الطيبي يتسلم رسالة اعتذار من دودو طوباز أرسلها له من السجن قبل انتحاره بأيام معدودة

تاريخ النشر 3/9/2009 11:13

موقع سبيل

وجد النائب أحمد ألطيبي أثناء تصفحه الرسائل التي وصلت مكتبه البرلماني رسالة اعتذار كان قد أرسلها له الإعلامي دودو طوباز من سجن نيتسان في الرملة  قبل انتحاره اتضح من التاريخ المكتوب فيها انه كتبها في التاسع من شهر آب اغسطس اي قبل انتحاره بأيام معدودة. ويأتي هذا الاعتذار في أعقاب تهجّم سابق من قبله ضد النائب الطيبي في فترة الحرب على غزة لأن الطيبي عارض تلك الحرب . وكتب طوباز في رسالته : " في إطار عملية حساب النفس التي أقوم بها هنا في السجن وجدت من المناسب ان اقدم لك اعتذاري على الأقوال البذيئة التي كتبتها ضدك, وعلى الغطرسة التي كانت عندي وعلى انني مسست بك. اعتذاري صادق فكلنا بشر وكلنا نخطئ, وليس لدي أي مطلب سوى أن تسامحني "

وكانت المفاجأة في المكتب البرلماني للنائب الطيبي كبيرة ومؤثرة وقال في أعقاب ذلك : الكنيست حالياً في عطلة لذلك رأينا الرسالة بعد انتحاره. أشعر ان اعتذاره حقيقي وصادق. تؤسفني النهاية التي وصل اليها طوباز ولو كان يسمعني حالياً لقلت له انني أسامحه.

يذكر ان المقال التهجمي الذي كان طوباز نشره في موقعه على الانترنت اتهم الطيبي فيه بأنه يدعم الإرهاب وبأن ابناء شعبه حيوانات وقال بأنه سوف يقتلع عينيه لأنه لا يرى معاناة الاسرائيليين. وبعد ان أثارت تفوهاته تلك ضجة كبيرة رد عليه الطيبي بمقال شديد حذى بطوباز الى الاعتذار عبر الاذاعة, ولكنه لم يكتف بذلك فأرسل رسالته الأخيرة من السجن قبل إقباله على الانتحار.

وفيما يلي الرسالة والرد :

نص رسالة دودو طوباز :  

الى احمد الطيبي – شخصي  
آه أحمد, أحمد  
لماذا تسبب لي العصبية. اعتقدت ان مقالة واحدة في اليوم كافية واردت ان ارتاح قليلاً قبل ان اكتب مقطعاً جديداً للعرض المسرحي الذي سأقدمه  يوم الجمعة القريب, وفجأة رأيت في الانترنت انك قلت ان "الشعب الاسرائيلي ليس شعباً اخلاقياً.."
 
 
ماذا حدث لك أحمد؟ (على فكرة اين وجد لك اهلك هذا الاسم الأصلي جداً ؟) اختلطت عليك الامور؟ اصابك الخرف ؟ هكذا بدون سبب خطر في بالك ان تتفوه بالسخافات؟  
قل, ما انت – حضرة عضو الكنيست الدكتور احمد الطيبي؟  
انت لست اسرائيلياً؟  
اذن ماذا تفعل في الكنيست الاسرائيلي؟  
آآآه! ربما انفلت لسانك واردت ان تقول ان "الشعب اليهودي ليس شعباً اخلاقياً " .. هذا شيء مغاير! عندئذ سآخذ الموضوع بشكل شخصي. انت تفهم – لأنني ايضا اسرائيلي وايضا يهودي.  
هل تذكر انني كنت في بيتك, احمد ؟  
شربنا شاي. كان لطيفاً. ابنتك رسمت لي صورة حمامة سلام واعطتني اياها لاعطيها لإبني وهو في سنها تماماً. عندما هممت بالخروج تصافحنا بحرارة. ارسلت اخاك ليرافقني من بيتك في رام الله حتى القدس. هل تذكر؟  
هل ابدو انا لك غير اخلاقي؟  
ربما لم تقصدني انا, وانما فقط اليمينيين. اذن قل ذلك. المشكلة هي انك عندما تتكلم بهذه الصورة تجعلني اكون يمينياً أكثر من كهانا!  
قل أحمد, تعال نكون موضوعيين للحظة – انا مستعد ان اوافق معك على ان الشعب اليهودي الذي يجلس في صهيون لا يتصرف دائما بحكمة, كذلك لا يبدي احتراما للآخرين, لا يشجع, غجري احياناً ايضا, صدقني سلبيات عديدة.  
ولكن بالنسبة للاخلاق – مقارنة مع اخوتك احمد, الحيوانات البشرية, الذين يأسرون شابا لمدة ثلاث سنوات لكي يبتزوا بواسطته اطلاق سراح قاتلين وبنفس الوقت يقصفون بلدات سكنية مدنية, يقتلون ويصيبون مدنيين, نساء واولاد طوال ثماني سنوات, وبنفس الوقت يرسلون منتحرين الى الباصات والمجمعات التجارية لقتل الشباب بدون تمييز – مقارنة مع اولئك الوحوش ابناء شعبك نحن ملائكة اطهار أحمد. واذا لم تكن ترى ذلك فسوف أخرج لك عينيك من مكانهما لكي ترى!! 
رغم انني كنت عندك في البيت ورغم انك طبيب.

