ريشةٌ في القلب
(في وداع صديقنا الأديب سلمان ناطور)
بقلم: فريد غانم
****
رحلَ عنَّا، من غيرِ ناقوسٍ ولا مُقدِّمةٍ، صديقُنا المزروعُ في مسكبِ الطِّيبة.
رحلَ عنّا، قبل الأوان، وهو ما يزال يُطعِمُ لحمَهُ للمسلوبين، يجمَعُ أوراقَهُ المنثورةَ في غماماتِ البلاد، يعتلي صهوةَ القلَمِ، ويغمسُ ريشتَهُ في قلبِه ليسجِّلَ روحَهُ على صفَحاتِ الرّياح
رحلَ عنّا أبو إياس، وهو ما يزال ينتقلُ من واحةٍ إلى جَدْبٍ، ومن جدبٍ إلى واحةٍ، في تغريبةِ الصّحراء
رحلَ عنّا صديقُنا سلمان؛
بسمةً حالمةً بزمنٍ جميلٍ،
يدًا تُسنِدُ رأسًا مُثقلًا بهُموم الغَيْرِ،
وإغماضةَ جفنَيْنِ حَمامتَيْنِ على عينيِّ طفلٍ شريدٍ
فعسى أن يتدفّأَ بموقدِ نجمَةٍ
وعسى
أنْ تهدهِدَهُ ترنيمةُ أُمٍّ
فيَنام