يتخبط مجلسنا المحلي يانوح-جث في موضوع إقرار ميزانيته العادية للعام 2009 , وهذا وغيرها من التخطبات جاءت بحكم التوازن الداخلي الذي أفرزته نتائج الإنتخابات الأخيرة للمجلس , إذ يوجد 5 أعضاء معارضة مقابل 5 للإئتلاف ( بما فيهم الرئيس) , الأمر الذي عَقّد الوضع المعَقّد عندنا , والذي تعقيده ناتج أولا وأخيرا بسبب سياسة السلطة التمييزية , وكما باقي قرانا العربية , وبالأساس بحكم مواجهتنا مع الصناعي ستيف فارتهايمر , أغنى أغنياء البلاد وصاحب أغنى إثنين في العالم , والأنكى أنه صاحب تلك المشاريع الإستيلائية الهادفة للإستيلاء على ما تبقى لنا من أراضي خاصة وعلى منطقة نفوذ مجلسنا , وتناقض هذا المشروع الإستيلائي الظالم لنا مع مشروعنا الشرعي والأصيل للدفاع عن هذه الأراضي , وألأكثر من هيك ما نتخذه من مواقف نضالية ونعمله من نشاطات , مشهود لها وفيها , لإسترجاع المنطقة الصناعية التوفانية ( التيفن) الى منطقة نفوذنا وكما كان في العام 1990  . لَحِّق عُقَد وتعقيد .

وأما طبيعة التخبط أو مشكلة المشاكل التي تواجهنا الآن , وبكل بساطة وصراحة وبدون رتوش , تتمثل بعدم مصادقة الأعضاء من المعارضة على الميزانية العادية , جرى هذا في المحاولة الأولى التي كانت في 15.2.2009 , وفي حينه كان طلب أعضاء المعارضة وحجتهم إجراء تعديلات ناتجة عن رؤيتهم لسلم أولويات مخالف لما قُدِم لإقراره , والآن وبعد إجراء بعض التعديلات التي تتيحها الميزانية الشحيحة بالأساس ( ميزانية دول عالم ثالث) , بقوا على موقفهم الرافض للمصادقة على الإقتراح المعدل والذي جاء لجلسة المجلس للمصادقة عليه في 9.8.2009 ..!! . ومشكلة المشاكل هذه تكمن في ما تعنيه هذه الحالة , والتي تعطي وزارة الداخلية الفرصة الذهبية لإتخاذ إجراءات من المؤكد أنها ستوصل المجلس الى حالة فصل منتخبيه... , وعمليا إلغائه وإلغاء النزر اليسير مما لنا من تأثير على مجريات أمورنا .. , وفسح المجال لإمكانية تعيين أناس من خارجنا ليكونوا أصحاب القول والفصل على أمورنا ومصالحنا ومقدراتنا . ومن حديث الشارع المحلي المتيقظ جدا للتطورات المحلية تتأكد لدينا هذه الرؤيا , وليس فقط من هذا الجانب , أما الذي غير مؤكد في هذا السياق أنه لا مجال لمعرفة إذا كانت عند هذا الشارع المحلي المعرفة لكامل التفاصيل والأبعاد التي تنتج عن هكذا حالة تعيسة , والتي تخص وستصيب إصابة قاتلة وفي الصميم أهم موضوع ومشروع في حياتنا الآنية والمستقبلية , المساواة ( = ميزانيات وحقوق) والتيفن والأرض (= ميزانيات وركيزة إقتصادية) , ببساطة نحن أمام عملية إنتحارسياسي وبالنسبة ليانوح-جث هي عملية نحر من الوريد الى الوريد , والتي في حالتنا المستغربة هذه تقودها ومسؤولة عنها المعارضة ..!! ومن فوقهم من هم إمتداد لها .., وسيأتي علينا الإنتحار والنحر بعده كالتسونامي وبسبب الأمر البسيط والبديهي والذي كان من المفروض أن يكون إنجازه هو الأمر الطبيعي وهو المصادقة البديهية , وبدل ذلك نشهد عدم مصادقتهم على الميزانية , الأمر الذي يثير الكثير الكثير من علامات السؤال والتعجب والإستغراب والإستهجان والسخط والغضب والإشمئزاز و.. و.. ولأسباب عديدة نذكر أهمها :

