موقع سبيل - من مفيد مهنا
بمساء مخملي موشى بالورود وصفصاف قصر بستان الباشا، المُزنر بالبناء التراثي القديم والمطرز بأمجاد صلاح الدين وتحديات عيسى العوام لبحر عكا، تعطر مساء أول أمس الأربعاء بذكرى مرور عام على رحيل شاعر الإنسانية محمود درويش، حيث لبى المئات دعوة المؤسسة ليؤكد أمامهم المحامي جواد بولس عريف الحفل وصديق درويش ان لا حاجة للوقوف دقيقة حداد أو إضاءة الشموع، مؤكدا ان الدرويش حي في ضمير شعبه وكل محبيه. واليوم جاءوا لإيفاء جزء من الواجب تحييه فرق الإبداع والفن في الوسط العربي، مشيرا إلى ان مؤسسة محمود درويش للإبداع مستقلة وغير حزبية لأن محمود درويش كان عصيا على الجغرافيا وعلى الإتباع، مضيفا ان عاشق فلسطين كان يحن كثيرا الى عك،ا وكان لها مكانة خاصة عنده وفي شعره، وفي الأشهر قام عدة مرات بالتجول في أزقتها وعند أسوارها وأمام بحرها، وكأنه يودعها قبل رحيله.
ثم تكلم حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، شاكرا بإسم الرئيس الفلسطيني وباسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لمثل هذا الاعتناء والاهتمام بأحد أعلام فلسطين ثم قال، "ان محمودا غاب عنّا لكنه ما زال حيا فينا حيث سجل في حضرة الغياب واثر الفراشة فصولا مختلفة بدأت في، لماذا تركت الحصان وحيدا.. ووجدت تعبيرها الأخير في أكثر من قصيدة الى درجة بأنه شيع نفسه قبل ان تشيعه الجماهير.."
وأضاف: سجل محمود عبر المراحل الرئيسة في النضال الوطني الفلسطيني أهم القصائد وكان مؤرخا للحالة الفلسطينية، من سجل انا عربي في مطلع مسيرته الى احمد العربي واحمد الزعتر والى مديح الظل العالي، ومأساة النرجس، وحالة حصار، وأنت الان غيرك وهي عن حالة الانقسام والاقتتال الداخلي الفلسطيني..
وجاء عميرة على مراحل مسيرة درويش منذ التحاقه بالحزب الشيوعي الإسرائيلي وقال ات ابن البروة لم يغير موقعه ليغير موقفه انما ليحمل الهم الفلسطيني، غادر ليعود الى شبه وطن كما وصفه..
أما الفقرة المركزية في هذه الأمسية الميزة فكانت للفرقة الفنية والقراءات الشعرية للفنانين حيث شارك في البرنامج الفني كل من: مكرم خوري، محمد بكري ، ريم تلحمي، سناء موسى، عامر حليحل، وحبيب شحادة حنا، حيث قدموا بالغناء وإلقاء القصائد ما تغنى به درويش من شعر، فتزكى بتلك الترانيم، وببلاغة الإنشاد وبفن وموسيقى وأداء، فرض الصمت والإصغاء، وسكون كان يقطعه تصفيق التشجيع والإعجاب. إذ تناول الفنانون، العديد من القصائد الدرويشية.
يذكر انه شارك في أمسية "باقون مع درويش"، عدد كبير من الشخصيات السياسية والرسمية ومنهم بالإضافة لحنا عميرة، جبريل رجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الوزير الفلسطيني محمد بشتاي، د. عبد القادر الحسيني رئيس مؤسسة فيصل الحسيني، رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة ورئيس لجنة الرؤساء العرب، عضو الكنيست محمد بركه، النائب احمد الطيبي، د. احمد سعد رئيس تحرير الاتحاد، أيمن عودة سكرتير الجبهة القطرية، الوزير السابق صالح طريف رؤساء وأعضاء مجالس محلية، ووفد مخضرم من الجولان السوري المحتل، وعدد من الشعراء والكتاب وغيرهم من من رجال ونساء وحضور مميز.
هذا وكان من المفروض ان تعقد هذه الأمسية في قاعة الاوتدوريوم لكن أمام الضغوط التي مارستها بعض الجهات السلطوية تم نقل الأمسية إلى بستان الباشا التي يقع تحت سلطة جمعية تطوير عكا، الأمر الذي دفع بعضو البلدية الجبهوي احمد عودة وغيره من شخصيات، للعمل والضغط على الجهات المختصة كي تبقى عكا حاضنة لمثل هذه الأمسيات وغيرها من مهرجانات ملتزمة.