المجلس الديني الأعلى للطائفة , بتوجيهٍ مِن فضيلة الشيخ موفق طريف , رئيس المجلس الديني والرئيس الروحي للطائفة , وأضاف :
نظراً لحساسية الأوضاع واضطراب ألأحوال في منطقتنا , فقد بات ضرورياً احياء مثل هذا اليوم , وعليه , وفي اطار هذا الأسبوع , اسبوع التسامح , وبعد تكليفي بالتواصل مع الجهات المختصة كمدراء المدارس اللذين كانوا قد توجهوا الينا بطلب المشاركة بهذا المشروع , قُمتُ بالاتصال بالعديد مِن رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود والدروز , داعياً اياهم للمشاركة في فعاليات هذا اليوم التي من شأنها العمل على بناء اسس وركائز المجتمع الصالح المتعاضد المتسامح , لِما فيه خير الجميع , وقد أبدا جميع من تم التوجه اليهم بهذا الصدد الاستعداد التام للمشاركة في هذه الفعالية التي رأى فيها العديد منهم رسالة ايجابية وبنَّاءة , وتقبلوها بكل ترحاب وسرور . وتابع قائلاً : نحن ابناء البلد الواحد , بشكلٍ عام , وفي البقيعة بشكلٍ خاص , بغض النظر عن الانتماء المذهبي , نعيش ظروف سياسية واجتماعية فيها من الحلو والمر الكثير الكثير , وعليه فقد اصبح مِن الضروري العودة الى الكتب السماوية والعمل بمفاهيمها وبتوصيات الأنبياء المرسلين جميعهم , اللذين طالبونا بالتسامُح والسعي الى تحقيق السلام العادل بين ابناء البشر جميعهم , وهذه الفعاليات تعمل على خلق مجتمعٍ متجانس مُتحابٌ متسامح , يحترم افراده أحدهم الآخر , وأضاف : إن المشاركة في اللقاءات لرجال الدين ابناء الطوائف الأربع , استقطبت انتباه الطلاب ووقعت مِن قلوبهم موقع الاستحسان والتحبُّب والقبول , ولا بُدَ أن يكون كلامهم قد وقع على آذانٍ صاغية , واختتم كلامهُ قائلاً : وعلى هذا بات لا بُد لي مِن أن اتقدم بالشكر الجزيل لرجال الدين الذين شاركوا في هذا اليوم , وشكر خاص لمديرة المدرسة السيدة نجاح بكرية ولمربي الصفوف على ما بذلوه مِن عملٍ وعلى تجاوبهم معنا في سبيل انجاح هذا اليوم .