• الإنتحار بحد ذاته منكر وغير شرعي لا في العرف الديني ولا الإجتماعي ولا السياسي أيضا , إذا ما الذي يجعل 5 أعضاء مجلس يصرحون ليل نهار أنهم "متفانين" لصالح المصلحة العامة وبأن يقوموا بعملية إنتحار كهذه ؟ , ما هو رِبحهم أو ربِح المصلحة العامة من هذا الإنتحار المنكر ؟
• إذا كان إنتحار ولا بد , إذا لماذا لا يمكن تحويله لعملية فدائية ولصالح حصولنا على المساواة والتيفن , مشروع كهذا  فدائيته وفائدته مضمونة ومؤكدة أكثر من عملية الإنتحار البائسة هذه , وهكذا يكون تناسق منطقي متطابق لإعلانات هؤلاء الأعضاء عن تفانيهم تجاه المصلحة العامة , وأفضل لنا ولهم ولصالح كل اليهود والعرب بأن يقوموا بحملة من أجل المساواة , وبالنسبة لنا محليا لإرجاع التيفن لنا , بدل هجومهم الإنتحاري على المجلس وقيادته المنتخبة وتعريض مصالحنا للخطر والنحر .
• وكأهالي يانوح-جث قاطبة ألا يحق لنا أن نطلب ونطالب هؤلاء الأعضاء بأن يبقوا لنا ممثلين وقيادة وأن يمتنعوا عن الإنتحار , ورأس مال هذا الطلب بأن يرفعوا أصابعهم للمصادقة على الميزانية المقترحة بدل أن يسببوا لنا جريمة النحر الآتية علينا لا محالة .. لأن وزارة الداخلية بالأكيد لن تُعَيِّن بدلا عنهم  من سيمثل مصالحنا وإنما من سيمثل مصالح ستيف فارتهايمر صاحب النفوذ والشأن والمصالح والمال و.. ,.. , و... .
• وكأهالي يانوح-جث نسأل وزارة الداخلية بالذات والتي هي ركيزة توقعات أعضاء المعارضة المتوخية لعملية الإلغاء الذاتي التطوعي هذه : لماذا إتخذتم الإجراء المغاير تجاه مجلسنا وخصمتم من هبة الموازنة التي كنا نحصل عليها حتى 122008 وقدرها كان 630 الف شاقلا الى مبلغ وقدره 420 الف شاقلا في حين كان الخصم العام 5% ؟ فقط , لماذا هذا الحصار وهذه المضايقة الخاصة والمميزة ؟ , وبالسياق لأعضاء المعارضة نوجه سؤال مُكَمِل : لماذا لم تقيموا الدنيا وما تِقِعّدوها على رأس وزارة الداخلية التي إتخذت هذا الإجراء التعسفي المستهجن ؟ وهل يعقل أن لا تكون صلة مباشرة بين الخصم هذا أو لنسميه بإسمه الحقيقي الحصار وبين مساعينا المميزة لإسترجاع حقنا على التيفن- حتى ولو لم تعترف الوزارة بهذه الحقيقة , لأن تجربتنا مع هذه الأساليب غنية ومعروفة  , هذا الخصم المبالغ فيه خرّب لنا كل التوازنات التي كانت عندنا وخربطت دفع معاشات الموظفين وعرّضَت المجلس لحالات لم تكن عندنا من قبل , وهذه الحالة هي عنوان أشرف وأفيد للهجوم عليها وتبديدها وتبديد السياسة التي تفرضها علينا الحكومة , لذلك بالله عليكم ألم يخطر على بالكم أن تبدلوا عملية الإنتحار المستهجنة هذه بعملية هجوم معاكس ومطلوب .
