عُقد بعد ظهر اليوم السبت موقف مهيب في مقام النبي شعيب عليه السلام تأبيناً لرحيل الشيخ الجليل أبو سليمان حسيب الحلبي من بطمة – لبنان ، صاحب العمامة المكورة ومن أبرز مشايخ الطائفة الدرزية.
وكان فضيلة الشيخ موفق طريف – الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ، قد دعا دروز البلاد من الجليل والكرمل والجولان لموقفٍ تأبيني تكريما للراحل الكريم. وقد شارك في الموقف المئات من رجالات الدين من جميع القرى في البلاد وفي مقدمتهم ألشيخ أبو علي حسين الحلبي والشيخ أبو زين الدين حسن الحلبي والشيخ أبو أحمد طاهر أبو صالح وألشيخ أبو سليمان فارس شمس والشيخ أبو صالح أسعد أبو صالح وألشيخ أبو صخر عاطف شعلان. هذا وحضر الموقف أيضا سياس الخلوات وقضاة المحكمة الدينية الدرزية.
وألقى فضيلة الشيخ موفق طريف خلال الموقف التأبيني كلمة مؤثره نعت فيها المرحوم الشيخ حسيب الحلبي على أنه "فقيدِ أمَّةِ التوحيد في سائرِ أنحاءِ الجزيرة". ومن أبرز ما جاء كلمة فضيلته:
" فقدانِ المغفورِ لَهُ المرحومِ الشيخ أبي سليمان حسيب حَقًّا هِيَ خسارتُنَا وخسارةُ أبناءِ التوحيدِ قاطبةً، كيفَ لَا وقد حازَ على ثقةِ المُجتمع، وتكرَّمَ بتاجِ العِمَامةِ المكوّرةِ لأنَّ سيادتَهُ أهلٌ لَهَا، وقد ثبتَ بأنّهُ مَثَّلَ دورًا هامًّا، كشخصيَّةٍ روحانية ومرجعيَّةٍ دينيَّة، حيثُ كانَ قد قامَ بواجبِهِ الدِّينيّ نحوَ مُجتمعهِ وَإخوانِهِ وخاصَّةً بالنسبةِ لخدمتِهِ وموقفِهِ المُشَرّف وإخلاصِهِ المختصّ بمسؤوليةِ خلواتِ القطالبِ المُكَرَّمَة، كمَا وأنّهُ بدورهِ كانَ قد عُرِفَ بِزُهدهِ وتواضعهِ وصِغرِ نفسهِ وطُهرِهِ وصفائهِ، حتَّى غدا بترقّيهِ للفضيلة، رَأساً، حكيماً، وَليّاً، مناراً، سَيّداً، عَلماً، سالكاً نهجَ التُقى والفضائل – غنيًّا بالمَحَاسِنِ والمحامدِ والكرامات، وقد رَحَل بَارّاً مُزَوَّداً بجواهرِ التوحيدِ والبِرِّ والإيمان، عليهِ منَ المولى سُبحانَهُ عزيزَ الرّحمةِ والرّضوان".
وألقيت أيضا خلال الموقف كلمات تأبين من قبل الشيخ أبو علي حسين الحلبي والشيخ أبو زين الدين حسن الحلبي والشيخ طاهر أبو صالح. وتم أيضاً قراءة قصائد شعرية من الشيخ مجد حلبي والشيخ أبو محمد يوسف خرباي.
يذكر أن مراسم تشييع الشيخ أبو سليمان حسيب الحلبي قد جرت ظهر اليوم في مسقط رأسه في قرية بطمة في الشوف - لبنان بحضور مشايخ العقل وكبار رجالات الدولة اللبنانية.