اختتمت الجامعة العربية الأمريكية، احتفالات تخريج الفوج الثالث عشر من طلبتها، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس "ابو مازن"، حيث خرجت في يومها الثاني طلبة كليات العلوم الطبية المساندة، العلوم الإدارية والمالية، والآداب.
وبدأت مراسم الحفل الذي تولى عرافته بلال الأشقر بدخول مواكب الخريجين، وأعضاء الهيئة التدريسية، وموكب راعي الحفل، تلا ذلك قراءة آيات عطرة من الذكر الحكيم، وعزف السلام الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
كلمة رئيس الجامعة
وافتتح رئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري كلمته بإهداء هذا الفرح الى سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن"، وقال "يسرني ويطيب لي أن أقف أمامكم اليوم متحدثاً بمناسبة تخريج كوكبة جديدة من أبنائنا وبناتنا، الذين سيخوضون غمار الحياة، مسلحين بالعلم والمعرفة، وروح البناء والمسؤولية، ليأخذوا دورهم في رحلة بناء الوطن وتطوير مؤسساته، على طريق الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، مستذكرا تضحيات أبناء شعبنا حيث قال "وإننا اذ نحتفل بتخريج الفوج الثالث عشر من طلبة الجامعة، فإننا نستذكر تضحيات أبناء شعبنا العظيم من الشهداء والجرحى والأسرى، الذين أناروا لنا الطريق، فالرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لأسرانا البواسل".
وأوضح قائلا، "تستمر مسيرة الجامعة التي انطلقت قبل سبعة عشر عاماً في تأدية رسالتها العلمية والبحثية والإنسانية، حيث تعمل كلياتها ودوائرها ومراكزها بكل جد واجتهاد وتفانٍ، وبدعم وتشجيع متواصلين من مجلسي ادارتها وامنائها، لتحقيق رسالتها، من خلال توفير ما يحتاجه سوق العمل، من برامج وتخصصات، كما للجامعة علاقات اكاديمية مع الجامعات العالمية وخاصة في مجالات الدراسات العليا وتبادل زيارات الأساتذة والطلبة، حيث أصبحت الجامعة العربية الامريكية منارة تشع نوراً للعالم كله".
وأضاف، هنا لا بد ان أسجل أمامكم وللتاريخ ما بذله ويبذله أعضاء مجلس الإدارة، برئاسة الدكتور يوسف عصفور، ومنذ تأسيس الجامعة عام 2000 حتى يومنا هذا، من توفير بنية تحتية متطورة وعصرية لكافة مرافق الجامعة وتلبية كافة متطلبات العملية التعليمية، من اجهزه ومعدات، والتعاقد مع أساتذة متميزين في كافة التخصصات.
وختم الأستاذ الدكتور أبو زهري كلمته بخطاب وجهه للطلبة الخريجين قائلا لهم "إنكم خير شاهد على عطاء الجامعة، وإن نجاحاتكم التي ستحققونها بإذن الله، بتوليكم لمهامكم ومواقعكم في شتى مجالات الحياة، تضيء لنا الطريق وتزيدنا عزماً على مواصلة مسيرتنا في التميز والعطاء، أهنئكم وأبارك لكم ولذويكم هذا الإنجاز وأرجو أن تكونوا خير سفراء لوطنكم وذويكم وجامعتكم، وفقكم الله على طريق النجاح والتفوق".
كلمة مجلس الأمناء
وفي كلمة مجلس الأمناء، وجه المهندس زهير حجاوي عضو المجلس وعضو الادارة، الشكر الى مجلسي الإدارة والامناء على جهدهم المستمر من أجل رفعة الجامعة وتقدمها، التي يشار إلى إنجازاتها اليوم بالبنان، والشكر موصول لرئيس الجامعة وطواقمها الأكاديمية والإدارية وجميع العاملين فيها لتفانيهم في العمل وجهدهم المبارك، هذه الجامعة، وفي فترة زمنية قصيرة من عمرها الشاب، قد أضحت في مصاف الجامعات الهامة في الوطن والعالم العربي ولها شراكات أكاديمية مع جامعات عالمية.
وتابع حديثه قائلا: "عام آخر يمضي خلفنا، وعام جديد يتحضر، ليدخل على أجندة كل واحد فينا، وكل عام تتغير الأمور وتتبدل الأحوال بما فيها من ايجاب وما عليها من سلب، ونحن لا نريد أن نكون متفرجين على عالم يتغير أمام أعيننا، بل نريد أن نكون جزءاً مشاركاً في التغيير الايجابي لهذا العالم ولهذا الواقع الذي نعيشه.
