عدد المتدينين بين الدروز ونسبتهم : سؤال يدور بين الناس

بقلم فايز عزام,
تاريخ النشر 23/05/2016 - 12:11:59 pm

ولأنه لا يوجد إحصاء رسمي بهذا الشان. وليس باستطاعتي ان اجري إحصاءا من هذا النوع، اخترت ان اجري محاولة للإجابة على هذا السؤال، فاخترت عسفيا لاني ابنها واعلم ما فيها. وقد تكون مثالا يقاس عليه ( مع ان القياس حرام) فوضعها لا يختلف عن وضع غيرها من القرى، وفيها نهضة دينية مباركة كما في غيرها.
فوجدت ان عدد الدروز في عسفيا 9000 نفر
وبما ان 30 % منهم تحت سن 18
يكون عدد البالغين فيها 6000.
منهم 3000 من الرجال و3000 من النساء.
يتردد على خلوة البلد حوالي 350 شيخ
وعلى الخلوة الوسطى 50
وعلى الخلوة الغربية  100. 
فيبلغ مجموع عدد سالكي مسلك الدين من الرجال في عسفيا 500
فتكون نسبة الرجال المتدينين 17 % .
اما مجموع عدد النساء المتدينات فيبلغ تقريبا 700
فتكون نسبة النساء المتدينات 23%
 ويكون مجمل المنتسبين والمنتسبات للدين من الرجال والنساء % 20 .
يلاحظ ان عدد المتدينين والمتدينات تقل نسبتهم كلما صغر السن،  بينما تزيد وتتضاعف في الفئات العمرية المتقدمة. وتقديري ان 5% ممن تقع أعمارهم  ما بين 15- 30 ينتسبون للدين.
مما يوصلنا إلى النتيجة الإجمالية ان 80% من الدروز البالغين يعتبرون ( جهالا)  والأخطر ان  95% من الشباب والشابات تحت سن الثلاثين لا يمتون إلى الدين إلا اسميا. وان المثقفين اقل تدينا من غيرهم. 
وأظن ان الوضع في لبنان وسوريا مشابه لوضع الدروز في إسرائيل من هذه الناحية، إلا فيما يتعلق بالمدن فيهما، فان نسبة المتدينين تقل كثيرا. اما في المهاجر فقد لا نجد متدينين.
وإذا أجرينا مقارنة مع الطوائف الأخرى يتبين من الإحصائيات العالمية ان نسبة المسيحيين المتدينين عالميا هي 81%، مع وجود فروق بين الطوائف المسيحية. وعند المسلمين 74%، واليهود 38%.
كذلك توحد فروق كبيرة بين الدول الغنية والدول الفقيرة. فنسبة المتدينين المسيحيين في إفريقيا وأمريكا اللاتينية أضعاف المتدينين في أوروبا وأمريكا الشمالية، بينما الفروق بين الدول الإسلامية اقل حدة. كما توجد فروق بين الرجال والنساء. إذ انه بشكل عام نسبة النساء المتدينات تفوق نسبة الرجال عند كل الطوائف وفي كل الدول. كذلك فان كبار السن اكثر تدينا من صغار السن لدى جميع الطوائف وفي كل الدول.
ان الفرق الشاسع بين نسبة المتدينين عند الدروز وعند غيرهم نابع من اختلاف مفهوم التدين واختلاف النظرة إلى الانتساب للدين، ومن هو المتدين، وكيف يعرف رجل الدين، ومن يعتبر متدينا.
ان الفرق الجوهري في مفهوم التدين بين الدروز وغيرهم، هو ان الدرزي يحتاج إلى شهادة وتصريح من الإخوان حتى يعتبر متدينا، بينما عند بقية الطوائف يستطيع كل فرد ان يصرح عن نفسه انه متدين، بدون شهادة او إجازة من احد. 
فعند المسيحيين كل من امن وصرح عن نفسه متدينا ويتردد على الكنيسة متى شاء لا بموافقة احد، يعتبر في الإحصاء وفي عرف المجتمع متدينا.
وعند المسلمين كل من امن وأرخى لحيته وقص شاربه او لبس شبشبة وقبعة بيضاء او صلى في الجامع مرات، اعتبر نفسه متدينا وعده الناس كذلك.
