بقلم : إبراهيم مالك
حين َ حَدَثَ ما حَدَثَ
ذلكَ الصَّباح ِ المُتشِح ِ بعَباءَة ِ
حُزن ٍ مُقيم
كانت ِالسّاعَة ُ
تجاوَزَت ِالسادسة َ قليلا ً ،
فكان الفجرُ لِتوِّه ِتنفسَ نورا ً
وراحَت ِالشمس ُ تمْتطي عَرَبَتها
صاعِدَة ًقُبَّة َالسَّماء
وراخِيَة ًجَدائِلَها الذَّهبية
لِتُوَزِّع نورها
في كل ِّالنواحي .
عِندَها رَأى الجنود
إنسانا في مُقتبَلِ العُمْر
قاصِدا ًبمَرْكبَتِه ِقلب المدينة ،
شكّوا في سُمْرَتِه ِالمائِلة
إلى السَّواد ِقليلا ً
فأمَروه ُأنْ يتوَقَّف !
وفيما كان َ يسائِلُ نفسه السّاذِجَة
عمّا فعَلَ
وماذا اقترَفَ مِنْ إثم ٍ
لِيَتوَقفَ !
مَرَّ وَقتٌ أقرَبُ إلى الغفْوَة السّاهية ،
فَحَدَثَ ما حَدَث !
شيء عادي !
هُوَ ما كان وما حَدَث
امطرَه ُالجُنود ُبالرَّصاص ِ القاتِل
لِيوقفوه !
قالَ جندي
لَمْ يتوَقفْ وَخفنا أن يَدْهَسَنا .
قالَ آخرُ مازِحا ً
لكِنْ بِسُخرِيَة ِ مَنْ دال َلَهُ الزَّمَنْ
سُمْرَتُه المائِلَة إلى السَّواد
قليلا ً
لوْنُ عَيْنيْه ِ
وخوفه المتأصل
هُوَ ما قتلهُ ،
فَعَجَّلْنا مَوْته ُ
وَحدَثَ ما حَدَث ،
وانفجَرَ ضاحِكا ً
وَراحَ يَغسِلُ يديه .
لَحْظتها
كانت الشمْسُ لتوها
تَمْتطي غيْرَ هَيّابَة ٍكَتِفَ السَّماء
فراعَها ما رَأتْ
وَكفَّتْ عَن ِالطُّلوع ْ
وعَندَ حافَّة ِالشـَّارِع ِ
لاحتْ شَجْرَة ُ سَرْو ٍعَتيق ْ
هالَها ما كان ْ
إنْحَنَتْ حُزْنا
ًفَسُمِعَ هَمْسٌ موجِعْ
لِتَكَسُّر ِالفروع ْ
وفي البَعيد ْ
راحتْ نُتَفُ غَيْم ٍخفيفْ
تَعْتَصِرُ ذاتَها ألَما ً
وذرَفتْ بَعْضَ دَمْع ْ
ومِنْ رَحْمِ الطُّرُقات ِالمُتْرَبة
لِقرْيَةٍ هُناكْ
طَلَعَ لَحْنٌ جنائِزِيٌّ صارِخ .