أقيمَ صباح اليوم في مقام النّبي شعيب عليه السّلام احتفال رسميّ بحُضور رئيس الدّولة رؤوفين رفلين وبمُشارَكة المئات من رجال الدّين من كافّة الدّيانات ورجالات السّياسة والمُجتمع في احتفال رسميّ أقيمَ في قاعة الاستقبال في المقام.
وقد تحدّث في هذا الاجتماع الّذي كان أوجه زيارة رئيس الدّولة رؤوفين رفلين العديد من مُمثّلي الطّوائف المسيحيَّة والإسلاميَّة واليهوديَّة والدُّرزيّة.
وفي الاحتفال الرّسميّ الّذي أداره نائب الوزير السّابق صالح طريف تحدّث المُطران بقعوني الّذي عايد على الطّائفة الدُّرزيّة وأرسل رسالة سلام لجميع الأديان قائلًا: "كلّ واحد منّا لهُ إيمانه الخاص، إلّا أنّ العلاقات بين الجميع تظلّ جيّدة، ونحن نعمل في سبيل المُحافظة على القِيَم السّلميّة وضد قوى الشّر".
تلاه سيادة المُطران موسى الحاج الّذي قال: "يطيب لنا أن نُشارِك إخواننا بهذا الاحتفال المهيب ونحنُ المسيحيّون نُتابِع كلّ عام هذه المُناسبة ونرى ذكرى زيارة مقام النّبي شعيب كمُناسبة تجمع جميع الدّيانات".
الشّيخ أبو علي محمد كيوان عن الأئمّة المُسلِمين قال: "إنّ الرّبيع الّذي يُعيّد فيه الدُّروز هو ربيع الأعياد لدى المُسلِمين والمسيحيّين واليهود، وكُلّنا أبناء جنس واحد ولا دين للتّطرُّف أيًّا كان، ونحنُ قادرون أن نعيش معًا، نتواصل بفضل الله تعالى والنّبي شعيب يجمع بين جميع الدّيانات".
وهُنا أعلنَ السَّيِّد صالح طريف عن تكريم الأدباء المرحومين: الشّاعر سميح القاسم والبروفيسور نعيم عرايدة والأديب سلمان ناطور بمنحهم وسام الطّائفة الدُّرزيَّة. وقد قام الشّيخ موفق طريف بمنح وسام الطّائفة لذوي البروفيسور نعيم عرايدة ومن بينهم الدّكتور أسعد عرايدة الّذي شكر الرّئاسة الرّوحيّة على هذا التّكريم.
وتسلّم السَّيّد رفيق حلبي والشّيخ سميح ناطور وسام الطّائفة للأديب الرّاحل سلمان ناطور.
وتحدّث المُطران عطالله حنّا قائلًا: "أتينا من القُدس لننقُل للطّائفة المعروفيّة التّهنئة بهذه الزّيارة. واليوم نُعبّر عن وحدتنا الإنسانيّة خدمة للتّآخي بين جميع الأديان".
بعده ألقى الشّاعر كمال ابراهيم قصيدة بعنوان "يا مُرشِد الخلق والعِباد" تمجيدًا لمكانة نبيّنا شعيب عليه السّلام. اليكم القصيدة في الفيديو التالي :

وتحدّثت عضو الكنيست عنات بيركو مُهنّئة الطّائفة الدُّرزيّة.
وألقى رئيس بلديّة شفاعمرو أمين عنبتاوي كلمة أكّد فيها أنّنا لسنا فقط أبناء شعب واحد بل أبناء البشريّة جمعاء.
وهنّأ السّيّد مفيد عثمان، نيابة عن الوزير أرييه درعي الطّائفة الدّرزيّة بهذه المُناسبة.
وألقى السَّيّد محمد شريف رئيس الطّائفة الأحمديّة كلمة هنَّأ فيها الدُّروز بعيد النّبي شعيب، مُشدِّدًا على أنّ هُناك أمرًا مُشترَكًا يكمُن بين المذهبين الأحمديّ والدُّرزيّ في شخص سلمان الفارسيّ، الّذي كان يحظى باحترام وتقدير رسول الله مُحمّد صلعم.
وتحدّث رئيس عرب الكعبيّة زيدان كعبيّة الّذي أعرب عن أمله في استقبال وُفود من سوريا والأردن ولبنان في المُستقبَل لتكون هذه المُناسبة رمزًا للسّلام والمحبّة.
رئيس مجلس دير الأسد أحمد ذبّاح أعرب عن أمله بأن تعود هذه الزّيارة على الجميع بالخير والسّلام.
وكانت كلمة لعُضو الكنيست نافا بوكير من اللّيكود.