وعند اليهود كل من امن وأرخى شعر لحيته و لبس كيبا (قبعة) او احترم السبت او زار كنيسا يوما، اعتبر متدينا.
فلو طبقنا هذا الأمر على الدروز وجعلنا الإيمان الشخصي الفردي مقياسا للتدين، لتبين ان اكثر من 90% من الدروز متدينين. فمعظم الدروز مؤمنون بدينهم وعقيدتهم، حتى  من يجهلها .
لكن الدرزي، حتى لو امن لا يعتبر متدينا، إلا إذا التزم بالمسلك والمظهر الديني وقام بالفرائض الدينية وتردد إلى الخلوة دائما وحاز على رضى إخوان الدين وموافقتهم.
بالاجمال التدين عند كل الطوائف هو موقف واعتراف وشعور شخصي فردي، بينما عند الدروز هو إلزامي جماعي.
ان جميع الرؤساء الروحيين لكل الطوائف تقوم بحملات إرشاد وتوعية لتقريب الدين إلى الناس وخاصة إلى الشباب وتحبيب الدين لهم وتوعيتهم، بواسطة نشرات وكتب وأفلام ومحاضرات وكتب وبرامج تلفزيونية وتعليمية وكليات وجامعات وبرامج خاصة.
فماذا يجري عندنا؟ ماذا نوفر للثمانين بالمائة من غير المتدينين و95 % من الشباب حتى نقربهم للدين ونحبب الدين إليهم ونوعّيهم؟
الدين سياج للشخص يمنعه من الانزلاق ويرشده للخير الشخصي والجماعي، وهو أهم رابط ولاصق بين أفراد الطائفة. فإذا تمزق هذا الرباط وبطل هذا اللاصق فرطت معنا ولم يتبق ما يجمعنا ويحفظنا. فنحن أحزاب وعائلات وبلاد متفرقة ومتنازعة. وان تراثنا المجيد من التاريخ والمحن والقرابة والنسب لا يصمد ان لم يضمه ويلمه الدين. 
اعترف ان في الفترة الأخيرة يجري نشاط مشكور ومبارك من ندوات ومحاضرات ودروس. لكن هذا المجهود لا تناله إلا فئة بسيطة. وهي في اكثر الأحوال لا تتعدى أخوات وإخوان الدين. فهي تقرب المقربين أصلا. ولا تصل إلى تلك الجماعة الأكثرية من خارج هذه الحلقة الضيقة. كما أنها ما زالت نشاطات فردية غير منظمة وغير شاملة.
وقد يكون سبب عدم توجه وعدم استجابة غير المتدينين وخاصة الشباب لهذه المحاضرات، ان المواضيع التي تطرق هناك لا تجذبهم، لان هذا الجيل لا يقبل أسلوب الأمر والنهي والترهيب، بل يريد التخيير وفتح باب النقاش للمعرفة وتبادل الرأي واحترام الآراء المختلفة وتفهم المشاكل التي يعاني منها المجتمع الحاضر. وليس أسلوب هيك وبس، واسمع واطع، او يا اسود يا ابيض، او اما موافق او مخالف، او مع او ضد، او كافر او مؤمن، او معاند او مسلّم،  او يا كلّه او يا بلاه. ولكن يريد حلولا وسطا. وخير الامور الوسط.  لعل النُّص يوصِل الى  الكل.
والاهم هل تظل العلاقة بين الفرد والدين، كما هي اليوم: ان من يأتي إلى الخلوة فأهلا به، وتسري عليه قوانين وتعليمات معظمها حق وصدق وعقل ودعوة إلى عمل الخير وبعضها غير مقبول، بعدها يستطيع ان يعرف مفاهيم دينه وما له وما عليه. والآخرون يظلون خارج الدار لا يعرفون ما في داخلها من كنوز؟ ام نفتح لهذه الأكثرية طاقات ونوافذ وأبواب كل على قدر رغبته واستطاعته، ليظل الخيط موصولا، ويعرف ويتقرب ليحظى يوما ما؟

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.kfcאתה צודק, רוב המלומדים רחוקים מהדת ואף סולדים ממנה וזה המצב בשאר הדתות23/05/2016 - 11:27:01 pm
2.جاهلبكفي لعند صفو المطرح دكتور فايز02/06/2016 - 06:00:17 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2439
//echo 111; ?>