• أصدر مجلسنا المحلي يانوح-جث في نيسان 2009 نشرة أو الأصح كتابا تحت العنوان :" وقائع من نضال يانوح-جث لإرجاع المنطقة الصناعية التوفانية ( التيفن) الى قرى مركز الجليل" , صحيح أن الوضع المالي في المجلس في الحضيض , ولم ولن يشفع له ولوضعه المالي الإتفاق الذي وقعوه قيادة منتدى الرؤساء الدروز والشركس مع الحكومة في سبيل حصولنا على ما نستحقه من ميزانيات وحقوق متساوية مع الوسط اليهودي أو على الأقل مع باقي إخوتنا العرب , إلا أننا وأمام رؤيتنا للحاجة الماسة الموضوعية لصدور هذا الكتاب , إبتكرنا الوسيلة لتمويل طباعته وتوزيعه والإستفادة من فحواه .الوضع أعلاه ساقني الى هذا الحديث والذي يستاهل الكتابة عنه بشكل مستقل, وأذكره الآن لكي أُؤكد أمام القارئ الكريم أن مجلسنا المحلي والممثل برئيسه الشيخ وهيب سيف وباقي الأعضاء المنتخبين , وكلهم أعضاء في لجنة الدفاع عن الأرض يانوح-جث والتي يرأسها فضيلة الشيخ أبوعلي مهنا فرج وفي عضويتها أيضا كل رؤساء مجلسنا السابقين ونواب الرؤساء السابقين والقيادات الدينية والإجتماعية في القريتين , وهي لجنة فرعية من لجان مجلسنا المحلي ومحاضرها تسجل على أوراق المجلس الرسمية , أسوة بباقي هيئات المجلس , ظاهرة لا مثيل لها في كل وسطنا العربي , نذكر كل هذه التفاصيل لنشير بأن مجلسنا في وضعية هجوم مكثف وناجح وناجع ... ,  حتى الآن ... , في سبيل إرجاع هذه المنطقة الصناعية الهامة جدا الى منطقة نفوذنا , هجمة مباركة ومصادق عليها بإجماع لا مثيل له ومطلوبة وضرورية , ذروتها إصدار هذا الكتاب وبالتالي تقديم أعضاء كنيست من شتى الكتل البرلمانية لإقتراحات قوانين تدعي , وإذا نجحت , ستوصلنا إن شاء الله لحل المجلس المحلي الصناعي " مجدال تيفن " , على فكرة هو الوحيد من نوعه في العالم .. ,  وإرجاع أراضيه الى قرانا في مركز الجليل – يانوح-جث وكسرى – سميع ( حتى الآن تقدموا بإقتراحات كهذه من المفدال وشاس , وحسب ما ذكره لي هو أيضا النائب دافيد أزولاي , والجبهة والتجمع وميرتس وكاديما , والموحدة , ووُعِدِت من النائب حمد عمار ونائب الوزير أيوب القرا وآخرون بأن ينظموا الى القافلة ) , هجوم من الطبيعي أن يعمل على تكتيل كل القوى الخَيِّرة , اليهودية والعربية , وهي متوفرة وموجودة بكثافة في هذا الشأن , والملاحظ أنها تتنظم بشكل يدعو الى الطمأنينة , ويقوى ساعدها من يوم الى يوم , والأهم من كل هذا أن يتحول هذا الهجوم الخَيِّر ليكون ويُكوِّن الفرصة والمناسبة والمُحفِز الطبيعي والحقيقي لتجاوزنا حالة التنافس التي رافقت معركتنا الإنتخابية الأخيرة في 11.11.2008 , في سبيل تقوية وحدتنا الداخلية وإلتفافنا حول قضايانا الجوهرية والمتمثلة في ضرورة حصولنا على المساواة التامة وفي كل المجالات , وللذود عما تبقى لنا من القليل من أراضينا , وفي صلب ذلك إرجاع هذه المنطقة الصناعية الى منطقة نفوذنا , حالة الخروج من التنافس المطلوبة والضرورية هذه وتقوية الوحدة