 

الرد الذي كتبه الدكتور أحمد الطيبي :

فإذن سيد توباز, ليس " الشعب الاسرائيلي غير اخلاقي" كما جاء في اقتباسك الخاطئ, وانما العديد في المجتمع الاسرائيلي اصبحوا بهائم وازالوا عنهم رداء الاخلاق والقيم الانسانية. الادعاء بأنكم الأكثر اخلاقاً او الأذكى هو غرور وجهل وانت الدليل البارز على ذلك. الحقيقة البسيطة هي انه يوجد يهود اذكياء ويوجد يهود اغبياء. يوجد يهود اخلاقيون ويوجد يهود غير اخلاقيين. وهناك العديد العديد ممن يطلقون النار ثم يبكون. ويوجد عرب كهؤلاء وكهؤلاء. انا فخور بأنني اعترضت على المس بالمدنيين, اطفالاً ونساء, اياً كانوا. انا على الأقل افخر انني دائماً جلبت الحياة الى العالم بينما العديد من اخوانك انت يفاخرون بأنهم " قتلوا مئتين بضربة واحدة " ويقهقهون بالضحك.

في هذه الحرب تم محو جميع الخطوط الحمراء. الصور من غزة التي لا يراها غالبيتكم او انكم لا تريدون رؤيتها هي فظيعة وتجعلنا نثور. لا مثيل لها في الماضي من حيث الوحشية. نتيجة قرار واع ومسبق لبراك, ليفني واولمرت بإجبار السكان المدنيين والشعب الفلسطيني كله على ان يدفع ثمناً باهظاً أكبر مما يستطيع تحمله. تعليمهم درس لا يُنسى. نهر من الدم انسكب في شوارع غزة. أكثر من 40% من القتلى وفقاً للأمم المتحدة هم من النساء والأطفال. هناك يريد دمغ ذهنية الشعب الفلسطيني كله بالهزيمة. هزيمة أخرى. وفقط بعد ذلك التوصل معه الى اتفاق " تهدئة ".

مجموعة من الفاشيين واتباع كهانا, الذين يفركون ايديهم بمتعة ازاء هذه الفظائع ,يريدون المزيد. ولكنهم ليسوا وحدهم حيث انضم اليهم عديدون , ايضاً انت يا من تتباهى الآن بأنك يميني اكثر من كهانا !. الكثير من الجمهور في اسرائيل يدعمون بدون تردد هذه الجرائم, مثل تفجير مدرسة الاونروا الذي قتلت عشرات المدنيين . عائلات كاملة تم محوها من على وجه الأرض. تصوروا لو كان الضحايا يهوداً , ماذا كنتم ستقولون ؟ ماذا كانوا سيقولون في العالم ؟!

أتساءل بشأن أمهات الطيارين الذين قصفوا غزة. هل أي واحدة منهن اتصلت بإبنها وسألته بتوسّل: " ابني اوري, ارجو الا تكون انت من قصف المدرسة ؟!"

في غزة يقصفون كل شيء يتحرك. او حتى ما لا يتحرك. وفي المسرح الاسرائيلي الواسع يجلس القيصر امام الجماهير التي تهتف لكل سهم او صاروخ ينغرس في قلب الضحية المناوبة على صوت هتافات الجمهور المشبع بالأخلاق : هيا, هيا. أحمد صغير آخر قد قُتل.

على فكرة, أحمد هو اسمي وهو اسم اصلي جداً. احد اجمل الأسماء باللغة العربية. احمد, محمد, ومحمود. العديد من بين الأطفال الذين قُتلوا او قُطعت أرجلهم ولم تفكر انت بهم ولم تكتب عنهم .. اسمهم أحمد. بعضهم فقد " فقط " بصر عينيه.

انت أردت ان تقتلع عيني. انا لا اريد ان اقتلع لك او لكم عيونكم. انا اريد ان انظر مباشرة الى عينيك وعيون كل مَن يرى هذه الفظائع ويستمر بالصمت وإدارة وجهه : " عار عليك ايها انسان !"

وفي الختام : حقاً استقبلتك عندي في البيت قبل بضع سنوات. خطأ كهذا يخطئونه مرة واحدة فقط. لأن اشخاصاً غير اخلاقيين مثلك " عن يمين كهانا" لن يدوسوا بيتي ابداً .

ايها الااسرائيلي الازعر والوقح...

وفي اعقاب هذا الرد أجري لقاء اذاعي مشترك ضم الاثنين تأسف فيه طوباز على ما كتب.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2387
//echo 111; ?>