الى كل أب وأم فهموا ماذا تعني كلمة الحكماء الكبار "الله يجيرنا من اللي مخبأ في الغيب:مع تضامني الكامل معكم وشعوري بالمواساة ،ودعوتي الصادقة لابناءكم بالرحمة ولكم بالصبر والسلوان.
ولدي الحبيب
سلام عليك حيث أنت و روحك الطاهرة البريئة المعذبة الندية.
ولدي الحبيب
اذكر يوم زفت لي أمك خبر قرب ولادتك،اذكر الساعة كانت عند غروب الشمس ،لبست حينها قميصي الأبيض وكنت مغادرا بيتنا حين استوقفتني ،اذكر كل فحص في العيادة وكيف انتظرناك معتقدين أن الأيام تسير بطيئة جدا ،/هذا هو حال من ينتظر شيئا،كيف لا ونحن ننتظر ابننا فلذة كبدنا ،اذكر يوم ولادتك ،كانت الساعة صباحا وقد زفت لي الممرضة خبر ولادتك ،اذكر كل يوم من أيامنا معك ،اذكر ابتسامتك الأولى وسنك الأولى وأول وقوفك ومشيك ،كلامك ،ضحكاتك وشقاوتك،اذكر يومك الأول الروضة وأول يوم لك في المدرسة ،وأول حرف كتبته وأول علامة حصلت عليها وفرحت لأول وسام أعطتك إياه مدرستك،اذكر أيام كنت تمرض فتمرض أمك معك وتبكي إلى جانبك، وتمسح عرقك وتعطيك الدواء وتسهر عليك وتضع قطعة القماش على جبينك ،تنام أنت أما هي فلا يغمض لها جفن ،أحببناك وفرحنا لك وكبرنا معك وعشنا أجمل اللحظات ،شاركناك أحلامنا وشاركتنا همومك ،رأيناك تكبر يوما بعد يوم ،همست أمك:" انه شاب "،فرحت عندما عرفت انك أصبحت بمثابة الأخ لي ،كنت أكحل عيوني بك وأنسى تعبي لحظة اسمع عن نجاحك،تحملت أنا وأمك كل شيء وحاولنا تقديم الأفضل لك ،هل أخطانا يا ولدي ؟هل حدث شيء؟لم تناديك أمك ولا تجيب ؟منذ متى تسمع صوت أختك ولا ترد عليها؟كيف تنام وحولك هذا الصراخ والعويل والبكاء؟كيف طاوعتك نفسك على فعل ما تعلم انه يغضبنا؟بل يمزقنا ويبعد الفرح عن بيتنا الصغير؟كيف أقدمت على أمر يخصنا ويخصك دون ان تشاورنا او تشاركنا ؟ما الذي حدث يا عيني ؟ما الذي حدث يا أخي يا ولدي يا حبيبي؟كيف سأواجه أمك؟كيف سأقول لها انك لست نائم؟كيف سأقول لها ابننا لن نراه بعد اليوم ؟،ابننا غادرنا دون وداع ،غادرنا دون سابق إنذار ،دون أن يترك لنا عنوانا؟لا ندري اين هاجر ولم ؟كيف سأتحدث إلى أخواتك وأقول لهن تركنا ولن يعود؟ماذا سأفعل عندما يزورني طلاب صفك ليقولوا لي :"عمي الله يرحمه ،البقية في حياتك ؟اه اه اية بقية تركتها لي في حياتي ؟الطبيعي أن يرثي لابن اباه يوم وفاته ،لا ان يرثي الأب ابنه ،اما وقد قدر لي ان أرثيك فلا كلام عندي ،دموعي تغدر بي ويداي ترتجفان ورجلاي لا تقوى على حملي ،ليتني تجرعت اية كاس إلا هذه ألكاس ،آه يا ولدي لن تعلم مرارتها إنها أمر من الحنظل.
يا بني أصدقك القول إني غضبت جدا عندما رايتك هذا الصباح وقد غادرتك الروح لكني غفرت لك فانا أبوك ولا استطيع كرهك ،لا استطيع الا الدعوة لك بالخلاص والراحة الأبدية،نم قرير العين واسترح ،سأحرص على راحة أصحابك وسأحاول إبعاد الخطر عنهم ،ربما بنصحهم أعوض عن خسارتك.
ختاما بني
انظر من علياءك ولا تتركنا ،نحن بحاجة لصوتك وروحك وصورتك وشقاوتك وفشلك ونجاحك ،سيبقى السؤال مدويا إلى الأبد يا بني لم؟لم أقدمت على فعلتك وأنت الابن البار الذي لم يقتل فراشة في يوم من الأيام ؟