كلمة فضيلة الشيخ موفق طريف - الرئيس الروحي للطائفة الدرزية لمناسبة حلول الزّيارة التقليديَّة السنويَّة لمقام سيدنا النبي شعيب عليه السّلام:

موقع سبيل,
تاريخ النشر 24/04/2017 - 02:10:30 pm

                          بسم الله الرحمن الرحيم  

الحمد لله رب العالمين، والصلوات والتحيات على أنبيائه ورسله السادة الميامين.

   أبناءَ طائفتنا بني معروف أهلَ الوفاءِ والصبر والشجاعة، مشايخَنا الأجلاء أهلَ الورعِ والعفاف والصيانة، لا يسعني في هذه المناسبة المباركة الاّ بتقديم أزكى التهاني وأسماها لكم جميعا، سائلين الله العلي القدير وببركة نبيينا شعيب عليه السلام أن يجعل أيامَنا وأيامَكم كلها أعيادًا يخيّم في أرجائها التآلف والتصافي والتحابب كي ننعمَ بجوار الرحمن، ونعيشَ بسلامٍ واطمئنان وأمان. وأناشدكم يا أبناء طائفتنا أن تبقوا متمسكين بالعادات والتقاليد المعروفية الأصلية، وأن لا تجعلوا الحضارة المزيفة القائمة على هدم القيم الانسانية، وتفكيك الأواصر الإجتماعية، عبر الشاشات الإلكترونية وغيرها، أن تخطف عقولكم وتحقّر نفوسَكم وتُضيع مستقبلَكم وتهدد أمنكم. فهل يعتاض الجوهر النفيس بالخزف الخسيس؟ وهكذا يكون الوفاء لمن أجاد علينا بنعمه، وأسبل علينا موارد كرمه، وهدانا بواسطة أنبيائه ورسله، وتكرّم علينا بأوليائه ليقيموا الحجة ويوضحوا المحجة؟. فالله الله لا توفيق ولا سعادة ولا عز ولا أمان لنا جميعا في الدنيا والآخرة الا بالرجوع الى الإقتداء بمشايخنا الماضين والحاضرين والإلتزام بإرشاداتهم ووصاياهم الداعية الى التقوى والإحسان وإتباع السلف الصالح قولا وفعلا، والمحذّرة من الإقتداء بأهل المعاصي والتبري منهم باللسان والجنان والأركان.

فهكذا يا إخواننا الأغيار نكون قد أعطينا العيد معناه الحقيقي كما أراده منا ورضيه لنا سيدنا شعيب عليه السلام.  

   وأتوجه في هذه المناسبة المباركة الى جميع الطوائف في جميع البلدان، متوسلًا الى الله سبحانه وتعالى أن ينعموا بالسلام، ويوطدوا الأمن والاستقرار في أوطانهم، وأن تحيا مجتمعاتهم بالمحبة والاحترام والتعاون، وأن يتذكروا نعمة الله عليهم بأن جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا، وانّ أكرمهم عند الله أتقاهم.

   وأقدم في هذه المناسبة أجمل تحياتي وأصفاها الى اخواننا ومشايخنا في لبنان، وسوريا، وفي كل أقطار العالم، سائلين الله العزيز الحكيم أن يزيل غياهب الحرب والظلم والاستبداد عن سماء سوريا وأن ينصرَ أبناء طائفتنا فيها على الظلام المعتدين، وأن يكنفَهم برحمته ويجعلهم متحابين متعاضدين، ويكونوا يدا واحدة على المعتدين الباغين.

   ونتوسل الى الله سبحانه وتعالى وببركات نبيينا شعيب عليه السلام أن ينعم بنو البشر جميعُهم بالمحبة والسلام. وأن تكون هذه المناسبةُ ميمونة مباركة نعاودُها كلّ يوم وايّاكم طاعةً ومحبةً وتعاونًا وسلاماً.

والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

   أخوكم - موفق طريف                              نيسان  2017    

 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2403
//echo 111; ?>