قبل حوالي شهر من صدور هذا العدد، أصدرت محاكم التفتيش السعوديّة حكماً بالإعدام على الشاعر والفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ أشرف فيّاض، بتهمة شتم الذات الإلهيّة والترويج لأفكار إلحاديّة. والحقيقة كما تداولتها مواقع الإخبار على الشبكة أنّ خلافا نشب بين الشاعر وأحد الأمراء أثناء مشاهدتهما للعبة كرة القدم، فقدّم الأمير شكوى بادّعاءات ملفّقة ضدّ الشاعر أعادت السلطة إلى ديوان شعره الذي أصدره قبل أربع سنوات بعنوان "التعليمات بالداخل"، وعلى ما يبدو، وجدت "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في الديوان نظاما فنيّا جميلا لا ينسجم مع مقاييس الجهل القبيح والفكر الظلاميّ المتحجّر الذي يكره الأدب الأصيل والكلمة الحرّة والمواقف الإنسانية النبيلة.
إنّنا في اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين، نضمّ صوتنا إلى أصوات المثقّفين الأحرار في الأقطار العربيّة والعالم، الذين عبّروا عن شجبهم لهذا العدوان السعوديّ على حريّة التعبير، وندين هذا الحكم الجائر ضدّ صوت شاعر وريشة فنّان، يعتبر الإبداع سلاحًا في وجه الطاغوت والباطل. ولا نرى هذا الحكم غريبًا على نظام تعرّى من قيم الكرامة الإنسانية والعروبة والإسلام، وتلطّخ بعار تبنّي المشاريع الصهيو-أميركيّة، التي تدمّر الشعوب العربيّة وتفتّت دولها، ولنا في اليمن وسوريا والعراق خير مثل على خيانة النظام السعوديّ للحقوق العربيّة وبخاصّة قضيّة فلسطين، والتي نشمّ منها رائحة العار والنفط والدولار.
وعليه فإنّ اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين يناشد كلّ المحافل الدوليّة وأولّها السلطة الفلسطينيّة والمنظمات الإنسانيّة والحقوقيّة ببذل كلّ الجهود لإلغاء الحكم ومنع تنفيذه.