تفخر الكلّيّة الأكاديميّة العربيّة للتربية في إسرائيل- حيفا في تكريم "فرسان الكلمة" لمجتمعنا متعدّد الحضارات. وتأتي هذه الفعاليّة كحلقة من سلسلة حلقات سبق وأن تعهّدنا باستكمالها من قبل، ملتزمين بأنّ هذا التكريم يجب أن يكون نهجًا دائمًا. وإنّما نحرص على عقده بشكل دوريّ إيمانا منّا بضرورة الاستمرار في العمل الدؤوب لتقديم كلّ ما بوسعنا لخدمة المجتمع والقيم الإنسانيّة العليا.
فقد حرصت الكلّيّة العربيّة منذ نشأتها على تعزيز دور العلم والأدب والثقافة في خلق الأجيال وبناء الإنسان، فكان صرحها وما زال هو المجسّر المتين بين ألوان الطيف الواحد الذي يلقي بجماليّاته على الفضاء الذي يحلّ به. فلا عجب أن يكون أبناؤها قد تبوّأوا المناصب الرياديّة والقياديّة بفضل الشعلة التي حمّلتها إيّاهم. وقد تمثّل هذا الدور من خلال انصهار خرّيجيها في بوتقة المجتمع الإنسانيّ متّخذًا التعدّديّة واحترام الآخر رافدًا للإثراء والإغناء، متحرّرًا من عقدتي الاستعلاء والاستغناء.
ويأتي هذا النشاط هادفًا إلى تعزيز دور الكتّاب والمبدعين في المجتمع لما له من قيمة رسوليّة في ترسيخ القيم ونشر الوعي وتوطيد أواصر المجتمع، وذلك من خلال تسليط الضوء عليهم ليكونوا محطّ أنظار الجيل الصاعد والبوصلة التي يستهدون درب طموحاتها وآمالهم بها. فانكشاف الطلّاب عليهم وعلى أعمالهم هو خطوة موجّهة لهم لاستنهاض هممهم وحثّهم على الحذو حذوهم في مسيرتي العمل والعطاء.
وكما سعت الكلّيّة دائمًا إلى تذويت قيم التسامح والعدل والبحث عن الائتلاف في الاختلاف، والاحتكام إلى الكفاءة في شتّى اختياراتها، فقد جاء اختيار هذه الثلّة من المكرّمين وفق المعايير الأخلاقيّة والمعرفيّة ذاتها. ولأنّها مؤسّسة تدرك ثقلها وقيمتها التربويّة في المجتمع، رأت في هذه الثلّة أهلًا يحتّم عليها الواجب الاخلاقيّ والأكاديميّ انتقاءهم واختيارهم. مقدّمة لهم الدعم المعنويّ والمادّيّ عرفانًا منها بما قدّموه. مساهمة بذلك في تعضيد البنية الاجتماعيّة، ونشر المعرفة والثقافة، وحثّ المواهب واستنهاضها وصولًا إلى رقيّ الإنسان وتحضّره.
وأخيرًا نجدّد التزامنا باتّخاذ هذا السلوك نهجًا دائمًا، يتّخذ من الكلّيّة والقائمين عليها جناحًا، ومن المبدعين والأدباء والعلماء جناحًا ثانيًا، لنحلّق بهما نحو آفاق الرقيّ والتقدّم والحضارة.
أجل الكلمة هي أقسى السلاح وأهم الرسائل؛ لأنّ في الكلمة قول الحق وزهق الباطل وهذه هي رسالتنا في كليّتنا الأكاديميّة.