كثيراا ما تردد عبارة مسرح جاجة عند التحدث عن حقوق المرأة. فيقول المعارض لتعلمها وعملها وحريتها وتقدمها : المرأة الها مسرح جاجة.
لكن لم نعرف هل قصد دجاجة قروية تسرح وتمرح ويسمح لها بالدوران في فناء الدار. ام دجاجة مدنية مسجونة في قفص للبيض والذبح فقط. ثم ان كثيرا من أولاد اليوم لم يروا دجاجة حية، بل دجاجة مذبوحة مسلوخة مقطعة في المطبخ او السوبر. ولا يعرفون كيف تسرح الدجاجة والى أي مدى.
وهذا التشبيه لها بالدجاجة، بمعنى ان لا خروج لها من البيت، كما لا خروج للدجاجة من القن. لان الدجاجة إذا خرجت من فناء الدار لا تجيد التصرف فتضيع او يسرقها احد.
هل توجد اليوم امرأة او فتاة تعامل هذه المعاملة؟ هل توجد أنثى لا تخرج من البيت للعمل او التسوق او المعالجة او التنزه او لزيارة جارة او مقام، او بمناسبة اجر او عرس؟ أين هذه المرأة.؟ أتعتبر كل هذه المساحة مسرح جاجة؟
كيف يسمح رجل لنفسه ان يهين أمه او امرأته او أخته او ابنته او زميلته بهذا الشكل؟ كيف تقبل امرأة ان تهان بهذا الشكل ؟ ويشبه عقلها بعقل دجاجة وبقيمتها وبإدراكها؟
ثم ما هو مصدر هذا القول؟ واصله؟ من قاله؟ ومتى قيل؟ وكيف انتشر؟ وكيف صار يعتبره البعض من أسس الدين والمسلك؟
كيف نشأت هذه المغالطة؟ وكيف تمسك بها البعض واستعملها سلاحا وذريعة وحجة لمنع تقدم المراة واعطائها حقوقها بالمساواة، وبرهانا على صدق موقفه؟ وكيف ركبت على عقول الناس؟
كيف حدث كل ذلك وليس لهذا القول أساس ديني ولا عقلي، ولم يرد في المصادر الدرزية ولا في الشرح ولا في الوصايا ولا في الفرائض ولا في الوعظ لا شعرا ولا نثرا. ولا عند المسلمين ولا المسيحيين ولا اليهود.
وبعد هذا القول يتعارض كليا مع قول الصادق: فلتساويها بنفسك وتنصفها من جميع ما في يدك." فكيف تساوي نفسك بدجاجة؟
فلتمح هذه العبارة من المعاجم اللغوية ومن القاموس الدرزي ومن قاموس الرجال والنساء. وحرام ان يسمعها الجيل الناشئ، لانها لا تقنعه، وتشوه مفهومه الروحي والعقلي، ولا تجلب الاحترام لمن يقولها.
ولنتبن جميعا قاموس المساواة بين الجنسين بلا نقصان.