استقبلت الطّائفة الدّرزيّة بحُضور المئات من المشايِخ والشّخصيَّات الاجتماعيَّة من مُختلَف الفِئات في مقام سيّدنا الخضر عليه السَّلام في كفر ياسيف مساء اليوم وفدًا كبيرًا عن السّلطة الفلسطينيّة برئاسة الدّكتور صائب عريقات كبير المُفاوِضين في السّلطة، حيث قام الدّكتور عريقات في هذا اللّقاء بتسليم الشّيخ موفق طريف، الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة، صورة عن وصيّة المغفور له سلطان باشا الأطرش، قائد الثّورة السّوريّة الكُبرى، والّتي كان قد تسلّمها مُمثّل الرّئيس محمود عبّاس من شيخ عقل الطّائفة الدُّرزيّة حمود الحنّاوي في جبل الدّروز أثناء زيارة الوفد الفلسطينيّ لسوريا وللجبل.
وفي لقاء هذا المساء تحدّث كلٌّ من الشّيخ موفق طريف، الّذي رحّب بالوفد الفلسطينيّ أكبر ترحيب وشكر السّلطة الفلسطينيّة على ما قدّمته من مُساعَدات لأبناء الطّائفة الدّرزيّة في سوريا أثناء الأحداث الأخيرة.
كما أعرب الشّيخ موفق طريف في كلمته عن أمله بأن يحلّ السّلام ويزول العُنف وعن تأييده لإقامة دولة فلسطينيّة إلى جانب دولة إسرائيل.
وتحدّث في هذا اللّقاء السّيّد عوني توما، رئيس مجلس كفر ياسيف الّذي أشاد بالتّواصُل القائم بين ابناء الطّائفة الدّرزيّة أينما وُجِدوا، وقال إنّ إيصال وصيّة سلطان الأطرش بواسطة الوفد الفلسطينيّ يدلّ على العلاقات الطّيّبة بين أبناء الشّعب الواحد.
وتحدّث المطران سهيل ديواني الّذي رحّب بهذا اللّقاء الّذي يجمع بين أبناء الدّيانات المُختلفة.
كما ألقى الشّيخ محمد كيوان من مجد الكروم كلمة شكر فيها باسم أئمّة المُسلمين الوفد الفلسطينيّ والرّئيس عبّاس على إرساله وفدٍ إلى الطّائفة الدّرزيّة لتسليمها وصيّة سلطان، وأكّد أن سوريا ستنتصر على داعش وستبقى الشّآم أبيّة ضدّ الكُفّار.
وألقى الشّاعر سلمان دغش قصيدة بهذه المُناسبة.
كما أنّ عضو الكنيست السابق محمد بركة، رئيس لجنة المُتابعة لشؤون المُواطنين العرب تحدّث مُشيرًا إلى أنّ فضيلة الشّيخ حمود الحنّاوي شيخ عقل الطّائفة الدّرزيّة في سوريا سلّم الوفد الفلسطينيّ وصيّة سلطان وخصّها للسّيّد محمود عباس رئيس السّلطة الفلسطينيّة الّذي قام بدوره بإهداء نسخة عنها للطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل.
وقال السّيّد بركة: "نحنُ ننظر بقلق لما يحدث في سوريا فما يُميّز سوريا ليست تلك الدّواعش الخارجة عن الدّين والوطن، بل ما يُميّز سوريا هو أحفاد سلطان باشا الأطرش".
وقرأ بركة من وصيّة سلطان حيث قال: "الدّين لله والوطن للجميع".
وكانت كلمة الخِتام للدّكتور صائب عريقات، كبير المُفاوِضين الفلسطينيّين، الّذي أشاد بمواقف بني معروف وأدبائهم، وذكر من بينهم الشّاعر الكبير المرحوم سميح القاسم والكاتب سلمان ناطور والبروفيسور الرّاحل سليمان بشير.
وشجب عريقات في كلمته خطّة الحكومة الإسرائيليّة المُعلَنة لإقامة قرية دُرزيّة على أراضي حطّين المُهجّرة، مُشيدًا بموقف الشّيخ موفق طريف المُطالِب بتوسيع مُسطّحات القُرى الدّرزيّة، وقال: "إنّ خطّة الحُكومة الإسرائيليّة لم تكُن إلّا لزرع الشّقاق بين أبناء الشّعب الواحد". وقال: "لو كانت حكومة إسرائيل صادقة لأعادت أراضي الدّروز الّتي صادرتها بنسبة %80". وهاجم الدّكتور عريقات تنظيم داعش واستنكر الأفكار الشّرّيرة الّتي تحملها داعش والإرهاب الّذي تنتهجه، كما استنكر الإرهاب المُوجّه ضدّ الشّعب الفلسطينيّ.
وفي نهاية كلمته، قام الدّكتور صائب عريقات بتسليم الشّيخ موفق طريف لوحة كبيرة، صورة عن وصيّة سلطان باشا الأطرش نيابة عن الرّئيس محمود عباس، مُقدّمة للطّائفة الدّرزيّة عامّة.