وأضاف قائلا، "في عصرنا هذا فإن سرعة التغير والتطور التكنولوجي هائلة جدا، والعالم سيشهد تغييرات في العشرين سنة القادمة أكثر مما شهده في ال 400 سنة الماضية"، متحدثاً عن عدد من الشركات العالمية وكيف أصبحت التكنولوجيا أقل تكلفة وأكثر كفاءة، مؤكدا على أهمية ذلك، لكي يبقى الانسان هو الأساس، فالتكنولوجيا يصنعها الانسان والتقدم يقوده الانسان، والانسان الناجح هو القادر على حل المشاكل، ولديه تفكير ناقد، ومبدع، وقدرة إدارية، وقادر على العمل ضمن فريق، وقادر على القرار، وقادر على التفاوض والحوار، ولديه من المرونة حتى لا يكسر".
ووجه المهندس حجاوي خطابه الى الخريجين حيث قال لهم، "أنتم اليوم على مفترق طرق وهذه اللحظة الحلوة نأمل أن تتكرر في حياتكم، واليوم أصبحتم أغنياء بعقولكم وبالمعرفة التي جنيتموها خلال سنواتكم الجامعية، ونحن نعلم أن أشد أنواع الفقر هو فقر العقل، وان المعرفة تأتي من التعلم، أما الحكمة فتأتي من تجربة الحياة والمعرفة هي أن نعرف ما نقوم به، اما الحكمة فهي ان نعرف متى نقول، وعندما تتكلم المعرفة فان من الحكمة ان نستمع، والحياة أمامكم متدرجة فلنبدأ بالذي بين أيدينا أولاً، فإصلاح الموجود أهم من انتظار المفقود، واليوم تبدأ خطوتكم الأولى نحو الحياة العملية".
واضاف هذه الشهادة التي تتسلمونها اليوم تؤهل حاملها ان يرى القدس أوضح عاصمة لدولة فلسطين المحررة ويرى غزة أجمل ويرى الوطن واحدا موحدا عامرا ومتطورا، ويرى أهلنا في الشتات يعودون الى وطنهم الأم، بارك الله فيكم وبوركت خطاكم.
كلمة الخريجين
وفي كلمة الخريجين قالت الطالبة اريج عصام ازريقي "إنه ليسعدني أن نشكر من غرسوا ثمار العلم في أذهاننا، من نقف لهم وقفة حب واحترام، من حقهم علينا أن نهديهم باقات الشكر والامتنان، لجامعتي الرائدة ممثلة برئيسها الاستاذ الدكتور علي زيدان ابو زهري ولأعضاء الهيئة التدريسية بمختلف المسميات، شكرا لكم".
ووجهت خطابها الى زملائها الخريجين وقالت "ها نحن اليوم نقف على بعد خطوات قليلة لننهي رحلة الايام والسنين، ولكن طريق العلم لا ينقضي ننهلُ من بحورِه بأنْ ننتفعَ وننفعَ به، وإنه من دواعي سروري وشكري أن أقف اليوم أمامكم وأهديكم تلك المشاعر والعواطف التي تختلج فؤادي باقتراب هذا اليوم المنشود، اليوم نرفع قبعاتنا معلنين نهاية مشوارنا في سبيل ابتداء طريق آخر، فهذا يوم الحصاد".
وأضافت الطالبة ازريقي: "أنتم اليوم تتخرجون في الجامعة ولا تتخرجون منها فنحن سنبقى نفخر ما حيينا أننا امتداد لأسرتها فلجامعتنا علينا الكثير ولنا عليها أيضا، ففي هذه اللحظة بدأت التحديات التي تواجهنا خصوصا نحن الخريجين في سبيل الانخراط في سلك العمل فكونوا على قدر أهل العزم علما وعطاءاَ واملاَ، فوطننا العزيز بانتظار سواعدنا الأبيّة لنرسي دعائم عزته وننهض به وصولا لأعلى الدرجات، فمآ احوج فلسطين اليوم لشبابها وشاباتها".
وتخلل الحفل فقرات فنية قدمتها جوقة الجامعة تفاعل معها الطلبة الخريجين والأهالي، لتبدأ بعد ذلك مراسم تخريج الفوج الثالث عشر بقيام أعضاء منصة الشرف بتكريم الطلبة الأوائل على الكليات والاقسام، وتسليم الشهادات للطلبة الخريجين.