أقام اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين ومؤسسة محمود درويش للثقافة والابداع في كفر ياسيف هذا المساء امسية ادبية تناولت مجموعة الشاعر كمال ابراهيم الاخيرة " رحيق وعسل " وشعره بشكل عام .
وقد حضر الامسية لفيف من الشعراء والكتاب ومحبي الشعر من الجليل والكرمل والمثلث
تولت عرافة الامسية الشاعرة الاعلامية ركاز فاعور وتحدث فيها عن مؤسسة محمود درويش الكاتب عصام خوري الذي رحب بالشاعر كمال ابراهيم وأشاد بشخصه كونه شاعرا مبدعا وصديقا فعالا في مؤسسة محمود درويش للإبداع ومما قاله الكاتب عصام خوري عن الشاعر كمال ابراهيم إنه شاعر معطاء له العديد من الدواوين ومؤسسة محمود درويش تعتز به وبشعره وعليه وجب إحياء هذه الامسية له .
الشاعر علي هيبي ، الناطق بلسان اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين شكر بدوره مؤسسة محمود درويش على هذه الامسية التي تأتي ضمن النشاط الأدبي الذي يقوم به اتحاد الادباء وأشاد بشاعرية كمال ابراهيم قائلا عنه انه يحبه ويقدره كونه انسانا طيبا وطنيا مما يستدل من الاهداء الذي تصدر ديوانه والذي يدل على صفاء قلبه وضميره العربي
اما المداخلات الناقدة فكانت للكاتب سهيل عطالله الذي تناول مجموعة الشاعر كمال ابراهيم رحيق وعسل ، ومما قاله في هذه المداخلة : " كمال ابراهيم احد طلابي النجباء الذين درستهم في ثانوية حنا مويس في الرامة في سبعينات القرن الماضي .
أذكر انه كان طالبا مجتهدا خلوقا يحترم زملاءه ومعلميه . وعن مجموعته الشعرية رحيق وعسل قال : " في اهدائه ينثر حبا في القلوب ويزرع سلما في النفوس وما احوجنا للحب والسلم في هذا الشرق الدامي الدميم "واضاف من قصائد المجموعة يتألم كمال ابراهيم وهو يندب حال الشام فنجده خاشعا في محرابه الشعري يصلي لحبيبته وحبيبتنا الشامية في قصيدة اسماها الشام والحرب .
وفي قصائده الغزلية التي لها حصة الأسد نجد الشاعر يرسم صورة لحبيبته جامعا في ظلالها والوانها محاسن ومفاتن فتاة مطوقا بها جيده وجيد كل متيم مرهف جياش العواطف والحبيبة لدى شاعرنا هي الملهمة وهي الموجه
اما الشاعر الناقد فهيم ابو ركن فاوجز في مداخلة مطولة خصوصيات وميزات شعر كمال ابراهيم عبر مجموعاته الشعرية العديدة ومما قاله فهيم ابو ركن عن كمال ابراهيم ان شعره شعر واضح وقضية الوضوح والغموض في الشعر قضية قديمة قدم الشعر نفسه جذوره ضاربة في اعماق القدم حيث كانت السمة الغالبة على الادب آنذاك الوضوح نظرا لان التفكير العربي بعفويته يميل الى الوضوح وينفر من الغموض وقال عن كمال ابراهيم انه يعبر عن شخصيته الواضحة ويترجمها الى افعال واقوال وقصائد غزيرة فيقول في مقدمة ديوان الفجر الازرق :" في قصائد هذه المجموعة كما في المجموعتين السابقتين انتهجت الاسلوب نفسه الذي رسمته لي طريقا منذ البداية وهو الوضوح والابتعاد عن الغموض والابهام .
وعن موتيف الحب في شعر كمال ابراهيم قال فهيم ابو ركن إن الحب في شعر ابي نزار هو الموتيف المركزي ومنه تتفرع موتيفات اخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا به فالحب جزء لا يتجزأ في كل القصائد في جميع الدواوين . ويجيد الشاعر وصف الحب فهو شاعر متيم ويتغزل فالأدب في جوهره تعبير جميل عن تجارب الانسان ونجاح هذا الابداع مرتبط بل مشروط بإيقاظ قبس من الشعور بالجمال والسعادة في النفوس .وشاعرنا يهتم بالأمور العادية ويجعل منها ركائز رئيسية لقصائده ، لا يستعمل الرمزية ولكنه يحمل اشعاره دلالات واسعة .
وعن الموتيف الانساني في شعر كمال ابراهيم قال فهيم ابو ركن : " اذا نظرنا الى نصوص الشاعر كمال ابراهيم نجدها تكتسب قيمتها الكبيرة من معانيها الانسانية النبيلة والسامية التي تجد من يأيدها ويحبها . وقال : "هذا هو الشاعر كمال ابراهيم وهذا هو شعره الرائع يشبهه بالمحبة الصادقة بالوضوح في المعاملة ، بالبراءة والايمان بالإنسان ، يدعو الى نبذ الظلم الى التسامح ، الى حب الوطن والحرية واحترام الانسان .
وفي نهاية الامسية القى الشاعر المحتفى به كلمةً شكرَ فيها القائمين على هذه الامسية وجمهور الادباء والشعراء والحضور وقرأ عدة قصائد من شعره لتنتهي الامسية بالتقاط الصور التذكارية .