عرض هذا المساء في الناصرة وتحت رعاية وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو وبحضور كبير من جمهور السينما ، العرض الإحتفالي الأول للفيلم التسجيلي "باب النُهِر" للمخرج السينمائي الفلسطيني نزار حسن مونتاج كنان طربوش وتصوير محمد ابو سالمه .
وباب النهر اسم لمنطقة في طيرة حيفا، فيها سكة حديد تتجه الى المنطقة الجنوبية، ويقال انها تشتهر بكثرة الزيتون المملوك لعائلات ألمانية.
يتناول المخرج شخصية فلسطينية مثيرة للجدل، تدرج في العمل السياسي داخل حكومة الاحتلال بعد ان عمل مقدماً لبرنامج رياضي على شاشة تلفزيون اسرائيل لما لديه من موهبة في التعليق الرياضي ليكتسب شهرة واسعة في أوساط المشاهدين، اتقن اللغة العبرية وراح يعرف خباياها، ليندمج بشكل كامل مع المجتمع الاسرائيلي ويقيم العلاقات المهنية والسياسية مع صناع القرار في دولة الاحتلال المنغلقة على نفسها، والتي ترفض الآخر وتنظر لسكانها بعنصرية كريهة.
نتحدث هنا عن زهير بهلول المولود في مدينة حيفا عام ١٩٥٠، انتقل للعيش في عكا مع أمه بعد ان تلقت عرضاً بإدارة بيت للأيتام المسلمين، ليعيش زهير مع الأيتام.
وزهير يطرح وجهة نظر غريبة في دفاعه عن حقوق الفلسطينيين داخل الوطن المحتل في ٤٨، مما دفعه الى الانضمام الى المعسكر الصهيوني، حيث تم ادراجه في المرتبة ١٧ قائمة المعسكر الصهيوني، ليصبح عضواً في "الكنيست" عن حزب العمل.
يجتهد الفلسطينيون في الداخل في صراعهم من اجل البقاء في ظل معاناتهم المستمرة "اليومية" مع المخابرات الإسرائيلية، فالعلاقة معقدة للغاية هناك، لا يوجد مجتمع يحترم الأقلية العربية وإنما تدار العلاقة مع هذه الأقلية عبر ضباط المخابرات.
ان الشعور بالوحدة وخوض المعارك اليومية بشكل منفرد يفسح المجال امام اجتهادات شخصية وفردية للحفاظ على البقاء.
باب النهر آلمني كثيراً، وحرّك في الكثير من المشاعر المتناقضه، هل أبرر لزهير انجرافه هذا تحت مسميات حماية حقوق الفلسطينيين المنفيين داخل وطنهم، ام انقم عليه لانه بطريقته هذه سيمكن اجهزة دولة الاحتلال من التحكم اكثر بحياة الفلسطينيين.
