من أعلامنا الذين سطروا صفحات ناصعة على الصعيد الإجتماعي
القاضي المتقاعد فارس فلاح ، يعتبرمثلا يحتذى في الإستقامة وكرم الأخلاق .. وقد كان لقلمي فيما مضى مساهمة متواضعة عن كتابه الأسبق " دواليب الحياة " . وها هو اليوم ينجز مؤلفه الفخم الجديد الموسوم " الثروة الحقيقية " يضم بين دفتيه العديد من الصوّر التوثيقية والتذكارية التقطت في مناسبات هامة اجتماعية دينية سياسية .. وثمّة كلمات وتصريحات لمائة قلم وكلمة من شخصيات بارزة من جميع الطوائف ، تشيّد بمواقف وصفات هذا الرجل الذي قل نظيره في هذا الزمن .. يصح فيه قول الشاعر:
" وكم رجل يُعد بألف شخص - وآلاف تمر بلا عدادِ "
ومما يضفي على الكتاب المزيد من القيمة والتشويق ، أن مؤلفه
أفرد مساحة لمائة قصة صاغها بنفسه ، باُسلوب مهذب جميل ،
قصص حقيقية حدثت في أروقة المحاكم ، وكان أبطالها من فئات
اجتماعية مختلفة ، في قضايا متنوعة ، كان فيها العدل سيّد الموقف
على يد القاضي فلاح .. وإن كانت هذه القصص تجسد حالات واقعية متباينة فإنها ذات عناصر لازمة في لغة القص ، كعنصر المفاجأة والإمتاع والعبرة .. لذلك نقول أن السيد فلاح ليس رمزا فحسب، إنمّا هو أديب أيضا بميزان النقد القديم والحديث .