عقد في مجلس المغار المحلي مساء اليوم اجتماع طارئ حضره رئيس مجلس المغار المحلي ورئيس منتدى السلطات الدرزية والشركسية مفيد مرعي ورجال دين من الطوائف الثلاث في القرية لبحث ما وقع من اعتداءات الليلة الماضية على حرمة مسجدين في البلدة ولتدارك الأمر وبث روح التسامح والمحبة بين ابناء البلدة .
وشارك في الاجتماع كل من رئيس المجلس زياد دغش وعضو المجلس زياد بلعوس ورجال الدين من بينهم قدس الأب فوزي خوري والشيخ سليم شيني إمام مسجد الجمشة والشيخ ماجد سلامة إمام مسجد النهضة والشيخ أبو رائد علي دغش سايس الخلوة الشرقية والإمام سلطان كنج والإمام سمير سعد والشيخ إسعيد ستاوي والشيخ توفيق ستاوي والشيخ شفيق طريف قيّم مقام النّبي شعيب عليه السّلام.
كما حضر الاجتماع مدير قسم الأديان في وزارة الداخلية يعقوب سلامة ومدير الدائرة الدرزية في الوزارة نزار خطيب ومفتّش الأئمة المسلمين في لواء الشمال كارم حجازي والدكتور منصور عباس وقائد الشرطة الجماهيرية في المغار الضابط إيرز.
تحدث في بداية الاجتماع رئيس المجلس زياد دغش الذي استنكر بشدة ما حدث الليلة الماضية معربًا عن سخط أهالي المغار لم اقترفته أيادٍ شائبة تعمل في الخفاء للمس باللحمة الأخوية بين الطوائف في البلدة وتوجه رئيس المجلس لرجال الدين الوقوف يدا واحدة لمواجهة ما حدث من ظاهرة سلبية.
وتحدث يعقوب سلامة قائلًا إن أهالي المغار لديهم القدرة على مواجهة هذه الأحداث وأكد أن كل ما يتم نشره من تفاهات وكلام غير مقبول عبر شبكات التواصل الاجتماعي لا ينتج بالأحرى من المغار وحدها وغالبيته من خارج البلدة. وقال يجب المحافظة على قدسية الأماكن المقدسة فهدفنا أن تظل أماكن العِبادة للعِبادة، ولا يوجد خلاف بين الدُّروز والمُسلمين، وأنّ ما حدث في الأقصى لم يكُن الهدف منهُ إطلاق النّار على الشُّرطيّين اللّذين قُتِلا لكونهما دُرزيَّين بل لكونهما رجال شُرطة، ولم يكُن المقصود استهداف الدُّروز كدُروز. وطالَبَ السَّيّد سلامة أئمَّة المساجد أن يدعوا في خُطَب الجمعة القادمة إلى التّآخي والمحبّة بين الأديان.
وتحدّث الشّيخ أبو رحيب إسعيد ستّاوي مُستنكِرًا حادث مقتل الشُّرطيّين واعتبره قضاءً وقدرًا. وأكّد أنّ الطّوائف في المغار نسيج واحد والحديث يدور حول كوننا إخوة، فالإنسان أخو الإنسان وابننا هايل معروف وشهادته مرموقة، إننّا نستنكر ما حدث في الأقصى كما نستنكر الاعتداءات على بيوت العِبادة والمساجد.
وتحدّث الشّيخ سليم شيني، إمام مسجد الجمشة الّذي طالب المسؤولين في وزارة الدّاخليّة بالاهتمام في بث روح التَّآخي والسّلام بين الأديان، وأكّد أنّ فقدان الشّرطي هايل ستاوي هو فقدان للجميع، وهو ابننا، فنحنُ أمّة واحدة ولا فرق بين عربي وأعجميّ إلّا بالتّقوى، وقتل الإنسان أكبر مصيبة، والحدث الّذي وقع بإلقاء قنبلة صوتيّة اعتبرناه حدثًا عابرًا، غير أنّ تكرار الحدث غير مقبول، ونحنُ كمجموعة نستنكر هذه الأحداث وإخواننا في الطّائفة المعروفيّة ونحنُ نسيج واحد.
