ضمن مشروع التواصل وترسيخ العلاقات بين أبناء الشعب الواحد، وعلى إثر انعقاد مؤتمر يركا الأول للسلام ومساهمة الطائفة المعروفية في صنع السلام الاسرائيلي الفلسطيني، قام السبت 2016/12/31، وفد ضم عشرات المشايخ والوجهاء من كافة القرى المعروفية في الجليل والكرمل، بزيارة الى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وقاموا بتقديم التهاني للرئيس محمود عباس بمناسبة اعادة انتخابه رئيسا من قِبَل المؤتمر السابع لحركة فتح.
هذا وحضر اللقاء من الجانب الفلسطيني محمد المدني رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، اعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح، روحي فتوح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عباس زكي ، الدكتور احمد مجدلاني، الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس، الوزير ماهر غنيم، السفير محمد عودة وعدد من مستشاري الرئاسة الفلسطينية واعضاء لجنة التواصل، النائب السابق طلب الصانع رئيس لجنة مكافحة العنف في المجتمع العربي، في حين تزامن، في مقر الرئاسة بالمقاطعة حضور محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا، حيث شارك في اللقاء.
افتتح اللقاء وتولى عرافته، السفير محمد عودة، عضو لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي حيث رحب بأعضاء الوفد قائلاً: نرحب بأهلنا من بني معروف، أحفاد سلطان باشا الأطرش وأبناء كمال جنبلاط، وأن أرحب بالأخ المناضل محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وبالأخ طلب الصانع، رئيس لجنة مكافحة العنف في الوسط العربي، حيث أن حضورهما اليوم متزامناً مع هذا الوفد رفيع المستوى، ما هو إلا تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
وأضاف عودة:" في السادس والعشرون من الشهر الماضي وبمبادرة من أهلنا المعروفيون عقد مؤتمر يركا الأول للسلام والذي حضره المئات من الشخصيات الإسرائيلية تحت شعار نعم لحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية ولا لتهميش المعروفيين في عملية السلام حيث انهم يستطيعون تشكيل ذلك الجسر المتين بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيليمن خلال خصوصيتهم في إسرائيل وصولا الى السلام العادل والشامل والدائم الذي سيفضي الى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية".
هذا،وشكر أعضاء مؤسسة العون الدرزي ورئيس مجلس يركا المحلي والنواب وكل الاخوات والاخوة الذين حضّروا لهذا المؤتمر على الجهد الذي بذلوه لإنجاح المؤتمر وطالبهم بالمزيد من الجهد فهم الأقدر على نشر ثقافة السلام في المجتمع الإسرائيلي.
الرئيس، محمود عباس قال في كلمته، "نحن سعداء بهذه اللقاءات، خاصة هذا اللقاء مع إخواننا بني معروف الذي نعتبرهم جسورا للسلام، ونعمل سويا من اجل تحقيقه في أرض السلام، مهنئا بعيد المولد النبوي واعياد الميلاد المجيدة"، وأضاف سيادته، "نرى اليوم في هذا اللقاء إرادة وعزيمة قوية وجادة في سعيها لتحقيق السلام، والتي ستسهم اسهاما كبيرا في صنع السلام"، واشار الرئيس، إلى اهمية مؤتمر يركا، معتبرا انه يمثل نموذجا حيا للوصول إلى السلام، متمنيا تكراره وتوسيعه ليشكل كل الاطياف الساعية لتحقيق السلام. وقال سيادته، "اننا نريد للمبادرات الساعية للسلام ان تفتح الحوار مع جميع الاطراف دون استثناء لنشر ثقافة السلام، واستغلال هذه الفرصة التاريخية التي لن تتكرر لإنهاء الصراع، واقامة دولة فلسطين المستقلة إلى جانب دولة اسرائيل". واضاف الرئيس:" نهنئكم ونهنئ شعبنا وكل محبي السلام في العالم، بصدور قرار مجلس الامن رقم (2334) القاضي بعدم شرعية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية"، وتابع سيادته قائلا :"هذا القرار اكد رفض العالم لسياسة التوسع التي يمارسها البعض في اسرائيل، والتي لن تجلب الامن والامان لإسرائيل، بل بالعكس، الذي يجلب الامن والسلام هو ان نجلس مع بعضنا على الطاولة لوضع الحلول العملية للوصول إلى السلام العادل والشامل"، وقال سيادته، إلى انه سيقوم بنقل رسائل للأشقاء العرب، تؤكد الدور الهام والحيوي الذي تلعبه الطائفة المعروفية الدرزية في دعم قضيتنا الوطنية ودعم السلام، وقال سيادته: "نقول لأشقائنا تعرفوا على اشقائكم في الداخل، فهم يشكلون ثروة لامتنا والسلام، وهم شريحة وطنية قومية تؤمن بتاريخها وهي الاقدر والاكفأ على ايصال رسالة السلام للمجتمع الاسرائيلي".
وقال الشيخ زيدان عطشة، رئيس مؤسسة العون الدرزي:"اننا نريد ان نكون شركاء في صنع السلام، لذلك شاركنا في عقد مؤتمر يركا للسلام، والذي شهد إقبالا غير مسبوق، ما يؤكد النوايا الجدية لصنع السلام"، وأضاف: "يجب علينا ان نتوحد كقوى سلام من اجل اقناع الادارة الاسرائيلية بكل مكوناتها بالقدرة على الوصول إلى السلام الذي كل الاطراف بحاجة اليه، ليعم الاستقرار والامن في المنطقة"، وتابع الشيخ زيدان قائلا: "حكمة الرئيس عباس وحنكته السياسية هي التي جلبت الانتصارات للشعب الفلسطيني، وحرصه على تحقيق السلام يثبت وجوب اتباعه من اجل انهاء الصراع وتحقيق السلام والاستقرار".