الداخلية عمليا أقروها وأسهموا في إيجادها فضيلة شيخنا الشيخ أبوعلي مهنا فرج والشيخ وهيب سيف ومن خلال توجههم المشترك لأعضاء الكنيست في 22.2.2009 وما لحق ذلك من نشاطات , وإجماع لجنة الدفاع عن الأرض في إجتماعها الأخير وبمشاركة كل أعضاء مجلسنا في الجلسة , وايضا إصدار الكتاب المذكور أعلاه , وغير ذلك من مؤشرات الخروج المباركة والتقوية المباركة أكثر للوحدة , والتي كلها ضرورية جدا جدا لإنجاح المساعي والخطوات التشريعية المطلوبة لإنجاح عملية التشريع وسن القانون المطلوب , والتي فقط بواسطة ذلك يمكنا إرجاع حقنا على التيفن , وبالتالي إمكانية إخراج مجلسنا من أزمته المالية المستعصية وتحويل التيفن الى ركيزة إقتصادية لعمالنا وأهلنا , وبالضبط ويا سبحان الله تأتي عملية الإنتحار والنحر هذه ولتقول لكل هذه الجهود – مكانك قِف ..؟؟!! , لأن من يناضل بإباء وشرف الآن في سبيل هذه الحقوق والمتمسك بهذه المواقف سيقال وسيأتي مكانه وسيبدله لا سمح الله الغريب والمغاير والمُمَثِل لمصلحة الطرف الآخر ليقول ما عنده وليعمل عملتو ويدفن حقنا لا سمح الله , وخسئوا.. , بالله عليكم يا كل شرفاء هذه البلاد , المحليين والآخرين , أيجوز أن نصل لحالة تعيسة ومستغربة كهذه .. وكل راسمال الخروج من هذه الإحتمالات المرعبة وغير المشرفة هو التصويت على الميزانية الشحيحة التي إظطرينا لتقديمها وبحكم سياسة التمييز والحصار على مجلسنا وموقفنا ؟ ؟ , والله والله وأقسم بكل شيئ بأن هذا الأمر حرام وممنوع السماح بحدوثه أبدا .

لذلك ومن باب ضرورة وفائدة تجبيرها قبل الكسر ومن أجل المصلحة التي تعم كل أهالي يانوح-جث وكل الشرفاء في كل مكان , ومن أجل الموقف العادل والصادق , فإني أوجه نداءا حارا وساخنا وملتهبا لهؤلاء الأعضاء وأقول لهم , ليس هكذا تورد الإبل , ولا هذه بسياسة حكيمة وإنما هي هي السياسة العقيمة والمُرّة والأمر من العلقم , ومن الأفضل والأشرف والأفيد والأظبط أن تكونوا مع مجلسنامجلسكم وليس عليهوعليكم , كونوا مع مصالحه وليس عليها , إدعموا الميزانية أولا , وبعدها وسويا مع باقي إخوانكم نظموا المعركة الفاصلة لإرجاع التيفن لنا والمعركة الأخرى لحصولنا على المساواة , وأي تجاوز لهذه المعادلة أو لهذا النهج هو الدمار والإندحار والخراب والذي لن ينفعنا أن نندم عليه بعد فوات الأوان .. والبكي فوق راس الميت .

ولكل الشرفاء اليهود والعرب وفي كل المواقع وعلى كل المستويات , أناشدكم بأن تمدوا لنا يد العون لكي نتغلب على هذه المحنةالفتنةالسقطة , والتي ستقصم لنا ظهرنا النضالي الكفاحي العادل وفي أوج نجاحنا في إيصال صوت حقنا لمركز صنع القرار في البلاد , للكنيست والحكومة والمؤسسات والرأي العام اليهودي والعربي , والوقت ضيق لتصحيح وتقويم الإعوجاج والحاجة ماسة جدا جدا لأن نُجَبّرها .. ولكن قبل الكسر . 
 

18.8.2009                                                                             (يانوح-جث)