وتحدّث قُدس الأب فوزي خوري، الّذي أكّد أنّ قضايا وخلافات سياسيّة قد تُؤثّر على المغار، غير أنّ هذه القضايا والخلافات يجب ألّا تنعكس سلبًا على البلدة، وأعرب عن احتمال كون من قام بالاعتداء على المساجد أن يكون من خارج القرية، وعلينا احترام حياة الإنسان وأي عمل يهين كرامة الإنسان غير مقبول، وعلينا توعية كل أهالي المغار على أنّنا بشر وشعب واحد، ويجب أن نضع حدًّا لهؤلاء الّذين يعملون على إثارة الفِتنة.
وتحدّث الإمام أسعد كنج الّذي استنكر الأحداث المُؤسفة ودعا إلى التّكاتُف وتنظيم وقفة احتجاج في مركز القرية لقلع الأعشاب الضّارّة في هذه البلدة.
أمّا الإمام سمير سعد فقد دعا للوُقوف وقفة واحدة وشجب الأعمال المُؤسفة.
واستنكر الشّيخ أبو رائد علي دغش، سايس الخلوة الشّرقيّة، الاعتداءات على المساجد.
أمّا مُدير الدّائرة الدُّرزيّة، في وزارة الدّاخليّة، السّيّد نزار خطيب، فقد طالبَ الأهالي بتنظيم دوريّات والتّواجُد مُباشرة في أي حدث.
وتحدّث الدّكتور منصور عبّاس الّذي اعتبر أي حدث مُؤسِف يأتي عادة بسبب ما يدور في المسجد الأقصى، واعتبر أنّ موقف أهلنا ممّن ثكلوا الشّرطيّين في المسجد الأقصى هو موقف نبيل هزّ قُلوبنا، ونحنُ العرب نسيجنا مُكوّن من طوائف وهناك عدّة حقوق يجب أن تُراعى، وأنتم كُنتم خير مُدافِع عن القيم النّبيلة المعروفيّة في الطّائفة الدّرزيّة. وأشاد بموقف الشّيخ موفق طريف عبر وسائل الإعلام. وكشف الدّكتور عباس النّقاب عن أنّ هناك نيّة لقُدوم وفد من القِيادات العربيّة برئاسة النّائب السّابق محمد بركة لتقديم التّعازي لآل ستاوي في المغار.
وتحدّث رئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة، مفيد مرعي الّذي قال إنّ واجب الجميع تهدئة الأمور، واستنكر الأحداث وقال إنّ ما حدث يجب ألّا يُؤثّر على علاقاتنا بين جميع الطّوائف.
وتحدّث الشّاعر سليمان دغش الّذي قال إنّ جميع الدّيانات ديانات محبّة، ونحنُ كُلّنا عباد الله وإخوة في الإنسانيّة، ويجب أن لا نُفرّق بيننا أيّ شيء، والاعتداء على المساجد اعتداء على الإنسان وعلى الله، وحَمَلَ على بعض وسائل الإعلام الرّسميّة الّتي تبثّ ما شأنه التّحريض على حدّ قوله.
وتحدّث مُحرّر موقع سبيل كمال ابراهيم مُناشِدًا الحُضور بالتّوجُّه لوسائل الإعلام العربيّة والمواقع الالكترونيّة خاصّة بأن تتّخذ جانب الحذر والمسؤوليّة وعدم بثّ الأكاذيب والإشاعات واختلاق ما يُمكِن أن يمس باللُّحمة والتّآخي بين أبناء الدّيانات والشّعب الواحد.
وتحدّث قائد الشّرطة الجماهيريّة في المغار، الضّابط إيرز الّذي أبدى استعداد الشّرطة لمُعالجة الموضوع بشدّة، يدًا بيد مع القِيادة المحلّيّة في المغار. وكشَفَ النّقاب أنّ الشّرطة اعتقلت مُشتبَهيْن وتجري معهما تحقيقات حول ما جرى. كما كشف النّقاب حول تواجُد مُكثّف للشّرطة في القرية، بمن فيها قُوّات الشّرطة المدنيّة وحرس الحُدود والياسام والتّحرّي لمواجهة الوضع الرّاهن.