وتحدث رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة عن نجاحات السلطة الفلسطينية بفضل سياستها الحكيمة والتي تُوجت بقرار الأمم المتحدة 2334، كما حذر من موجة التحريض الجديدة التي يقودها نتنياهو ووزراؤه ونواب الائتلاف ضد جماهيرنا العربية، وخاصة قضية التهديد بهدم البيوت غير المرخصة، معتبرا قضية الأرض والمسكن من أخطر المشاكل التي تواجه مجتمعنا. وأشاد بركة بمؤتمر يركا الأول للسلام والجهود المبذولة لتحريك عملية السلام من قبل مؤسسة العون الدرزي ورئيس مجلس يركا المحلي. وتوجه باحر التهاني الى كافة المحتفلين بالأعياد المجيدة والمباركة، متمنيا أن تعود المناسبات بحال أفضل على شعبنا وشعوب المنطقة.
ثم تحدث الشيخ العلامة إسعيد ستاوي، فقال: "جئنا بتبعية هذه العمائم الناصعة كنصاعة قلوب أصحابها ورفاقنا الأكارم، لنبارك لسيادتكم، بل لنبارك الشعب الفلسطيني بكم، بإعادة انتخابكم وإعادة تجديد الثقة فيكم وهو ما أنتم له أهل". وأضاف سماحته:"وعن النبي عليه الصلاة والسلام: ما من عبد يسترعيه الله رعية، فأحاطها بنصحه، وهو ما أنتم عليه يا سيادة الرئيس، إلا وجدت رُقيها في الدنيا وازدهارها، ووجد رائحة الجنة وعافية الدنيا ونعم الثواب والأجر". وأضاف فضيلته:" هذه الوجوه المعروفية التي ترونها، بعمائمها الناصعة وشبابها الكرام، هي الوجه الحقيقي لبني معروف، وجه تاريخهم وتاريخ آبائهم وأجدادهم، دعاة محبة وسلام ورعاة اصلاح ووئام، هم خير خلف لخير سلف، سلف العنفوان والسلام، أبناء وأحفاد سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط، وجسر سلام، جسر هوة وإصلاح بين المتنازعين، فلنحاول سوية جسر هذه الهوة الآخذة بالاتساع للأسف، لعلنا بهمتكم وبهمة هذه الوجوه الطيبة، وبقدوم هذه السنة المباركة واستهلالها، وبقيادتكم الحكيمة، نصل الى حل السلام، العادل والشامل، على أساس الدولتين المتجاورتين المتعاونتين، فتزدهر المنطقة ونخطو نحو مستقبل أفضل لنا ولأولادنا والمنطقة بأسرها.
أما كلمة الوفد، فقد ألقاها المربي حاتم حسون، حيث قال: "يشرفنا نحن أبناء الطائفة المعروفية من الجليل والكرمل ان نعود ونلتقي بكم، خاصة بعد انعقاد مؤتمر يركا الأول للسلام، وبعدما نلتم ثقة المجلس الوطني الفلسطيني مرة أخرى، مما يدل على ثقة الشعب الفلسطيني بكم وبقيادتكم الحكيمة وبنهجكم العقلاني المثابر وسياستكم الواقعية التي ابهرت العالم بحنكتها وسداد طريقها، والتباشير تهلُ على الشعب الفلسطيني تباعا، معطرة بأجواء الأعياد المجيدة والامطار المباركة، حيث تستمر الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة، وقد سبقتها الاحتفالات بعيد المولد النبوي الشريف، مما أعطى رمزاً لوحدة الشعب، ليس بأعياده فحسب، انّما بالإنجازات الدولية التي توّجت بقرار مجلس الامن الأخير بعدم قانونية المستوطنات، واعتراف الإدارة الامريكية، ولو متأخراً، بصدق سياستكم وثبات موقفكم من الحل السلمي والنهائي للصراع المستمر بين الشعبين وإمكانية التوصل لحل الدولتين مما يضع حدا لهذا الصراع الذي حصد الكثير من الضحايا من الطرفين.
وبهذه المناسبات جميعها نرفع الى سيادتكم والى قيادة الشعب وعموم ايناء الشعب الفلسطيني أسمي آيات التهنئة متمنين لكم ولشعبكم، تحقيق طموحات وأماني الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده. كذلك نرفع التهاني للشعب الإسرائيلي الذي يحتفل بعيد الحانوكا (الانوار) بهذه الأيام أيضاً، آملين أن يحتفل الجميع في العام الجديد بتحقيق السلام العادل والشامل. وأضاف: "إننا نؤكد من خلال مسيرتنا في عملية التواصل أن مؤتمر يركا هو فاتحة لتحرك شعبي سنعمل على تطويره بقصد التأثير على صانعي القرار والمحافل الدولية، كمعبّر عن إرادة الشعوب بتوقها الى السلام والحياة الآمنة، خاصة وان السلام عامل استقرار وازدهار للمنطقة بأسرها.
يذكر ان الوفد قام بزيارة للمتحف الفلسطيني في المقاطعة واستمع الى شرح واف حول مكنوناته ليختتم الزيارة بمائدة غداء فاخرة، كرمت بها السلطة الفلسطينية ضيوفها من الطائفة المعروفية.