العمليه الارهابيه التي هزت الدوله وبالاخص الوسط العربي برمته وراح ضحيتها الشابين الشرطيين كميل شنان من حرفيش وهايل ستاوي من المغار كادت ان تشعل النار في الهشيم وتوقض المارد المذهبي بعد ان عرف من ومن اين منفذي العمليه ،وكثره الردود المؤيده لها وبالاخص بعد ان تبين ان الضحايا هم من الطائفه الدرزيه، لكن لولا الموقف الرجولي والشجاع لعائلات الضحايا بوءد الفتنه قبل ان تتغذى من الكره الذي تبين وايضا موقف بعض الشخصيات العربيه الاعتباريه لكان الموقف اكثر تعقيدا وبالاخص بعد رفض القائمه المشتركه ان تستنكر الحدث العيني.
اني اعرف جيدا عضو الكنيست السابق ابو نبيل شكيب شنان والد الشرطي كميل واعرف مدى انسانيته ورحابه صدره ورزانه عقله توقعت منه مثل هذا الموقف المشرف لكنه فاجئنا اكثر برثائه المؤثر وبكلماته الواضحه في رثاء ولده ، وحين تمنى ان يكون ابنه آخر ضحايا العنف بين اسرائيل والفلسطينين وكما تمنى ان يحل السلام في هذه المنطقه كما انه لم يتهم احد الا الجناه انفسهم، وايضا الموقف ذاته صدر من عائله ستاوي الكريمه.
كابن حرفيش ابن تلك القريه الجبليه النائيه التي صودر القسم الاكبر من اراضيها وما تبقى ان صلح للزراعه لكنه لا يكفي لاعاله اسره صغيره، وايضا انعدام الاستثمار في القريه من قبل حكومات اسرائيل المتعاقبه من بناء مناطق صناعيه واماكن عمل اصبح لسوء القدر سلك الامن مصدر رزق لقسم من الشباب، كما هو معلوم كانت هذه مصيده اعدت بصوره محكمه من قبل.
نحن لا نقبل المزاوده علينا من احد لا بوطنيتنا ولا بعروبيتنا حتى اذا قسم منا سلك طريق لا تتطابق مع واقعنا وتاريخنا هذا لا يعني ان نقبل ان تهدر دماءنا .... من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجاره، قبل عده سنين كتب هليل كوهين الكاتب اليهودي كتاب اسماه "العرب الجيدون" يشرح فيه عن شخصيات عربيه تعاملت مع الحركات اليهوديه وساهمت في بناء الدوله (احتوى ايضا على فصل صغير عن شخصيات درزيه)!! وقبل فتره قصيره اطلعنا الدكتور رباح حلبي على كتاب جديد لنفس الكاتب اسمه "جنود الظل" وقال كان بمثابه صفعه لمعلوماته ،محاضر بالجامعه يعترف بهذا الاعتراف!! طبعا ليس نقص في معلوماته لكن من هول ما تضمن الكتاب من معلومات لا تصدق لولا توثيقها، يشرح كيف استطاع قليل من اليهود بناء دوله بسهوله نسبيا ،يكشف الاتفاقيات التي ابرمها اليهود مع جهات فلسطينيه لكي لا تدخل في الحرب سنه 1948 يذكر الكاتب القرى والمدن من وادي عاره والمركز والشمال التي لم تطلق منها رصاصه واحده.!!! لاتزاودوا علينا بشيء. "ما دخل اليهود من حدودنا انما تسربوا كالنمل من عيوبنا"
سنه 1956 فرض قانون التجنيد علينا احد من ابناء جلدتنا لم يقدم لنا يد العون ، قاومنا سنتين لوحدنا حتى نالوا منا ، بينما نالت اسرائيل خلال سته ايام من الدول العربيه سنه 1967 واحتلت مساحات شاسعه منها القدس وباقي فلسطين!!.
لاادافع عن هؤلاء الذين في سلك الامن وبالاخص الذين يخدمون بالقدس الشرقيه، على الاهل تقع المسؤوليه الكبرى بعدم توجيه اولاهم ومشاركتهم في قرارات العمل وانخراطهم بتلك الوحدات المرابطه في الاراضي المحتله سنه 1967 ، عليهم منعهم بكل الوسائل لا يعقل ان نوافق على ارسال اولادنا الى اكثر الاماكن الحساسه في العالم ولا نتوقع احداث كتلك ، هل نقبل ان تكون اماكن عبادتنا محتله ومدنسه؟ هل نقبل ان تكون اسواقنا مكتظه بشرطه معاديه؟ من المفروض ما لا نقبله على انفسنا ايضا لا نقبله على الاخرين ، واتمنى على شبابنا اعاده النظر مجددا بكل ما يتعلق بالخدمه الاجباريه ،اقله رفض الخدمه بكل المناطق المحتله .