ضمن مهرجان حيفا الدولي الـ25، في السادس من أكتوبر القادم يعرِض الفنان القدير المخرج محمد بكري رائعته "زهرة"، الفيلم الوثائقي الذي يلقى الاهتمام الكبير رغم حداثة خروجه إلى النور.
الفيلم يروي سيرة حياة إمرأة قروية جليلية عايشت نكبة الشعب الفلسطيني، وتجسد الرواية التاريخية الحقيقية التي واجهت الشعب الفلسطيني من خلال أسرتها وقريتها أيام التهجير، مروراً بالحكم العسكري الجائر.
"زهرة"، الشخصية المركزية في الفيلم تروي ما رافق كل عائلة فلسطينية خلال تلك الفترات العصيبة من معاناة وآلام وكيف ذللتها وحولتها إلى مصادر قوة لاستمرارية الحياة، متحدية بذلك كل العقبات لتصنع الحب بدلاً من الكراهية، وكشفت كذبة المؤسسة الصهيونية المزعومة بهوية الأرض وأصحابها الشرعيين. كل هذا ينعكس من خلال أبناءها ومن حولها، حيث نسجت "زهرة" خيوطاً متينة متماسكة تؤكد صراع البقاء من أجل الحق والعيش بكرامة.
أحداث الفيلم المؤثِّرة تحرك المشاعر الصادقة والانسانية لكل من يشاهده حتى لو كان يرفض سماع الحقيقة الدامغة لما واجهته الأقلية الفلسطينية الباقية في وطنها ولذلك فإن مشاهدته هي حاجة ضرورية كونه توثيقاً تاريخياً سيحتاجه الشعب الفلسطيني في مرحلة قادمة من الحل النهائي للقضية.
محمد بكري واجه حملة تحريض هستيرية من قبل المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة بعد إخراجه لفيلم "جنين جنين" فهل سيكون فيلم "زهرة" بداية لحملة تحريض جديدة؟! هذا ما سنعرفه بعد العرض الافتتاحي للفيلم في مهرجان حيفا السينمائي بعد أيام معدودة.