شارك المئات من رؤساء ونواب وعاملي السلطات المحلية العربية في المظاهرة المشتركة التي دعا إليها مركز السلطات المحلية، صباح امس الاثنين أمام مكتب رئيس الحكومة ووزارة المالية في القدس، احتجاجًا على التقليصات الحادة في ميزانيات السلطات المحلية، ورفضًا لسياسة الحكومة تجاه هذه السلطات، وعدم تنفيذها للتفاهمات والاتفاق الذي جرى بين مركز السلطات المحلية ووزارة المالية قبل بضعة أسابيع، لا سيما فيما يتعلق بهبات الموازنة والهبات المشروطة وإعادة جدْولة خطط الإشفاء.
وجاءت هذه المظاهرة تزامنًا مع اليوم الثاني للإضراب الإنذاري الشامل في السلطات المحلية، في إطار سلسلة الإجراءات الاحتجاجية التصعيدية التي أقرّها مركز السلطات المحلية، قبل عدة أيام، حيث كان للجنة القطرية دور هام في اتخاذ هذه القرارات، وفي إخراجها إلى حيّز التنفيذ والالتزام بها.
وقد حضر المظاهرة، متضامنًا، عدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، من بينهم وزير الداخلية إيلي يشاي والوزير السابق مئير شطريت والنائب محمد بركة وآخرون.
وتحدث في المظاهرة رئيس مركز السلطات المحلية شلومو بوحبوط، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، المهندس رامز جرايسي وآخرون. حيث أكد جرايسي على أهمية الإجراءات الاحتجاجية والنضال المشترك في الدفاع عن حقوق ومطالب ووجود السلطات المحلية عمومًا، والعربية خصوصًا، منوهًا إلى أن هذه السلطات تخوض إحدى أهم معارك وجودها، ما يعني أنها معركة سلطات ومواطنين على حد سواء، في مواجهة السياسات الرسمية الحكومية ومخططاتها.
وفي كلمته أمام المتظاهرين، قال النائب بركة، إن امتناع البلديات الكبرى عن المشاركة في الإضراب، ونضال السلطات المحلية، هو تصرف عنجهي مهين، يعكس الفجوة الكبيرة بين مدن الأغنياء وبلدات الفقراء، التي بينها السلطات المحلية العربية، ولا بد أن يأتي يوم لتجد السلطات الغنية نفسها أيضا أمام أزمة مالية خانقة، فما يبدأ عند البلدات المتوسطة والفقيرة لا بد وان يصلها، لأن الحكومة وضعت هدفا، وهو القضاء على الحكم المحلي، فهذه العقلية التي قادت الحكومة منذ بضع سنوات، حين كان رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة.
وتابع بركة قائلا، إن هذه الحكومة التي تستعد لتقديم دعم للبنوك وكبار أصحاب رأس المالي بقيمة 120 مليار شيكل، تستصعب إيجاد مليار شيكل لسد جانب من أزمة السلطات المحلية، هذه حكومة وحشية ولا تهمها الخدمات الأولية التي تصل إلى الجمهور.
وقال بركة، إن على وزير الداخلية إيلي يشاي أن يعتبر هذه المعركة معركته هو، وأن يتخذ موقفا مساندا لموقف مركز الحكم المحلي، لا أن ينضم إلى موقف الحكومة، وكان عليه ان يتواجد هنا بين المتظاهرين ليقدم الدعم لهم.