جاءنا من الناطق الرسميّ لاتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين الشاعر علي هيبي: زار وفد من أعضاء اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين السوق الشعبيّ الرمضاني والثقافيّ في مدينة الطيّبة، وقد شارك في الزيارة: الكاتب فتحي فوراني، رئيس الاتّحاد من حيفا والشاعر علي هيبي، الناطق الرسميّ من كابول وأعضاء إدارة الاتّحاد: الكاتب مفيد صيداوي من عرعرة والناقد د. محمّد خليل من طرعان والناقد د. محمّد هيبي من كابول. وقد كان في استقبال الوفد أعضاء الاتّحاد من مدينة الطيّبة، وهم: الكاتب عبد الرحيم الشيخ يوسف نائب رئيس الاتّحاد والكاتب د. أسامة مصاروة والكاتب عبد العزيز أبو إصبع والكاتب أحمد عازم والشاعر حسين جبارة، وقد التقى جميعهم في السوق الشعبيّ الرمضانيّ برئيس بلديّة الطيّبة السيّد شعاع منصور، والذي رحّب بحفاوة بالاتّحاد وأعضائه معربًا عن سروره بهذه الزيارة، التي تبيّن أنّ رسالة السوق الحضاريّة المنفتحة والأخلاقيّة الدينيّة الرشيدة والاجتماعيّة الإنسانيّة قد وصلت إلى بعيد في مجتمعنا العربيّ، رغم أنف التحجّر والظلام والانغلاق والتستّر الكاذب بالدين، آملًا أن يتحوّل هذا الحدث إلى تقليد سنويّ في رمضان من الأعوام القادمة.
ويشار إلى أنّ هذا السوق الشعبيّ والفنيّ والتجاريّ والترفيهيّ قد بنى لبنات متينة وعلّى مداميك ناصعة في النسيج الاجتماعيّ الطيباويّ، وساهم في التقاء أهل البلد على الخير والألفة والتكافل، وكذلك التقاء أهالي المنطقة من البلدات، جارات الطيّبة، وقوّى عرى التسامح والانفتاح على إرساء ما هو نبيل وشريف وأخلاقيّ في مجتمعنا العربيّ.
وفي أثناء تجوالنا في السوق لمسنا عن كثب ورأينا رأي العين والقلب ما للسوق من أثر إيجابيّ انعكس على وجوه الناس فرحًا وأنسًا بليالي رمضان الفضيلة، وقد شاهدنا المقاهي والمطاعم التي تقدّم الطعام والشراب الخفيف إلى جانب المنصّات والمسارح التي أقيمت للبرامج الفنيّة من موسيقى وتمثيل وغناء والأدبيّة من قراءات وشعر والثقافيّة من محاضرات وفعاليّات، خصّص للأطفال منها الكثير، ويشار أنّ لعضو إدارة اتّحادنا الدكتور أسامة مصاروة أقيمت أمسية شعريّة، حضرها جمع غفير من الطيباويّين وأهالي البلدات المجاورة، ويجدر الذكر كذلك إلى أنّه يؤمّ السوق يوميًّا حوالي 5000 زائر، ممّا يدلّ على تعطّش الأهالي في مدينة الطيّبة إلى أجواء تغمرها الأنوار الاجتماعيّة الحميمة إلى جانب الأنوار الكهربائيّة الملوّنة والجميلة التي أضافت رونقًا وبهجة على كلّ زوايا السوق. لقد جمع السوق بفعاليّاته الثقافيّة والفنيّة أهالي البلد تحت خيمة بيضاء رائعة من النسيج الاجتماعيّ الطبيعيّ والإنسانيّ، مستبدلة بهذا الخيمة السوداء الكالحة وما خيّم على الطيّبة لسنوات مضت، من تشرذم وقطيعة وعدم استقرار وانحراف عن جادّة الطريق السليم. ومن الجدير ذكره أنّ اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين، وفي مفتتح مجلّته "شذى الكرمل" (العدد الخامس/ الثاني لسنة 2016) والذي سيصدر قريبًا، قد نوّه بهذا المشروع الحضاريّ الضخم، وما تعرّض له الزائرون من مختلف الأجيال والأجناس من اعتداءات بنابي الكلام، من بعض الظلاميّين الذين يرون بمثل هذه النشاطات والمشاركة فيها شذوذًا عن الأخلاق والدين، ولكنّهم في الحقيقة يشوّهون الدين السمح بأفكارهم المتعفّنة ومواقفهم السلبيّة وسلوكيّاتهم الدنيئة، التي تريد لنا أن نبقى عبيدًا للماضي الحجريّ وفي حالة من العبوديّة والانغلاق والجهل. فعاش هؤلاء في الغيّ، ولكنّهم لن يتمكّنوا من إغوائنا ولا من تضليلنا، لذلك نقول لهم، اتركوا الناس يعيشون كما يروق لقناعاتهم واختياراتهم وحريّاتهم! أمّا أنتم فاعمهوا في غيّكم وجاهليّتكم إلى يوم الدين! لنا ديننا ولكم دينكم.