جاءنا من الناطق الرسميّ لاتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين الشاعر علي هيبي: بمبادرة الشاعرة أمل سويطي عضو الاتّحاد ومن تنظيمها وبنشاط لافت، وأمام حشد غفير من أهالي المكر والقرى المجاورة، شارك أمس الأوّل الأربعاء 13/7/2016 عدد من أعضاء اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين وهم: د. بطرس دلّة والشاعر علي هيبي والشاعرة والإعلاميّة ركاز فاعور والشاعرة آمال أبو فارس والشاعر د. عناد جابر، شاركوا بالاحتفال التكريميّ للشاعر العربيّ السوري عمر الفرّا بذكرى مرور عام على رحيله. وقد شارك أيضًا عدد من رجال الأدب والفكر والتربية والتعليم هذا الاحتفال الرائع والذي أقيم في ساحة المدرسة الإعداديّة "بيت ابن رشد" في قرية المكر.
وقد تولّت عرافة الاحتفال وبشكل جميل المربيّة جيهان شقير ملحم، واستهلّت بالترحيب وشكر كلّ من ساهم وشارك في التحضير والحضور في هذا النشاط الكبير للشاعر الكبير عمر الفرّا، واستعرضت بنبذة قصيرة حياة الشاعر وألقت مقاطع من أشعاره.
وكان الكلمة الترحيبيّة الأولى لمدير المدرسة الأستاذ بلال كيّال وتلاه السيّد محمّد المصريّ الذي ألقى كلمة نيابة عن رئيس المجلس المحليّ في الجديدة _ المكر.
وفي مداخلات نقدية واستعراضيّة تناول كلّ من د. بطرس دلّة ود. محمود نجيدات أشعار عمر الفرّا وأسلوبه الأدبيّ المميّز وبخاصّة طريقة إلقائه التي لا يجاريه فيها أحد، ويشار إلى أنّ الفرّأ شاعر تعود جذوره إلى بادية الشام ومنطقة تدمر الأثريّة العريقة، وقد تأثّر بالطبع في هذه البيئة.
وقد شارك كثير من محبّي الفرّا ومحبّي شعره وطريقة إلقائه بقراءة عدد من قصائده المشهورة، ومنهم الشاعرة آمال أبو فارس ألقت قصيدة "حديث الهيل" والإعلاميّ سعيد حسنين ألقى قصيدة "تسعة أشهر"، وألقى الشاعر مفيد قويقس قصيدة له في المناسبة بعنوان "قهوة وغربة". وبإلقاء رائع ونبرة جذّابة ولهجة بدويّة فرّاويّة مميّزة ألقت الشاعرة أمل سويطي قصيدة "الثأر"، وتحت تأثير إصرار الجمهور الذي لم يتنازل، ألقت أمل قصيدة "حمدة" التي ذاع صيتها وصار الفرّا يُعرف بها، كواحدة من أفضل القصائد التي يوجّه فيها نقدًا لاذعًا وأليمًا للمجتمع العربيّ الذي يلزم الفتاة بالزواج من ابن عمّها، حتّى لو لم توافق عليه، فلا تجد طريقة تثور فيها على هذا الظلم إلّا بالانتحار المدوّي والصاعق.
وفي القسم الفنّيّ الغنائيّ من الاحتفال يشار إلى أنّ المطربة حنان عثامنة وبصوتها القويّ والعذب قدّمت وصلة غنائيّة بعنوان "عودي إليّ أجنّ من ملقاك" بمرافقة الفرقة الموسيقيّة، وقد برز عازف الأورغ جمال بشتاوي وعازف العود ماهر مرسي وغناء المطرب محمّد سرّيس والذي كان قد افتتح الاحتفال بنشيد "موطني". وكذلك قدّم الشاعر والزجّأل اللامع شحادة الخوري مجموعة من الزجليّات الخفيفة الظلّ، المستمدّة موضوعاتها من حياتنا اليوميّة والمعيشيّة الراهنة ومن واقعنا الاجتماعيّ.
وتجدر الإشارة والتنويه إلى أنّ الإعلاميّ نزار عمر الفرّا وهو نجل الشاعر الراحل قد خصّ هذا الاحتفال برسالة صوتيّة مسجّلة، شكر فيها المحتفلين بأبيه وشعره وخصّ بالشكر الشاعرة أمل سويطي القائمة على تنظيم هذا الاحتفال، ونوّه بشعر أبيه الذي دعا فيه إلى التحرّر السياسيّ والاجتماعيّ من كلّ القوى الرجعيّة والظلاميّة، وخصّ بالذكر الانتصار للشعب الفلسطينيّ من أجل إحقاق حقوقه الوطنيّة.