دعا الرئيس المصري حسني مبارك إلى إجراء المفاوضات حول الحدود النهائية للدولة الفلسطينية مما سيمهد الطريق للاتفاق على قضايا الوضع النهائي، في إطار زمني محدد.
وقال سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية "إن مبارك حث (إسرائيل) على وقف جميع محاولت تهويد القدس، وحذر من التداعيات الخطرة لجهود السلام وشدد على حساسية مسألة القدس في العالمين العربي والإسلامي".
وحث مبارك إسرائيل على وقف جميع أنشطتها الاستيطانية، بما فيها النمو الطبيعي للمستوطنات، وحذر من المخاطر التي تمثلها هذه الأنشطة في القدس.
جاء ذلك ضمن المباحثات التي جرت الأحد في القاهرة بين مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجاءت ضمن مساع تشهدها المنطقة وتوجهها الولايات المتحدة لتحريك عملية السلام من جديد.
والتقى مبارك بنتنياهو على مائدة الإفطار مساء الأحد عاد بعدها إلى القدس، وحضر المأدبة رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان.
فيما قال بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية بعد انتهاء مباحثات القاهرة إنها "شملت التحديات التي تواجه المنطقة والحاجة إلى أن تقدم جميع الأطراف: إسرائيل، الفلسطينيين، الدول العربية، المجموعة الدولية مساهمتها في تحقيق التقدم في عملية السلام".
غير أن محللين أعربوا عن ارتيابهم من أن يكون لاجتماع القاهرة أي تأثير.
وقال عز الدين شكري فيشر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة إنه "إذا أردت الانتقال إلى عملية سلام حقيقية، فيتوجب على الولايات المتحدة تحديد رؤيتها للوضع النهائي، ثم إجبار الأطراف على التفاعل معها".
وتأتي زيارة نتنياهو فيما يقوم جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بجولة في المنطقة بدأها بإسرائيل، ويزور فيها الأردن ومصر والأراضي الفلسطينية.
وتأمل كل من مصر والولايات المتحدة في أن يستأنف الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي المفاوضات بينهما بنهاية العام.
ولا يزال الطرفان منقسمين بشدة حول أشد القضايا العالقة بينهما حساسية مثل الحدود النهائية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات.
وسعت الولايات المتحدة إلى تسريع استئناف عملية السلام التي يفترض أن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وطرحت فكرة استضافة لقاء بين عباس ونتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.
إلا أن الطرفين لم يستجيبا للدعوة الأمريكية بإبداء حسن النوايا وتجميد الاستيطان من الجانب الإسرائيلي مقابل بدء الدول العربية في تطبيع علاقاتها بإسرائيل.
وتقول الدول العربية إنها لن تبادر إلى التطبيع إلا بعد إجراء محادثات سلام حقيقية أو حل النزاع، كما أن عباس يصر على أنه لن يلتقي نتنياهو قبل وقف الاستيطان تماما.
وقال الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق في واشنطن في مقالة نشرتها صحيفة النيويورك تايمز إن على الرياض رفض التعامل مع إسرائيل ما لم تفك الأخيرة قبضتها عن الأراضي العربية".
ودعا الفيصل إلى إزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
من ناحيته قال ميتشل بعد لقائه بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في القدس "إننا نرمي إلى إنهاء هذه المرحلة من مفاوضاتنا في المستقبل القريب جدا، حتى نتمكن من الانتقال إلى المرحلة التالية والأكثر أهمية حقيقة".
وستحسم نتيجة محادثات ميتشل في إسرائيل إمكانية انعقاد الاجتماع المقترح بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يلتقي ميتشل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين وبالرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء.