موقع سبيل - من محمود أبو خيط - المساعد البرلماني للنائب سعيد نفاع
وافت المنيّة بالأمس 22.9.09 الشاعر الوطني أحمد فضول ابن قرية البقيعة عن عمر ناهز أل-74 عاما وقد شارك المئات في تشييع جثمانه في مسقط رأسه في البقيعة. أختار طيّب الذكر ومنذ شبابه الخط الوطني طريقا فكان من الثلة الأولى التي رفعت صوتها ضد المؤامرة التي بدأت تحاك ضد وحدة شعبنا ومباشرة بعد ال-48 بفرض التجنيد الإجباري على جزء هذا الشعب، العرب الدروز.
واستمر في العمل الوطني عضوا في الحزب الشيوعي ولجنة المبادرة العربية الدرزيّة ومن ثم التجمع الوطني الديمقراطي وميثاق المعروفيين الأحرار وكانت له اليد الطولى في إنجاح مؤتمر التواصل القوميّ عمّان آب 2001 ضدّ التجنيد الإجباري والتجنّد الطوعي لأبناء أل- 48 وعمل جهده وحتى سنواته الأخيرة ورغم مرضه في نشر الفكر القوميّ مشاركا في معظم المواقف الوطنيّة. كان يقرض الشعر المعبّر ليس فقط عن ألمه إنما ألم أبناء شعبه عامة وقد أصدر ديوانا أسماه: الفارس . وشغل قبل سنوات عضو ومن ثم نائب رئيس مجلس بلدته البقيعة المحلّي.
وقد رثاه النائب سعيد نفّاع إعطاء لبعض حق جاء في كلمته:
رثاء الراحل أحمد فضول البقيعة
عضو الإدارة القطريّة لميثاق المعروفيين الأحرار
وعضو التجمع الوطني الديمقراطي
اليوم 09/9/22
المشيعون الأفاضل
اعتبر العرب المراثي من أدبياتهم تماما كالشعر والنثر، لكن المراثي أصعبها وأوعرها. إن تمادى الراثي أهان المرثي وذوي المرثي وإن قصّر أهان نفسه.
عرفت الفقيد عن قرب منذ عقد من الزمن، رافقته وثلة من الشباب للقاء الأول عمان أيار 2001 مع قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وللحقيقة فاجأني طرحه للأمور وبوضوح رؤية.
عرفته خلال هذه السنين جنديا مجهولا في المعسكر الوطني طيبا بسيطا خدوما متألما واجدا لألمه فسحة في شعر يقرضه ببساطة وعفوية وشعوريّة يصرخ فيه صرخة ألم أهله وشعبه.
أسهل طرق الإنسان في الحياة هي أن يسير مع الحائط الواقف كمثلنا وحتى لو كانت حجارته من الطوب . المرحوم اختار الحائط المهدم الصائن حجارته الصوانيّة محاولا رفع بنائه. لو كانت هذه فضيلته الواحدة والوحيدة لكفته زادا في حياته ومماته.