طمرة: لمراسل خاصّ _ في أجواء آذاريّة، ربيعيّة أقامت مؤسّسة "محمود درويش" للثقافة والإبداع في كفر ياسيف بالتعاون مع جمعيّة "طمرة للمحبّة والمساواة"، مساء أمس الأوّل الأربعاء، وفي مقرّ الجمعيّة أمسية ثقافيّة وأدبيّة حول الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش.
وكان عضو الجمعيّة في طمرة أمير أبو رومي قد تولّى عرافة هذه الأمسية، فاستهلّ بتحيّة الحضور والضيوف المشاركين، معبّرًا عن سعادته باستضافة مدينة طمرة لهذه الأمسية، عن الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش، وقدّم وبشكل لائق ومحترم ضيوف الأمسية المتكلّمين.
فكانت الكلمة الأولى للناشطة في الجمعيّة السيّدة منيبة روبي، فحيّت بدورها ضيوف الأمسية من جمهور ومحاضرين وشعراء، وقامت بتقديم استعراض موجز عن تاريخ جمعيّة طمرة للمحبّة والمساواة، وعن نشاطها الثقافيّ والفنيّ، ورعايتها للفنّانين والأدباء الطمراويّين، ونوّهت بأعمالهم والتي عرضت في تلك الأمسية بلوحات رائعة، وكذلك تحدّثت عن برنامج آذار الثقافة لهذه السنة، والذي بدأ منذ بداية الشهر وسيختتم في الثاني والعشرين منه، وسيكون زاخرًا بالكثير من النشاطات المتنوّعة، كالمحاضرات والندوات وعرض المسرحيّات.
أمّا الكاتب عصام خوري مدير مؤسّسة محمود درويش للثقافة والإبداع، في كفر ياسيف، وهو المبادر للتعاون في هذه النشاطات بين المؤسّسة وسائر الجمعيّات في القرى والمدن العربيّة، فقد أشار في كلمته إلى دور المؤسّسة التثقيفيّ والفنّيّ، وبالأخصّ أخذها على عاتقها الحفاظ على الإرث الأدبيّ والثقافيّ للشاعر محمود درويش، لأنّ ذلك يعني صيانة الوطن واللغة والتراث الفلسطينيّ، وكذلك عبّر عن غبطته لهذا التعاون مع جمعيّة طمرة ومديرها الفنّان عبد الله مريح، المنسّق العامّ للجمعيّة في هذه الأمسية الدرويشيّة الرائعة، آملًا أن يستمرّ هذا التعاون في المستقبل.
الناقد المعروف د. نبيه القاسم، وهو عضو إدارة مؤسّسة محمود درويش، قدّم محاضرة عن محمود درويش الإنسان، وقد استعرض من خلالها علاقات درويش وخطوط شخصيّته، كمفكّر ومثقّف وكاتب نثر رصين وجميل، وكذلك تناول علاقته الشخصيّة به وبغيره من شعراء ذلك الجيل، الذي كان عليه أن يواجه الكثير من المسائل الوجوديّة والوجدانيّة، كقضية الصراع القومي مع الصهيونيّة، وقضيّة المواطنة، ومعركة البقاء وتطويره في وطننا، وكثير من مسائل الفكر والأدب والشعر، وقد كان درويش علمًا من أعلام هذه القضايا المصيريّة، وقد توقّف د. القاسم عند قضيّة خروجه من الوطن وما لها من ملابسات وتداعيات أثّرت على شخصيّة الشاعر وشعره سلبًا وإيجابًا.
ويشار إلى أنّ الكاتبة د. راوية بربارة، وهي عضو إدارة مؤسّسة محمود درويش، تناولت شخصيّة الشاعر وبعض الجوانب الموضوعيّة في شعره، وبكلمات مزجت فيها عمق المعلومة ودلالتها مع طيب اللغة الأدبيّة الرقيقة، عبّرت د. بربارة عن المعاناة وبقايا الأمل في شعر درويش، وذكرت أنّ درويش بلا شكّ هو رائد الشعر الفلسطينيّ الحديث، فمن خلال شعره استطاعت القضيّة الفلسطينيّة أن تصل إلى كلّ العالم، لما فيه من إنسانيّة وقضايا تتناول الإنسان، بغضّ النظر عن انتماءاته، فشعر درويش كذلك سجّل لذاكرة شعب، على ما ينطوي من ألم وأمل بعد النكبة وما أوجدته من صراعات، مثل المنفى والوطن، وإشكاليّة الانتماء الفلسطينيّ والعربيّ.
وكان مسك ختام تلك الأمسية قراءات شعريّة من شعر درويش، قدّمها الشاعران: نهاية كنعان عرموش وعلي هيبي، عضو إدارة مؤسّسة محمود درويش، قرأت الشاعرة عرموش مجموعة من القصائد الرومانسيّة والوجدانيّة لدرويش، وبإلقاء معبّر ورقيق استطاعت أن تشدّ انتباه الجمهور، وكذلك قرأ هيبي قصائد من شعر درويش الوطنيّ والسياسيّ، كان لها أثر كبير وحماسيّ في وجدان الجمهور، الذي أصغى بشكل جميل ورائع للشاعر.
وكان رئيس جمعيّة طمرة للمحبّة والمساواة الأخ أحمد حجازي قد أنهى الأمسية موجّهًا تحيّة للضيوف والحضور من طمرة وخارجها، واعدًا بالمزيد من البرامج والفعاليّات في المستقبل.