- رئيس الكنيست يعلن عن معارضته لإقامة المؤتمر في قاعات الكنيست كما هو متّبع
- توما سليمان تهدد بالتوجّه للقضاء لإلغاء قرار رئيس الكنيست
في خطوة مستهجنة وسابقة على صعيد العمل البرلماني أعلن رئيس الكنيست النائب يولي ادليشطاين (الليكود) عن رفضه الشديد لإقامة مؤتمر "50 عامًا على احتلال 1967" في احدى قاعات الكنيست، المؤتمر الذي كانت قد بادرت اليه النائبة عايدة توما-سليمان رئيسة اللجنة البرلمانيّة للنهوض بمكانة المرأة (الجبهة-القائمة المشتركة) وفي خطوة غير مسبوقة قام رئيس الكنيست بإرسال رسالة على الرغم من كون الموضوع خارج صلاحياته الى النائبة توما-سليمان بعد شهر من تقديم طلب عقد المؤتمر معربًا عن رفضه عقد المؤتمر رابطًا في رسالته بين المؤتمر وكشف موبقات الاحتلال وبين "الفترة الحساسة" في هذا التوقيت من السنة، الربط الشعبوي المستهجن الذي يهدف للعب بمشاعر الناس والتهرّب من أي نقاش جدّي حول اسقاطات استمرار الاحتلال.
توما-سليمان: مسّ خطير بما تبقّى من ديمقراطيّة في هذه الدولة
في تعقيبها على القرار اكّدت النائبة توما-سليمان على انّ هذا القرار لهو سابقة على الصعيد البرلماني ويعتبر مسًا خطيرًا بحقّ فئة كاملة ومندوبيها في الكنيست وأضافت:" القرار الذي اتخذه رئيس الكنيست يعتبر مسّا خطيرًا بحريّة التعبير والديمقراطية، رئيس الكنيست يحاول فرض اراءه اليمينيّة على جميع نواب ألكنسيت، والتعامل مع الكنيست على انه مركز حزبه الحاكم -الليكود- وليس كبيت للمنتخبين كما تملي عليه وظيفته، القرار الذي اتخذه رئيس الكنيست يندرج ضمن سياسة الائتلاف الحاكم الذي تنتهج بامتياز سياسة كمّ الافواه واسكات أي صوت يعارض سياستها اليمينيّة الاحتلاليّة"
هذا وتوجّهت توما-سليمان برسالة عاجلة الى المستشار القضائي للكنيست والمستشار القضائي للحكومة مطالبةً إياهم بإلغاء قرار رئاسة الكنيست والسماح بإجراء المؤتمر المناهض للاحتلال في قاعات الكنيست كما هو متّبع. وأكدت النائبة على عدم نيّتها التراجع في هذه المعركة الهامّة على ما تبقّى من حيّز ديمقراطي في هذه الدولة مؤكدةً نيّتها التوجّه الى القضاء في حال عدم تدخّل المستشار القضائي.
توما-سليمان: استمرار الاحتلال له اسقاطات كارثيّة على المجتمع الإسرائيلي نفسه
هذا وأكدت النائبة توما-سليمان على العلاقة بين استمرار الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني والمسّ المستمر بالديمقراطيّة في إسرائيل وقالت:" استمرار الاحتلال له توابع كارثيّة يدفعها اولًا الشعب الفلسطيني وابناءه ممن يعانون بشكل يومي ومستمر من ويلات الاحتلال لكن المجتمع الإسرائيلي يدفع ايضًا ثمنًا باهظًا لهذه السياسة العدوانيّة احدى تجليّاتها المسّ والتعدّي المستمر على ما تبقّى من الديمقراطيّة في هذه الدولة وعلى حريّة التعبير والمعارضة للسياسة الحاكمة، في هذا الوقت بالذات اصبح واضحًا ان استمرار الاحتلال هو العائق الوحيد امام الوصول الى تسوية وحل سياسي في المنطقة والعالم اجمع يضع هذه النقطة على جدول اعماله، في إسرائيل اليوم بقيادة الائتلاف الحاكم يختارون التهرّب من هذا النقاش خلال ممارسة سياسة قمعيّة تسكت كل صوت معارض.
وفي سياق متصل أبرق النائب د. دوف حنين رسالة احتجاج مستعجلة الى المستشار القضائي للكنيست مطالبًا إياه بالتدخّل بقرار رئيس الكنيست المرفوض جملةً وتفصيلًا والعمل على الغائه معتبرًا القرار تخطّي خطير لكافة الخطوط الحمراء وتقييد مرفوض لحريّة التعبير عن الرأي في خطوة ليست من ضمن الصلاحيات الممنوحة لرئيس الكنيست اصلًا.
وفي النهاية أكدت النائبة توما-سليمان عدم نيّتها التراجع في هذه المعركة في وجه الاملاءات اليمينيّة ومحاولة فرض خطاب ينحي الهويّة الفلسطينيّة معتبرة أي تراجع في هذه القضية سوف ينشئ وضعية تشرعن التدخل والتحكم بالأجندات السياسية التي يطرحها أعضاء الكنيست عموما وتحديدا أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة.