موقع سبيل
السلطات السوريّة والأردنيّة وعزمي بشارة وسعيد نفاع براء من أية مسؤوليّة عن فشل "وفد رجال الدين الدروز"
نشرت خلال الأيام الماضيّة بعض المواقع الإلكترونيّة أخبارا مشبوهة المصادر مفادها أن "وفد" رجال الدين الدروز من ال-48 منع من الدخول إلى سورية بعد أن كان أخذ الموافقة من الأردن وسوريّة، تارة بسبب خلافات بين عزمي بشارة وسعيد نفاع وتارة بسبب موقف السلطات الأردنيّة الممانع وأخرى بسبب تراجع السلطات السوريّة عن موافقتها.
امتنعنا عن التطرق لهذه الأخبار كليّة ما دامت المجموعة موجودة خارج البلاد وتحاول تدبير الدخول إلى سوريّة، وإنّ ما جاء في بعض المواقع عن رفض التعقيب من قبلنا هو محض كذب وافتراء فبين رفض التعقيب والامتناع عن التطرق للموضوع لا سلبا ولا إيجابا و"الوفد" خارج البلاد البون شاسع.
إنّ زج إسمَي عزمي بشارة وسعيد نفاع في الموضوع وعن خلافات بينهما قد أدّت إلى فشل "الوفد" محض خيال وهو إصطياد في المياه العكرة ومصدرها بعض عناصر متسلّقة على مشروع التواصل من "الوفد" ومن خارجه، حاولت الركوب على الموضوع لتصفية حسابات سياسيّة ومن ثمّ تصفية مشروع التواصل، وكل ذلك عند البعض لغاية في نفس يعقوب وعند آخرين تغطية على فشل ومسؤولية سياسيّة وأخلاقيّة عن كل ما رافق وتعلّق بتنظيم هذا "الوفد" وأسباب فشله.
مشروع التواصل هو حقّ إنساني وقبل أن يكون وطنيا وقوميّا، وصاحب الفضل في إطلاقه ومتابعته لسنوات هو الدكتور عزمي بشارة، وقد تابع تحمّل المسؤولية بعد خروج عزمي النائب سعيد نفّاع الذي يخضع لملاحقة قضائية بسبب ذلك منذ سنتين وما زال. والمشروع ليس تواصلا مذهبيا وإحقاق حقّ كهذا وإنما أيضا وطنيّا ولكل أبناء شعبنا وبالذات لأبناء شعبنا اللاجئين الذين تقطعت أوصالهم في النكبة.
المسؤوليّة الأولى والمباشرة عن وقف هذا المشروع تقع على السلطات الإسرائيليّة، فالأردن وسوريّة مارستا عملا وطنيا وقوميا وإنسانيا من الدرجة الأولى طوال سنين، وعلى مدى معرفتنا ما زالتا عند هذا الموقف المشرّف الإنساني من الموضوع، وأي تحميل للمسؤوليّة عن فشل هذه المجموعة للسلطات السوريّة أو الأردنيّة، أو لخلاف مزعوم بين عزمي بشارة وسعيد نفاع هي محض افتراءات وتغطية على فشل.
عينيا أبدى النائب سعيد نفاع ومنذ مدّة رأيه السلبي في تشكيل مثل هكذا "وفد" في الظروف الحاليّة وغير المرتبطة فقط بالملاحقات القضائيّة إنما لأسباب أخرى أعمق وأهم تتعلّق بمشاريع مخبأة ضد عرب الداخل بشكل عام والعرب الدروز بشكل خاص، أبداه أمام لجنة التواصل وعشرات رجال الدين بوضوح ووجاهيا.
إلا أن مجموعة قليلة من أعضاء لجنة التواصل وبدعم بعض الشخصيات السياسيّة من خارج اللجنة أصرّت أن تغامر وبناء على "موافقة" حصلت عليها من السلطات الأردنيّة والسوريّة حسب إدعائها، مغررة بالعشرات ممّن يحرّقهم فعلا التواصل ورؤية ذويهم وإيمانهم.
وما أن تبيّن أن الأمور ليست على هذا الشكل بدأت عناصر من الوفد (نعرفها) تتذاكى بتسريب أخبار لمصدر واحد (نعرفه) موقعا في الفخ مواقع أخرى محترمة، وراحت هذه العناصر توزع المسؤوليات عن فشل هكذا مغامرة تارة على عزمي بشارة صاحب الفضل الأول في المشروع وعلى سعيد نفاع الذي ما زال يدفع ثمن استمراره وعلى خلافات مزعومة بينهما حول الموضوع، ومؤخرا وبشكل مفاجيء تلقي مسؤولية فشلها على السلطات الأردنيّة وأخيرا على السلطات السوريّة وكل هؤلاء من ذلك براء.
فلا خلافات مزعومة بين الدكتور عزمي بشارة والنائب سعيد نفاع وراء فشل هذا "الوفد" ولا مواقف للسلطات السوريّة والاردنيّة وراء ذلك فهذه وتلك رحّبت بالتواصل المدروس وليس العشوائي المغامراتي وكأن الأمر رحلة إلى منتجعات البحر الميّت . الفشل نابع أولا وقبل كل شيء بسبب مغامرين قصيري النظر ومن حرّضهم أو ساعدهم أو صمت عن تصرفهم لغايات بعيدة كل البعد عن أهداف مثل هذا المشروع.