ويُذكَر أنّ وفدًا عن السّلطة الفلسطينيّة قد شارك في هذه الزّيارة وقدّم التّهاني للطّائفة الدُّرزيّة باسم الرّئيس محمود عبّاس، وتحدّث عن الوفد الشّيخ خميس عادل نيابة عن أبي مازن الّذي نقل التّهاني إلى أبناء طائفة المُوحّدين الدُّروز، قائلًا: "قُدومنا إليكم هو يوم التّلاقي للتَّأكيد على رسالة النّبي شعيب، راجين أن تعود هذه المُناسبة على الجميع بالسَّلام ولمّ شمل أبناء الطّائفة المعروفيّة من كلّ أنحاء العالم".
السّيّد أيمن عودة، رئيس القائمة المُشتركة الّذي قال: "أنا في هذا الموقع العزيز حطّين أقول لكم كلّ عام وأنتم بخير، أنتم أهل الكرم وأنا أؤمن أنّ البقاء في وطننا هو الوطنيّة الحقيقيّة، فأنتم الّذين استقبلتم خمسين ألف لاجئ في عام 48 في ساجور والدّالية والرّامة وبيت جن وعين الأسد، هذه القُرى الّتي استقبلت آلاف النّاس هي الوطنيّة الحقيقيّة الّتي تجمعنا في هذا المقام على مستقبل واحد".
نائب الوزير أيوب القرا أشاد بشخصيّة رئيس الدّولة ورحّب بالوُفود المُهنّئة بما فيها الوفد الفلسطينيّ وأشاد بالعلاقات الّتي تربط الطّائفة الدّرزيّة والشّعب اليهوديّ، وطالب الدّولة بمُساعدة الطّائفة الدُّرزيّة ومجالسها المحلّيّة.
رئيس مجلس ساجور المحلّي جبر حمّود استعرض انجازات مُنتدى رؤساء المجالس الدُّرزيّة في تحقيق الخطّة الخماسيّة وأكّد على الأخوّة مع رؤساء المجالس كافّة بما فيهم رفيق حلبي وسلمان عامر ووهيب حبيش.
النّائب أكرم حسّون أشاد بمكانة نبيّنا شعيب الّذي كرّمه صلاح الدّين الأيّوبيّ ببناء المقام في حطّين.
وتحدّث كذلك رئيس مجلس يركا وهيب حبيش الّذي شكر عُضو الكنيست أيمن عودة على كلمته وأكّد أنّ الدُّروز كرماء يستقبلون الضّيف ووعد أن تظلّ الطّائفة الدُّرزيّة على طريق سلطان باشا الأطرش الّذي نادى "الدّين لله والوطن للجميع".
عُضو الكنيست عبدالله أبو معروف هنّأ الطّائفة الدُّرزيّة وامتنع عن إلقاء كلمة توفيرًا للوقت.
وكانت مُشارَكة للوزيرة جيلا جمليئيل، الّتي أشادت بشخصيّة رئيس الدّولة وبمكانة النّبي شعيب عليه السّلام الّذي ساعد موسى في خروج بني إسرائيل من مصر.
وقبل كلمتي الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة وكلمة رئيس الدّولة ألقى الأمير طلال أرسلان من لبنان رسالة صوتيّة على مسمع الحُضور أشاد فيها بسيرة النّبي شعيب وحكمته ورسالة حفظ الإخوان.
أمّا كلمة الشّيخ موفق طريف فكانت التّرحيب برئيس الدّولة وبالوُفود ورجالات الدّين والسّياسة من جميع الطّوائف والأطياف، وأعرب عن أمله في أن تكون زيارة مقام النّبي شعيب الّتي تحلّ مع حُلول أعياد الدّيانات السّماويّة جميعها فاتحة خير ومحبّة للجميع.
مُحرّر موقع سبيل أجرى لقاءً بالصّوت والصّورة مع الشّيخ موفق طريف حول أهمّيّة هذه الزّيارة المُبارَكة عبر الفيديو التّالي:

أمّا كلمة رئيس الدّولة رؤوفين رفلين فكانت مسك الخِتام حيث رحّب بجميع المُتكلّمين والوُفود بما فيه الوفد الفلسطينيّ وقال: "إنّ الطّائفة الدُّرزيّة هي جسر السّلام في المنطقة وعليه يجب أن ندمج الطّائفة الدُّرزيّة في الدّولة ولا أقبل التّحدُّث عن حِلف الدّم، بل أتحدّث عن حِلف الحياة، وأنا كرئيس للدّولة سأسعى لدى حُكومة إسرائيل لتنفيذ الخُطّة الخماسيّة الّتي أقرّتها لدعم المجالس الدّرزيّة والشّركسيّة.